متحف الإعلام يعرض مقتنيات من هجمات سبتمبر

عروض أرضية وبحرية وجوية للقوات المسلحة في الذكرى الـ10 للهجمات

جانب من المتحف
TT

في الأسبوع المقبل، ستمر الذكرى العاشرة لهجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001 على الولايات المتحدة. ومنذ فترة طويلة، بدأت الاستعدادات في كل المجالات: السياسية، حيث سيلتقي الرئيس باراك أوباما والرئيس السابق بوش الابن في «غراوند زيرو»، مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره الهجوم. والعسكرية، حيث ستقدم القوات المسلحة عروضا أرضية وبحرية وجوية لإثبات أنها لا تزال قوية، وأقوى، منذ الهجوم. وثقافيا، حيث ستلقى محاضرات، وتعرض أفلام، وتقام معارض. وإعلاميا، حيث سيتحدث الصحافيون الذين غطوا الهجوم. وأيضا، سيقيم متحف «نيوزيام»، متحف الأخبار، معرضا.

جزء من المعرض، وهو على شارع بنسلفانيا في واشنطن، تقريبا في نصف المسافة بين البيت الأبيض والكونغرس، سيكون: «الصحافيون وإف بي آي»، عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يتولى التحقيقات في الخطر الإرهابي. وجزء آخر سيكون: «الحرب على الإرهاب». ويبدو أن الجزأين متصلان لأنهما يركزان على التغطية الإعلامية لهجوم سبتمبر، وأيضا للحرب ضد الإرهاب التي أعقبت ذلك، وأيضا دور «إف بي آي».

سيرى الذي يدخل المتحف محرك طائرة عملاقا ومحروقا، معلقا من سقف المتحف. هذا هو محرك طائرة شركة «أميركان» الجوية، طائرة الرحلة رقم 175 التي خطفت ودمرت البرج الشمالي من مركز التجارة العالمي. عثر على المحرك تحت أنقاض المبنى.

وقال مسؤول في المتحف الإخباري: «الهدف من تعليق هذا المحرك العملاق هو أن نذكر الأميركيين، وغير الأميركيين، بخطر الإرهابيين. وكيف أن الإرهابيين يمكنهم أن يستغلوا أحدث الاختراعات الغربية لإثارة الفزع في الغرب وغير الغرب». وأضاف: «لم يحدث أن استعمل مثل هذا المحرك في أي عمل إرهابي في الماضي. كان الإرهابيون يدمرون ويحرقون ويفجرون. بل كانوا يخطفون طائرات. لكنهم لم يستعملونها كسلاح إرهابي».

يتبع المحرك في الوقت الحالي لمكتب «إف بي آي»، الذي احتفظ به بعد أن حقق في الهجوم. ويتوقع أن ينقل من هنا إلى متحف سميثسونيان الوطني، وهو مجموعة متاحف في واشنطن بالقرب من الكونغرس، حيث سيعرض بصورة دائمة.

ويعرض المتحف الإعلامي أيضا محفظة خاصة كانت ملك روث ماكورت، واحدة من المسافرين في نفس الرحلة رقم 175. إنها محفظة صغيرة وحمراء وممزقة كثيرا. كانت ماكورت مع ابنتها البالغة من العمر 4 سنوات، جوليانا، في طريقهما من بوسطن، في ولاية ماساتشوستس إلى «ديزني لاند» الترفيهي في لوس أنجليس. ووجد مكتب التحقيقات الفيدرالي المحفظة في موقع لجمع النفايات في جزيرة ستاتين القريبة من نيويورك، التي كانت نقلت إليها بقايا الطائرات وبقايا مركز التجارة العالمي.

وقالت كاري كريستوفرسن، مديرة قسم المعارض في المتحف: «إننا نريد أن نعرض بقايا الهجوم الإرهابي في نفس الأوضاع التي وجدناها فيها؛ محروقة، وملطخة، ومدمرة». وأضافت: «إننا نريد توضيح الظروف التي مرت بها كل قطعة هنا، مهما كانت هذه الظروف قاسية أو صعبة. إننا لا نريد أن نجعلها تبدو جميلة مرة أخرى. النقطة المهمة هنا هي عرض الظروف الرهيبة التي مرت بها كل قطعة».

وفي المتحف الصحافي فردة حذاء من «مفجر الحذاء» في الرحلة من باريس إلى ميامي في نهاية سنة 2001، بعد شهرين من هجوم نيويورك. هذا كان ريتشارد ريد، البريطاني المسلم الذي خبأ متفجرات في حذائه الأسود الثقيل. وفي المعرض الحذاء وقد فتح أسفله لإظهار كيف تم وضع المتفجرات في باطنه. خلال الرحلة، كانت مضيفة شمت رائحة عود كبريت، وعندما أسرعت ونظرت إلى ريد وهو يحاول إشعال حذائه، صرخت، وهب مسافرون وهجموا على ريد قبل أن يفجر الحذاء، ونفسه، والطائرة. وقيدوه بحزام واحد منهم.

وفي المعرض يعرض الحزام.

وتعرض أيضا صور وكتابات وأفلام تابعة للصحافي الأميركي جون ميلر، مراسل تلفزيون «إيه بي سي» الذي كان آخر مراسل غربي يجري مقابلة مع أسامة بن لادن، قبل هجمات 11 سبتمبر. تبرع الصحافي بها لصالح معرض «الحرب على الإرهاب». ومن بين هذه: سروال باكستاني طويل كان يرتديه عندما قابل بن لادن. جنبا إلى جنب مع كاميرا صغيرة، ومع فيلمين قصيرين فيهما تفاصيل الرحلة والمقابلة.

وفي المتحف الصحافي أيضا عمود كهرباء من «وول ستريت»، شارع المال في نيويورك بالقرب من مركز التجارة العالمي. ووصلت أضرار الهجوم إلى الشارع، ومن الأشياء التي حطمها الهجوم عمود الكهرباء هذا.

وفي المعرض أشياء صغيرة جدا، مثل: علامة «ادخل» في مكتب من مكاتب مركز التجارة. ومجارف ومكانس من المبنى. وتلفزيون محطم كان في المبنى.

وهناك عشرات من التليفونات الجوالة، كلها محروقة تماما أو جزئيا. وقالت كرستوفرسن عن هذه التليفونات: «كان بعضها يعمل لأيام كثيرة بعد الهجوم».

في سنة 2008، افتتح «نيوزيام»، متحف الأخبار، وصار المتحف الإخباري والإعلامي الأول من نوعه في العالم. ومن وقت لآخر، يقدم معارض عن مواضيع سياسية واجتماعية ووطنية، من وجهة نظر الصحافيين والإعلاميين. ورأى بمناسبة ذكرى هجوم 11 سبتمبر أن يركز على التغطية الإعلامية للهجوم. ويشمل المعرض الصفحة الأولى من 127 صحيفة صدرت في اليوم التالي للهجوم. وهناك هوائي طوله 31 قدما من هوائي عملاق وأطول كان فوق سطح البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.

يقع المتحف الإخباري على مسافة قريبة من مجموعة متاحف «سميثسونيان»، التي هي الأخرى ستقدم معارض بمناسبة هجوم 11 سبتمبر 2001. ولأنها المتاحف الوطنية الأولى، منذ أيام قليلة بعد الهجوم بدأت في جمع كل ما له صلة به. خاصة من المواقع الثلاثة التي سقطت فيها الطائرات: نيويورك، وبنسلفانيا، والبنتاغون.

في المتحف الوطني للتاريخ الأميركي، التابع لمجموعة المتاحف، سوف يعرض: «11 سبتمبر: التذكر والتفكير». يتضمن هذا نحو 60 قطعة من هذه الأماكن الثلاثة.

وقال سيدريك ية، مدير المتحف: «بعض هذه الأشياء وصلتنا من جامعي الأشياء القديمة والهواة والشرطة ومن مواطنين عاديين». وأضاف: «هنا توجد بعض الأشياء التي لها صلات باللحظات الأخيرة قبل الدمار. هنا أشياء ندركها جميعا، وليست ألغازا تكنولوجية أو فنية. أشياء تساعد الناس على فهم ما حدث في ذلك اليوم اللعين».

منها: حزام أمان من حطام طائرة شركة «يونايتد» الجوية في الرحلة رقم 93 التي سقطت في ولاية بنسلفانيا. ستارة نافذة من نوافذ نفس الطائرة. مساحة تنظيف الأرض في مركز التجارة العالمي. قطعة حديدية في مصعد في المبنى استخدمت لفتح باب المصعد ونجاة الذين كانوا فيه قبيل أن ينهار المبنى. بطاقة بريدية قام بإرسالها مسافر بالبريد قبل أن يسافر على إحدى الطائرات المخطوفة. لعبة أطفال وجدت تحت الأنقاض. كتاب تسجيل خدمات الطعام والشراب تابع لمضيفة في الرحلة رقم 93. وخريطة ممر داخل البنتاغون، هو نفس الممر الذي تحطم يوم الهجوم. وقالت كاري كريستوفرسن، مديرة المعرض في المتحف الإعلامي: «نريد أن يتذكر الناس يوم الهجوم الإرهابي. إنه، بالنسبة لنا، لم يكن حدثا إخباريا فقط. صار جزءا من التاريخ الأميركي».