ملحق الإعلام وطلبة الجامعات

TT

أتابع شخصيا ملحق الإعلام بصحيفة «الشرق الأوسط» باهتمام بالغ، ليس لأن عمودي هذا ينشر فيه، ولكن لأنه يضم مادة جميلة تستحق المتابعة، وتحديدا ما تنفرد به صحيفة «الشرق الأوسط» في بعض الأحيان.

هذا الملحق، بتنوعه ولقاءاته وتحقيقاته، لا بد أن يكون مادة عربية عملية يواظب عليها طلبة الإعلام في الجامعات بتشجيع من أساتذتهم. كما أن هذا الملحق بحد ذاته يمكن أن يكون موضوعا لدراسة حالة (Case Study) سواء لطلبة البكالوريوس أو الدراسات العليا، لدراسته بتعمق، إما بطريقة تحليل المحتوى (Content Analysis) أو بتناول موضوعاته في الفصول الدراسية.

كما ألاحظ أن مساهمة أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العربية أو الأجنبية تكاد تكون معدومة في ملحق الإعلام، فيبدو أن البعض يعتقد أن الصحف هي التي يجب أن تأتي إليه أو إلى الخبر، غير أن واقع حال الصحافة يقول خلاف ذلك، فمن لديه مادة علمية أو خبرية ويرى أنها تستحق النشر فليبادر هو على الأقل بتقديمها للقائمين في الصحيفة، لأننا في عصر التفاعل الإعلامي، وذلك كله يسهم في الارتقاء بالمادة المنشورة، ويضفي عليها نكهة عربية.

إنني أحث وبقوة الزملاء المحررين أن يطعموا هذا الملحق بدراسات علمية عربية في مجال الإعلام، فمجرد متابعة ربع سنوية لمحتويات الدوريات العربية المحكمة يمكن أن نعثر على مادة جيدة تستحق النشر وتهم القارئ العادي والمتخصص، وكم من مادة علمية خبرية ساهمت في صنع القرار، كونها تستند إلى حقائق علمية، كما أن نشر هذه الدراسات سوف يلفت نظر الإعلاميين المتخصصين، وما أكثرهم، إلى مد يد التعاون مع الصحيفة.

ما أكثر الطلبة والطالبات العرب المتخصصين في الإعلام الذين قدموا مشروعات تخرج مهمة، أو دراسات لافتة وتمنوا لو أن صحيفة واحدة تحتضنهم أو تبرز مشروعهم. إن أبناءنا لديهم من المواهب ما يحتاج منا كمؤسسات إعلامية أن ندعمها لعل مبادراتنا هذه تفتح لهم باب الإبداع والعطاء على مصراعيه.

نحن بأمس الحاجة إلى ملحق الإعلام في الوطن العربي ليجلب لنا وللطلبة وللمتخصصين أفضل الممارسات الإعلامية العالمية والعربية، ليسلط الضوء على ما يجري في عالم الإعلام من أفكار وأخبار وأنشطة مهمة تستحق المتابعة.