* تجدد «المنتدى الثقافي»
* يضم ملحق «المنتدى الثقافي» بصحيفة «الشرق الأوسط» موضوعات شائقة، وفيه مجهود حقيقي يستحق التقدير، لكني أرى أنه قد آن الأوان إلى إعادة النظر في المادة المنشورة، بحيث تتجدد وتقدم لنا الثقافة في قالب مشوق ومختلف يتماشى مع روح العصر.
إن المتابع للصفحات التي تتناول الشأن الثقافي في الصحف الغربية يجد تجددا ملحوظا في طريقة المحتوى، فلم تعد فكرة الاكتفاء بمقابلة أديب أو روائي، أو نشر عرض لكتاب ورقي، أو عمود رأي، كافية لجذب شريحة كبيرة من القراء. فلا بد، مثلا، من تسليط الضوء على أمور أخرى مثل الكتب الإلكترونية التي يتزايد انتشارها، فقد أعلن موقع «أمازون» أن مبيعات كتبه الإلكترونية قد تجاوزت الورقية لأول مرة. كما يمكن أن يخصص الملحق زاوية عن الكتب المسموعة «Audio Books» التي صارت تنشر قبل صدور النسخة الورقية، ويمكن سماعها بسهولة عبر الهواتف الذكية.
هناك أيضا أسلوب حديث في المقابلات، وهو أسلوب الثلاثين أو الخمسة عشر سؤالا مباشرا تتناول الجانب الثقافي غير المطروق من شخصية المثقف أو المفكر، مثل: ماذا تقرأ الآن؟ أين تقرأ؟ ما طقوسك في الكتابة؟ لماذا تقرأ؟ ما الكتاب الذي أثر فيك؟ وهكذا.. شريطة أن تكون الإجابات مقتضبة. وهذه اللقاءات الخاطفة يمكن أن تجرى بسهولة عبر الهاتف.
ونلاحظ أيضا غيابا ملحوظا لزاوية الكتب الأكثر مبيعا. نعلم أنها صعبة في عالمنا العربي، وأنها لو طبقت بالمفهوم الغربي لتصدرت كتب الطبخ والسحر القوائم، كما يدعي بعض الناشرين، لكن يمكن إيجاد مخرج لذلك بذكر تصنيفات، مثل أكثر الروايات مبيعا، وأكثر الكتب التاريخية والعلمية، والدينية وكتب السير انتشارا. الهدف تسليط الضوء أسبوعيا على نشاط الكتاب من خلال تقارير دورية أو نماذج تقوم كبريات دور النشر العربية بتعبئتها ثم إرسالها للصحيفة. فصحيفة «نيويورك تايمز»، على سبيل المثال، تتعامل مع أربعة آلاف مكتبة لتنشر تقريرها الأسبوعي حتى صارت مرجعا موثوقا لوسائل الإعلام.
كما يمكن أيضا التنسيق مع دار كتب لنشر صفحات من فصول من كتاب عربي «قبل طرحه» بالأسواق، وهو ما يمنح الملحق حيوية وتجددا وتنافسية.
وحتى نكون منصفين فهناك محاولة جميلة وإبداعية قام بها ملحق «المنتدى الثقافي»، ربما محاولة منه للخروج من طبيعة المادة الثقافية الدسمة، أذكر منها موضوعا عن المعلمة المصرية التي تنشر قصصا يكون البطل فيها هو مقتني الكتاب، بحيث يوضع اسمه في نص القصة ثم تطبع القصة في ثوان. وهو أسلوب جيد للترويج للقراءة ولغرس قيم القصة في نفسية الطفل.
«المنتدى الثقافي» مثله مثل أي ملحق لا بد أن يجدد نفسه، بين حين وآخر، ليقدم مادته بصورة عصرية أكثر تأثيرا.