نفاد المرحلة الأولى من اشتراكات المحتوى الرقمي لـ«نيويورك تايمز»

ربع مليون شخص اشتركوا وتوقع أن تحقق «التايمز» المزيد من الأرباح

TT

أوردت شركة «نيويورك تايمز» الخميس الماضي أن ما يقرب من ربع مليون شخص اشتركوا على موقع التايمز، في إشارة واضحة إلى أن الاستراتيجية الرقمية تؤتي الثمار المرجوة منها في الوقت الراهن.

وكان أكثر من 224.000 مشترك قد أنشأوا حسابات على موقع NYTimes.com منذ مارس (آذار) عندما دشنت «التايمز» خدمة الرسوم مقابل القراءة، إلى جانب 57.000 آخرين يدفعون لاستقبال «التايمز» على أجهزة القراءة الإلكترونية مثل «بارنز آند نوبل بوك» وقارئ «كندل» الذي طرحته شركة «آمازون».

ومع نفاد كمية الاشتراكات الأولية، والذي يبدأ بـ15 دولارا كل أربعة أسابيع، تتوقع أن تحقق «نيويورك تايمز» المزيد من الأرباح خلال الفترة المقبلة، فتقول جانيت روبنسون، الرئيس التنفيذي للشركة «نموذج الاشتراك الرقمي هو جهد بعيد المدى وتأثيره الكامل على العائدات سيكون ذا فائدة أكبر على مدار العام أثناء تنفيذ المراحل الأولى من الخطة».

وتشير روبنسون إلى أن الاشتراكات الرقمية ستوفر للشركة مصدر دخل جديدا في النصف الثاني من هذا العام.

يأتي الإعلان في اليوم الذي وافق صدور تقرير أرباح الشركة ربع السنوي. فقالت الشركة في بيانها إن إجمالي خسائرها عن الربع الثاني من العام الحالي بلغ 119.7 مليون، نتيجة انخفاض القيمة المدخلة على الأصول بنحو 161.3 مليون دولار لتعكس تراجع قيمة صحفها على المستوى الإقليمي. وكان الشركة قد باعت بداية الشهر الحالي أكثر من نصف ملكيتها الثانوية في «بوسطن ريد سوكس» والعديد من الأملاك الرياضية الأخرى بلغت 117 مليون دولار قبل حسم الضرائب. كما أعلنت خلال الأسبوع المنصرم عن خططها لتسديد قرض بقيمة 250 مليون دولار، إلى كارلوس سليم حلو، إمبراطور الاتصالات المكسيكي في الخامس عشر من أغسطس (آب) المقبل قبل ثلاث سنوات ونصف من موعده المقرر.

كانت هذه الخطوة مصدر تفاؤل للمحللين والمستثمرين في وول ستريت، حيث ارتفعت أسعار أسهم الشركة لما يقرب من نحو 2 في المائة خلال التداول في بورصة نيويورك، فأغلق السهم على 9.14 دولار.

لكن الربع الثاني أظهر كم التحدي الذي لا يزال يعاني منه سوق الإعلان المطبوع. وقد تراجعت العائدات بنسبة 2.2 في المائة لينخفض من 589.6 مليون دولار إلى 576.7 مليون دولار، وهو ما جاء نتيجة مباشرة لانخفاض نسبة الإعلانات بنحو 4 في المائة. في الوقت ذاته قالت الشركة إن نسبة الإعلانات على موقع الصحيفة زادت بنسبة 2.6 في المائة وهو ما سيعادل نوعا ما التراجع في دخل الإعلانات المطبوعة والذي بلغت نسبته 6.4 في المائة. وقد ارتفعت نسبة الإعلان الرقمي في «نيوز ميديا غروب» بنسبة 15.5 في المائة، في إشارة إلى أن تقاضي اشتراكات من القراء للوصول إلى موقع NYTimes.com لم يثن المعلنين عن الإعلان على الموقع الرقمي.

من ناحية أخرى، أشارت الشركة إلى تراجع تكلفة التشغيل بنسبة 1 في المائة لتصل إلى 525.2 مليون دولار في الربع الثاني من العام. إضافة إلى ذلك ارتفعت طلبات التسليم إلى المنازل بنسبة ضئيلة وهو ما أسهم في خفض معدل التراجع في عائدات التوزيع المطلوبة. وإجمالا فقد توقفت عائدات التوزيع في هذا الربع من العام عند 234.9 مليون دولار، وهو ما يعكس تراجع المطبوعات وارتفاع الإقبال على الاشتراكات الإلكترونية مع نفاد 99 في المائة من الاشتراكات الأولية خلال الشهر الأول من طرحها. وكانت عائدات التوزيع قد ارتفعت بنسبة 1.6 في المائة في مجموعة «ذا نيويورك تايمز غروب»، والتي تتضمن «بوسطن غلوب» و1.7 في المائة في الصحف الإقليمية.

وباستثناء بعض البنود مثل انخفاض القيمة على العائدات وخفض التكلفة، بلغت الأرباح التشغيلية للشركة في الربع الثاني 82.9 مليون دولار مقارنة بـ92.6 مليون دولار عن الفترة ذاتها في العام السابق.

وحذرت الشركة من أن الإعلانات ستواصل تراجعها خلال الربع الثالث، لكنها أعربت عن توقعاتها بأن تزيد نسبة التوزيع وتتراجع تكلفة التشغيل.

ووصفت ألكسيا كوادراني، محلل الأسهم في «جيه بي مورغان»، نتائج الربع الثاني من العام بـ«الجيدة»، وأشارت إلى أنه على الرغم من تراجع سوق الإعلانات المطبوعة، كانت هناك أسباب للتفاؤل في الربع الثالث.

وقال في مذكرة إلى المستثمرين «أي تعديل على الإعلانات المطبوعة سيعادلها تحسن معدلات التوزيع من المبادرات الرقمية وتحسن الربحية، التي عندما تمتزج مع نفقات فوائد أقل من الدفع المبكر لكارلوس سليم، سيكون لها تأثير إيجابي».

* خدمة «نيويورك تايمز»