زوكربيرغ يعثر على معجبين على «غوغل +»

مساع للفوز بكنز البيانات والمعلومات الاجتماعية التي يتيحها المستخدمون على المواقع الاجتماعية

TT

هل يمكنك معرفة أكثر الشخصيات شعبية على «غوغل +»، الموقع الاجتماعي الذي تقدمه شركة «غوغل»؟ ترى هل هي أشتون كاتشر أم لادي غاغا؟

في الواقع هذا اللقب يحمله حاليا مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع «فيس بوك» ورئيسه التنفيذي، وهو من المواقع التي تستهدف الشركة منافستها من خلال «غوغل +».

يتابع نحو 35 ألف شخص ما ينشره زوكربيرغ من رسائل على الموقع، وهو أكبر عدد بالنسبة لأي شخص آخر، بحسب مسح كبير في «غوغل +» أجرته «سوشال ستاتيستيكس». وفاق عدد معجبيه عدد معجبي لاري بيدج، أحد مؤسسي موقع «غوغل» ورئيسه التنفيذي الذي تولى منصبه مؤخرا، حيث بلغ عدد الذين يتابعونه على الموقع 24 ألف شخص.

عمر «غوغل +» أقل من أسبوع، لكنه لم يتح للجمهور بعد، لكن ازداد الطلب على الخدمة التي تتيح للمستخدمين نشر صور وروابط وحالات، والدردشة المصورة مع مجموعات من الأصدقاء، بين الذين يتوقون إلى اللعب بخصائصها. ومن ضمن هؤلاء زوكربيرغ الذي سجل على الموقع لمتابعة الموقع المنافس.

لم يؤكد أي من موقع «فيس بوك» أو «غوغل» ما إذا كانت صفحة زوكربيرغ حقيقية أم لا. لكن يظهر على حسابه علاقته بمسؤولين تنفيذيين في الـ«فيس بوك» الذين سجلوا على موقع «غوغل +»، ومنهم بريت تيلور، مسؤول التكنولوجيا، وسام ليسين، مما يشير إلى أن الصفحة حقيقية.

لم ينشر زوكربيرغ أي شيء بعد يمكن أن تراه دائرة أوسع من الجمهور. ووصف نفسه على الصفحة بقوله: «أصنع أشياء».

وقال بوريس فولدهيدجيزين فان زانتين، أحد مؤسسي مدونة التكنولوجيا «نيكست ويب»، الذي أسس موقع «سوشال ستاتيستيكس» كنزوة: «رغبته في تفقد الموقع منطقية. يحرص الجميع على متابعة المنافسة».

ربما تكون زيارة زوكربيرغ لمعقل الشركة المنافسة مؤشرا لوصول الحروب بين المواقع الاجتماعية إلى مستوى جديد. وتسعى الكثير من الشركات الكبرى، ومنها «غوغل» و«آبل» و«ميكروسوفت»، إلى الفوز بكنز البيانات والمعلومات الاجتماعية التي يتيحها المستخدمون على تلك المواقع الاجتماعية. ويجني موقع «فيس بوك» ثمار الحصول على تلك المعلومات والبيانات منذ فترة، وهو ما ساعده على توجيه الإعلانات بدقة أكبر.

يقول راي فالديز، المحلل بشركة «غارتنر ريسيرش»: «المعركة على مستقبل الشبكة في الخبرة الاجتماعية». ولدى موقع الـ«فيس بوك» أكبر خريطة للعلاقات بين الناس.

من المستحيل نقل البيانات الخاصة بعلاقات أحد المستخدمين على الـ«فيس بوك» إلى موقع «غوغل +»، لذا سيتعين على أكثر المستخدمين إعادة وضع هذه القائمة على الموقع الجديد. الثلاثاء الماضي منع موقع «فيس بوك» برنامجا متصلا بمتصفح الإنترنت «كروم» الخاص بـ«غوغل»، يسمح للمستخدمين بنقل من يعرفونهم على الموقع إلى مواقع اجتماعية أخرى، مثل «غوغل +». وصرح موقع «فيس بوك» بأن هذا البرنامج يعد انتهاكا لشروط الخدمة الخاصة بالشركة.

وتأمل شركة «غوغل» أن تتيح موقعها الاجتماعي الجديد على «أي فون» و«أي باد»، من خلال تطبيقات عرضتها على شركة «آبل». في الماضي كانت تمتنع شركة «آبل» عن حسم أمرها واتخاذ قرار بشأن التطبيقات والبرامج التي تقدمها شركة «غوغل». ردود أفعال وتعليقات المستخدمين على إنشاء الموقع الاجتماعي الجديد، الذي تقدمه شركة «غوغل»، إيجابية حتى هذه اللحظة، على عكس محاولات «غوغل» المبكرة لإغواء الجماهير بمواقع اجتماعية، مثل «ويف» و«باز»، اللذين استقبلا بردود فعل فاترة، وقلق بشأن الخصوصية.

وقال ستيفن شاكلاند، كاتب في خدمة الأخبار التكنولوجية «سي نت»، إن الخاصية المسماة بـ«سيركيلز»، التي تمكن المستخدمين من تصنيف أصدقائهم في مجموعات لتوفير المزيد من الخصوصية، كانت «أكبر إنجاز» يميزه عن «فيس بوك». ووصف آدم باش، مدون في «لايفهاكر»، خاصية «هانغ أوت» التي تسمح للمستخدمين بالدردشة المصورة مع أصدقاء يصل عددهم إلى عشرة في وقت واحد، بأنها «أفضل دردشة مصورة مجانية رأيتها في حياتي».

حتى توم أندرسون، أحد مؤسسي «ماي سبيس»، الذي اشتهر بأنه أهم صديق لكل مستخدمي «ماي سبيس»، كتب على صفحته بموقع «غوغل +»: «يبدو أن الموقع لا يستطيع أن يحد من الإقبال على موقع (تويتر)». لكن انتهى الحال بموقع «غوغل +» إلى النجاح.

ويقول جيريميا أويانغ، محلل في هذا المجال بشركة «ألتيميتر غروب»، إنه لم يتضح بعد ما إذا كان نجاح «غوغل +» سيمتد إلى ما بعد مرحلة الاختبار المبكرة، التي تكون مقتصرة على عدد محدود من العاملين في مجال التكنولوجيا ومدونين وصحافيين. فكما فعلت «غوغل» مع «جي ميل»، سمحت للمستخدمين الذين ينشئون حسابا مبكرا بدعوة عدد محدود من المستخدمين الآخرين. ولم يتضح بعد من الذي دعا زوكربيرغ. ويقول موقع «فيس بوك» إنه قلق من المنافسة.

وقال جوني زو، المتحدث باسم الشركة: «نحن في الأيام الأولى من إضفاء طابع أكثر اجتماعية على الموقع الإلكتروني. وهناك فرص للابتكار في كل مكان».

*خدمة «نيويورك تايمز»