المراقب الصحافي: لماذا نكتب زاوية المراقب الصحافي؟

TT

اتضح لي أن كثيرا من القراء لا يدركون حتى الآن ما دور «المراقب الصحافي» أو كاتب هذه السطور. ويبدو أن بعض القراء يظن أنني كاتب رأي أو خواطر، وهو أمر ليس صحيحا.

فهذه الزاوية، لمن لا يعرفها، مساحة خصصتها صحيفة «الشرق الأوسط» وفيها هامش كبير من الحرية لأكتب فيها رأيا مهنيا جادا في المواد الصحافية المنشورة على صدر صفحاتها. بمعنى آخر، فأنا أتحدث بلسان حال القارئ ولست أدافع عن رأي العاملين في الصحيفة، فلا أعد أحد طاقم التحرير الذين قد يقترح عليهم المسؤولون ما يكتبونه، لأن الهدف من هذه الزاوية هو الاستقلالية، وتسليط الضوء على المعايير الصحافية ونواحي القوة والضعف في المادة الصحافية المنشورة.

وربما يتشابه اسمي «كمراقب» مع اسم «الرقيب» المتعارف عليه في وزارات الإعلام العربية، ولكن ليس لي علاقة من قريب ولا من بعيد بهذه الوظيفة، لأنني مجرد مهني متخصص أتابع بتجرد ما ينشر، وأحاول جهدي أن أكون محايدا في طرحي للرأي المهني.

وربما لا يعلم البعض أن هذه الزاوية هي الأولى من نوعها في الصحافة العربية التي تفسح فيها إدارة التحرير المجال لشخص لينتقدها، وهو أمر يحسب لصالح الصحيفة، وهذا ليس مدحا فيها، ولكنه حقيقة.

وربما يتساءل القارئ لماذا لا يذيل هذا العامود باسم كاتب سطوره، كما هي الحال في الصحف الغربية مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، والإجابة، ببساطة، تعود لاعتبارات اجتماعية في مجتمعنا، الذي لم يألف هذا النوع من النقد الصحافي العلني، ولذا آثرت إدارة التحرير أن تخفي اسم كاتب السطور، وهو ما أراه، كبداية، خطوة حكيمة حتى لا يفسر الرأي المهني بطريقة شخصانية.

وأنا لا اكتب في هذه الصحيفة شيئا شخصيا تجاه أحد، بل كل ما أنشده هو أن أظهر مواطن القوة والضعف في ما تقدمه الكوكبة المتميزة من الصحافيين في صحيفة العرب الدولية.

أرجوكم لا تبخلوا علي بمشاركاتكم عبر البريد الإلكتروني، فأنا في نهاية المطاف صوتكم في هذه الصحيفة.