المرزوقي والهاشمي

المراقب الصحافي

TT

شهد الأسبوع الماضي لقاءات صحافية عدة أبرزها المقابلتان الحصريتان مع الرئيس التونسي ونائب الرئيس العراقي، وكلتاهما جاءتا في التوقيت المناسب.

فلقاء صحيفة «الشرق الأوسط» مع الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، اتسم بالصراحة والعفوية، وكان ذلك جليا من طريقة إجابات الرئيس عن أسئلة مراسلة الصحيفة، فلم يلحظ القارئ أن النص كان مكتوبا أو رتيبا وهو ما أضاف بعدا جماليا للمقابلة، التي أجريت وجها لوجه. وقال المرزوقي إنه يحاول تغيير صورة الرئاسة، في إشارة إلى قرارات اتخذها. وأبدى خشيته من الاعتصامات التي تعصف ببلاده ودعا التونسيين إلى إيقافها لأن من «شأنها إرعاب رأس المال الأجنبي والتونسي».

وجاء أيضا لقاء نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، في غمرة الأحداث السياسية العراقية المتصاعدة، عقب اتهام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للهاشمي، بأنه متورط بدعم الإرهاب، وهو اعتبرها الهاشمي «اتهامات مفبركة». الأزمة العراقية التي اندلعت مع خروج القوات الأميركية تعد أول اختبار حقيقي يواجه الحكومة العراقية، وهو ما جعل اللقاء الصحافي المطول يضع النقاط على الحروف، من جهة، لكن الأمر يحتاج أيضا إلى مقابلة حديثة، من جهة أخرى، مع الرئيس نوري المالكي ليفهم القارئ أبعاد القضية من الطرف الثاني، لا سيما أن المالكي يعتبره خصومه، ومنهم الهاشمي، بأنه ضلع رئيسي في الأزمة العراقية، وأنه «ديكتاتور».

أما من ناحية العرض، فقد أعجبني حقيقة أن نشر اللقاءين الصحافيين في الصفحة الأولى لم يخلا بإبراز العناوين الرئيسية الأخرى المهمة، حيث استفادت «الشرق الأوسط» من المستطيل الأفقي في أعلى الصفحة الأولى في إبراز عناوين اللقاءين وملخصاتهما. وهذه الطريقة في عرض العناوين تعد أسلوبا ذكيا في إبراز أكثر من موضوع مهم بطريقة منصفة.

جميلٌ أن يحفل أسبوع واحد بنشر لقاءات مهمة تضع أمام القارئ مادة صحافية من المصدر نفسه وليس نقلا عن وكالات أنباء أو وسائل إعلام أخرى. أما ملاحظتي الأخيرة فهي أن اللقاء كان يمكن أن يخرج بجرعة أكبر من السبق الصحافي حتى يكتمل جمال عقد المقابلة.

* هذه الزاوية الأسبوعية هي الأولى من نوعها في صحيفة عربية، وهي مساحة نقدية لا تخضع للرقابة المسبقة، يكتبها صحافي محترف ليسلط فيها الضوء على نقاط ضعف الصحيفة ونقاط قوتها، الهدف منها ترسيخ المفاهيم المهنية للصحافة.

[email protected]