المراقب الصحفي: موضوعات الساعة

TT

لفت نظري الأسبوع الماضي تقريران جميلان تطرقا إلى موضوعات الساعة البعيدة عن السياسة..

الموضوع الأول كان عن خدمة «غوغل بلس» وهي شبكة اجتماعية جديدة يطلقها عملاق الإنترنت «غوغل»، التي يتوقع أن تشكل منافسة ملحوظة مع شبكة «فيس بوك» وربما «تويتر». ما أعجبني في التقرير، حقيقة، أن هذه الخدمة الجديدة ما زالت حديث المنتديات ووسائل الإعلام، بعد إطلاق المرحلة التجريبية التي اقتصرت على 10 ملايين مستخدم، فضلا عن أن الشائق في التقرير أنه كان عبارة عن تجربة خاضها مراسل الصحيفة، الذي كان محظوظا بالتسجيل في المرحلة الأولى التي لم يحالفني الحظ بالتسجيل فيها لاكتمال عدد المستخدمين! كما يشعر قارئ التقرير أنه ليس مترجما أو مكتوبا من تقارير أجنبية؛ بل فيه إحساس مختلف.

وإنه لشعور جميل أن يقرأ القارئ العربي مادة في صفحة تعنى بتقنية المعلومات تتحدث عن خدمة جديدة في العالم من وجهة نظر المستخدم العربي، فقد وجد المراسل، مثلا، أن المستخدم الناطق بلغة الضاد سيلاحظ سهولة في الكتابة بالعربية من دون مشكلة تغيير اتجاه النصوص المزمنة في بعض المواقع الإلكترونية.

وشمل التقرير، أيضا، عرضا لعيوب هذه الخدمة، التي يبدو أن «غوغل» أطلقها حصريا عن عمد لتدرس عيوبها حتى تكون نسختها الجديدة أكثر تنافسية مع غريمتها المستقبلية.. الشبكات الاجتماعية.

أما الموضوع الآخر الذي لفت انتباهي فهو «جامعات الضوء» من مراسل الصحيفة في ألمانيا، الذي تحدث فيه عن تقنية جديدة سوف تنير المنازل بأشعة الشمس، بدلا من المصابيح الكهربائية، بحيث تلتقط جامعات الضوء من أسطح المنازل الأشعة وتحولها إلى مصابيح خاصة تنير الغرف المظلمة. وبحسب التقرير، فإن هذه التقنية، إذا ما كتب لها النجاح، سوف تساهم في تخفيض تكاليف الكهرباء البيئية والمادية التي تعد مشكلة العصر بالنسبة للأفراد والحكومات. ورغم أن التقرير مليء بمعلومات مفيدة، وكتب بصورة سلسة، فإن فيه خطأ مهنيا، وهو عدم ذكر المصدر، فكيف يذكر «قال فلان» و«أضاف فلان» ولا يعلم القارئ هل هذا القائل كان يتحدث لصحيفة «الشرق الأوسط» أم لوسائل الإعلام عموما؟

إن موضوعات الساعة ليست مقصورة على الموضوعات السياسية والاقتصادية فقط؛ فالصحف الشاملة التي تهتم بكل شرائح القراء هي التي تتابع تلك الموضوعات وتقدم عنها تقارير مفيدة. وللأسف الشديد ليس لدينا في «الشرق الأوسط» افتتاحيات متخصصة مثل الصحف الأجنبية، بحيث يطلع القارئ على موضوعات كتبها متخصصون في مجالات متنوعة، وحتى ذلك الحين، ليس لدينا سوى الاستمتاع بالتقارير الجميلة التي تتناول موضوعات الساعة.