«إيه بي سي» الأميركية تسعى لتصدر القنوات الأكثر شعبية

بأفكار وابتكارات جديدة لتقوي موقفها في المنافسة التلفزيونية

كريستيان أمانبور مقدمة برنامج «ذيس ويك»
TT

شهد الشهر الماضي، جهودا حثيثة من مسؤولي قناة «إيه بي سي» الأميركية لإقناع النقاد بقدرة القناة على جذب المشاهدين وتصدر لوائح القنوات الأكثر شعبية. وترتكز هذه الجهود على أكتاف رئيس قسم البرمجة في قناة «إيه بي سي» بول لي الذي تولى مهامه هذا الصيف. وبعد أن كان لي رئيسا للبرمجة لقناة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» (القسم الأميركي) ولقناة «إيه بي سي فاميلي» المختصة بالبرامج العائلية، كان الموسم الماضي أول موسم للي مسؤولا عن برامج أوقات الذروة لـ«إيه بي سي».

وبحسب شركة «نيلسون» التي ترصد تصنيف القنوات الأميركية وشعبيتها، فإن قناة «إيه بي سي» كانت الثانية بعد قناة «فوكس» بين القنوات أكثر شعبية بحلول بداية يونيو (حزيران) الماضي.

وبينما رصدت الشركة نحو 10.62 مليون مشاهد أسبوعيا، حصلت قناة «إيه بي سي» على 7.13 مليون مشاهد أسبوعيا وبعدها قناة «سي بي إس» حصلت على 6.4 مليون مشاهد.

وبينما إحصاءات التصنيف للقنوات خلال الصيف لم تعلن بعد، فإن قناة «إيه بي سي» تتوقع تراجعا في شعبيتها بسبب التقارير السلبية من نقاد برامج التلفزيون الذين أنهوا جولة لزيارة القنوات الترفيهية الأميركية الرئيسية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» حيثيات لقاء لي مع النقاد. فكان لي مسؤولا عندما قررت «إيه بي سي» إنتاج عدد من المسلسلات الفاشلة مثل إعادة تصوير مسلسل «تشارليز انجيلز» الشهير الذي فشل بشكل كبير.

وحاول لي الدفاع عن قراراته لتصوير عدد من المسلسلات على أنها مبنية في ثقافة شعبية واسعة. ومثالا على ذلك مسلسل «ويرك ايت» الذي يروي قصة رجلين عاطلين عن العمل ويمرون بتجارب مريرة ولكن فكاهية من أجل الحصول على العمل، فاعتبر لي أن كتاب سيناريو المسلسل يعتمدون على روايات «شكسبير». إلا أن الرد كان حادا من أحد نقاد البرامج التلفزيونية، الذي قاطعه وقال: «حقا؟ لا يمكن أن تعني ذلك».

ولكن لي، وهو بريطاني الجنسية، يعول على الأفكار غير التقليدية والابتكارات من أجل تصدر القنوات الترفيهية. وقد عانت الشبكة من بعض المشاكل والتراجع خلال العام الماضي. فقد تركت المذيعة الشهيرة اوبرا وينفري قناة «إيه بي سي»، حيث أنهت برنامج «أوبرا» بعد عقود من الشهرة. وبينما أنهت أوبرا علاقتها بالقناة لتحول انتباهها لإنجاح قناتها الخاصة «شبكة أوبرا وينفري».

وأكدت شبكة (إيه بي سي) أنها قررت عدم إنتاج حلقات جديدة من مسلسل «زوجات يائسات»، عندما ينتهي الجزء الثامن عام 2012.

وأعلنت (إيه بي سي) قرارها الأسبوع الماضي أمام نقاد الأعمال التلفزيونية، ووصفت المسلسل بأنه «أيقونة» للشبكة.

ويحكي مسلسل زوجات يائسات، الذي تشترك في بطولته فيليستي هافمان وتيري هاتشر ومارسيا كروس ووايفا لانغوريا، عن الحياة السرية والعاطفية لنساء يقطن في شارع ويستريا لين.

ونال المسلسل نجاحا كبيرا منذ بدء عرضه عام 2004، وحصد العديد من الجوائز، واجتذب مشاهدين من شتى أنحاء العالم، ولكن كما هو الحال بالنسبة لجميع العروض التلفزيونية، تراجعت شعبيته مع مرور الوقت.

وقال مارك تشيري مؤلف المسلسل أمس: إنه يريد إنهاء المسلسل وهو في أوجه، بدلا من أن يسير بخطى عرجاء لعدة سنوات أخرى.

وأضاف تشيري، أنه تحدث مع معظم العاملين في المسلسل بشأن القرار، الذي قال إنه كان متوقعا تماما، وأكد للصحافيين: «المهمة الأصعب من خلق عرض ناجح هي معرفة متى يجب أن ينتهي، خاصة حين يكون لديك طاقم من الممثلين هو الأروع في تاريخ التلفزيون».

كما أن مسلسل «العازبة» الواقعي، والمبني على فكرة شابة تبحث عن زوج لها، تراجع كثيرا هذا الموسم. ولكن في الوقت نفسه، تعمل قناة «إيه بي سي» على أفكار جديدة عدة لتقوي موقفها في المنافسة التلفزيونية. ومن بين هذه الأفكار تحويل فيلم «لينكون لوير» إلى مسلسل تلفزيوني بإنتاج القناة.

ويستعد لي وفريقه لموسم الخريف الذي يعتبر الأهم من حيث إطلاق البرامج والمسلسلات الجديدة مع انتهاء موسم العطل الصيفية. وأعلنت القناة عن مواعيد الموسم الجديد من البرامج في وقت الذروة والتي تبدأ في 16 سبتمبر (أيلول) المقبل مع مسلسل «20 - 20». وستكون هناك أسماء مسلسلات معروفة تعود إلى الشاشة مثل مسلسل «غريس اناتومي» وهي دراما طبية تعود للموسم الأخير هذا العام، بينما هناك مسلسلات جديدة مثل «بان إم» التي تدور أحداثها في الستينات من القرن الماضي.

وشبكة «إي بي سي» تشهد تحولات أخرى، وخاصة على صعيد المنافسة الإخبارية. وكانت قناة «إي بي سي» شعرت بخطر أيضا على موقعها بين القنوات الأميركية الرئيسية في مجال الأخبار أيضا، وعملت خلال العام الماضي على تحسين موقعها هذا. وكانت من أبرز الخطوات التي قامت بها القناة الإخبارية جذب المذيعة الشهيرة كريستيان أمانبور من قناة «سي إن إن» لتصبح مقدمة برنامج «ذيس ويك» (هذا الأسبوع)، أبرز برامج صباح الأحد الإخبارية. وبدأت أمانبور برنامجها الجديد في الأسبوع الأول من أغسطس (آب) العام الماضي، ولكنها حلت الثالثة بين منافسيها لأشهر عدة. إلا أن نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، أعلنت القناة أن برنامج «ذيس ويك» أصبح يتمتع بمنصب البرنامج الثاني الأكثر شعبية بين برامج صباح الأحد، بعد برنامج «فيس ذا نيشون» على قناة «سي بي إس».