وفاة موبات مراسل «واشنطن بوست» عن 73 عاما

غطى حملة كيندي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له.. وأول من علم بفضيحة «ووتر غيت»

TT

توفي في 10 أغسطس (آب) الحالي جوزيف إي. موبات، المراسل السابق لوكالة «أسوشييتد برس» الذي تولى تغطية الحملة الرئاسية عام 1968 لروبرت إف. كيندي وعمل لاحقا سكرتيرا صحافيا باللجنة الديمقراطية الوطنية قبل أن يتحول للعمل بالمحاماة في نيويورك، وذلك عن عمر يناهز 73 عاما داخل مستشفى في بروكلين جراء إصابته بمرض السرطان.

قدم موبات إلى واشنطن مطلع ستينات القرن الماضي وعمل لسنوات عدة في قلب الحياة السياسية بالبلاد كمراسل ولاحقا كمسؤول بالحزب الديمقراطي.

بين عامي 1970 و1972، عمل موبات سكرتيرا صحافيا مع اللجنة الديمقراطية الوطنية ورئيسها لورانس إف. أوبريان.

في وقت مبكر من صباح 17 يونيو (حزيران) 1972، كان موبات واحدا من أوائل من علموا بأمر اقتحام مقر رئاسة اللجنة الديمقراطية الوطنية في مبنى «ووتر غيت» الإداري عندما استيقظ على اتصال هاتفي من سكرتيره. وأجرى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مقابلة معه، وقاموا بفحص هاتفه أيضا للتعرف على ما إذا كان يجري التنصت عليه.

وشارك في الحملة الرئاسية عام 1972 من الداخل، حيث عمل متحدثا رسميا باسم المرشح الديمقراطي جورج إس. ماكغفرن. ولاحقا، تقدم موبات بدعوى قضائية ضد مسؤولي الحملة لتباطئهم في دفع راتبه.

قبل ذلك بأربع سنوات عندما كان يعمل لدى «أسوشييتد برس»، غطى موبات حملة كيندي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له في انتخابات الرئاسة. وطبقا لما ورد في كتاب وضعه ثرستون كلارك عام 2008 بعنوان «الحملة الأخيرة: روبرت إف. كينيدي و82 يوما ألهمت أميركا»، فإن موبات «قضى وقتا وهو قريب جسديا من كيندي أكثر من أي فرد آخر من أعضاء الفرق الصحافية».

وحاول موبات الحفاظ على مسافة تضمن موضوعيته الصحافية، لكنه اعترف بأنه عجز عن منع نفسه من التأثر برسالة كيندي ووجوده.

وكتب كلارك أنه «أحيانا كان يقدم جو موبات على الإمساك بكيندي من خصره ليحول دون اجتذاب شخص له إلى خارج السيارة المكشوفة. كان موبات يعي أنه بتصرفه هذا يتجاوز خطا ينبغي عدم تجاوزه، لكنه لم يستطع تحمل فكرة تعرض كيندي للأذى».

قبل قتل كيندي في لوس أنجليس في 5 يونيو 1968، سأله موبات حول ما إذا كان قد فكر في احتمالية تعرضه للاغتيال. وأخبره كيندي أنه: «لا يمكن أن يصبح لدينا هذا النمط من البلاد حيث يخشى الرئيس من الوجود بين الناس»، حسب ما ورد في كتاب «الحملة الأخيرة». وأضاف: «بالطبع يساورني القلق بشأن مصير أسرتي وأطفالي، لكنهم يتمتعون برعاية جيدة وليس هناك ما يمكن أن أفعله أكثر من ذلك. لذا، لا آبه بأي شيء يحدث لي».

ثم أضاف: «الحياة ليست تجربة سعيدة، أليس كذلك؟».

وفي تقييمه لإرث كيندي بعد 40 عاما والرؤية التي كان ربما سيطبقها، أخبر موبات كلارك: «لن يظهر قط من هو مثله. لن يسمح التاريخ بذلك، ولن يسمح الإعلام بذلك، ولن تسمح المدونات بذلك».

ولد جوزيف إيميلي موبات في 18 ديسمبر (كانون الأول) 1937 في مدينة نيويورك وترعرع في رود آيلاند. بعد تخرجه في مدلبيري كوليدج في فيرمونت، عمل مراسلا لإحدى الصحف في غاليسبرغ. وانضم إلى «أسوشييتد برس» في شيكاغو عام 1960 قبل انتقاله لواشنطن بعد ذلك بقرابة عامين. ونال جائزة «وورث بنغهام» عن صحافة التحقيقات عام 1968.