صالحي وجيم كاري في «الشرق الأوسط»

TT

لفت نظري في الأسبوعين الماضيين موضوعان نشرتهما صحيفة «الشرق الأوسط». الأول سياسي، وكان مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، واللقاء الثاني فني مع النجم السينمائي الأميركي الشهير جيم كاري.

ما كان لافتا في مقابلة صالحي، التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية والصحافة المحلية الإيرانية، أنها تأتي في ظل أجواء من التوتر بين الرياض وطهران في أعقاب إعلان الإدارة الأميركية عن ضلوع إيران في محاولة اغتيال السفير السعودي في العاصمة واشنطن. كما تميزت المقابلة بأسئلة مباشرة وصريحة، غير أن بعض إجابات رئيس الوزراء الإيراني كانت ذات صبغة دبلوماسية واضحة، وهو ما لا يستطيع الصحافي تجاوزه بدوره إلا بطرح مزيد من الأسئلة بصيغ ذكية لعله يخرج من فلذات لسان الضيف ما يمكن أن يعتبر سبقا صحافيا.

وقال صالحي للقراء العرب إن «شياطين الغرب» هي التي تحاول «إحداث وقيعة بين بلاده والسعودية» وكشف عن أن إيران تلقت سؤالا من الشرطة الدولية (الإنتربول) عن أحد المتهمين في تدبير محاولة الاغتيال. لكن الوزير تساءل قائلا: «هل من المعقول أن إيران تقوم بهكذا عملية في واشنطن؟».

أما المقابلة الثانية فكانت حصرية أيضا مع نجم هوليوود الكوميدي جيم كاري. غير أن هذه المقابلة وقعت في ما وقعت فيه سابقاتها من عدم نشر نص صريح يؤكد أن المقابلة حصرية. كما لم يتم إبرازها في أي صفحة أولى وهو ما لا يتناسب مع حجم الضيف، وصيته الذائع لدى متابعيه العرب. أن يتحدث ممثل هوليوودي إلى صحيفة عربية هو بحد ذاته أمر يجب إبرازه، كما قلنا، وإن كان الموضوع لم يأت بجديد، ومن حق القارئ أن يعرف أن هناك محررا يخترق معقل نجوم السينما في العالم ويأتي لنا أسبوعيا بلقاء جديد يلطف صفحات «الشرق الأوسط» الجميلة. والحق يقال إن الأسئلة التي طرحت على النجم كانت ممتازة، وتنم عن أن المحرر متابع جيد لضيفه، وكان توقيت اللقاء مناسبا أيضا، خصوصا بعدما خبا نجم «جيم كاري» قبل أن يسترد جماهيريته عقب فيلمه الأخير «بطارق السيد ببر» حسبما ذكر عدد من النقاد.

جميل أن يكون هناك موضوع جاد سياسي وآخر فني أو رياضي أو ثقافي يتذكرهما القارئ طوال الأسبوع.