استقرار أركان الصحيفة

المراقب الصحفي

TT

من يتابع صحيفة «الشرق الأوسط» سيلاحظ أن إخراج معظم صفحاتها الرئيسية وزواياها أضحى يتمتع بالوضوح والاستقرار. بمعنى أن من يفتح الصفحة الثانية الخضراء، مثلا، يجد ثباتا ملحوظا في مكوناتها، مثل الجزء المخصص للنشرة الجوية، ومقولات المشاهير، والأمر نفسه لزاوية «عين الشرق»، وثبات أعمدة كتاب الأخيرة والخبر الرئيسي أسفلها، فضلا عن ثبات الملاحق الأسبوعية، وصفحات الرأي.

استقرار مكونات الصحيفة، والالتزام بمبدأ التغيير البطيء والمدروس فيها، إن لزم الأمر، هو أمر مهم لأن الصحيفة مثل غرفة المعيشة عندما يحدث فيها تغيير مفاجئ فإنها تربك مرتاديها في أول الأمر، وربما تسبب للبعض الآخر إزعاجا. كما أن الصحيفة في نهاية المطاف يجب أن تكون مريحة للقارئ بحيث يمكنه بسهولة الاستدلال على مكان صفحته المحببة أو مقال كاتبه المفضل، فلا ينبغي أن يبحث عنه بصعوبة.

وهو الأمر الذي يحدث مع الكتاب الآخرين ممن يكتبون خارج صفحات الرأي الرئيسية، حيث يتم نشر مقالاتهم مرة في الصفحة اليمنى ومرة في اليسرى، وهي مسألة يفضل تفاديها حتى يكون هناك نسق ثابت يسهل على القارئ فهمه. ولا ننسى أننا نتحدث هنا عن صفحات ليس فيها إعلان أصلا.

أما بخصوص الإطار المنوع في أعلى الصفحة الأولى، فيفضل أن تبرز فيه العناوين بصورة أكثر وضوحا، مع جزء من الصورة، ليلفت انتباه شرائح أخرى لا تبحث عن الموضوعات السياسية عادة. ومن الملاحظات أيضا أن بعض الملاحق تبدأ أحيانا من الصفحة اليمنى، رغم أن اليسرى أفضل لبداية ملحق لأنها تنبيه للقارئ إلى أنه يقرأ جزءا جديدا. ولا أعلم إن كان السبب هو مسألة مرتبطة بالطباعة أم الورق، لكن تبقى هذه ملاحظتي كمراقب صحافي.

وهناك مسألة مهمة يفضل الانتباه إليها، يرتبط جزء منها بالإخراج، وهي عدم التفريق بين استطلاع الرأي والدراسة الأكاديمية. فحينما تستطلع شركة توظيف تجارية آراء الناس على موقعها الإلكتروني، عن مدى رضاهم عن الوظيفة السابقة، مثلا، فلا يجب أن نضع في العنوان كلمة «دراسة»، بل كلمة «استطلاع للرأي»، لأنه شتان بين العمل الأكاديمي وبين استطلاع عبر الإنترنت. وهذه مسألة مهمة حتى لا يتناقل الناس الموضوع على أنه دراسة علمية نقلا عن «الشرق الأوسط».

الصحيفة المميزة هي التي تدرك أن إخراجها وإبراز عناوينها بصورة مدروسة هو جزء لا يتجزأ من تقديم مادة صحافية مهنية متكاملة تخدم القراء بمختلف فئاتهم.