مذيع تلفزيوني لا يخجل من كونه ابن قائد شرطة

تعرض لهجوم النقاد لارتباطه المهني بوالده في صراع مصالح

المذيع التلفزيوني غريغ كيلي ووالده مفوض الشرطة رايموند كيلي (نيويورك تايمز)
TT

أن تكون ابن أحد أكثر الموظفين العموميين نفوذا فإن ذلك يعني بالنسبة لبعض الصحافيين في نيويورك ضرورة امتلاك قدر كبير من الحرفية.

لكن إذا كانت صلة غريغ كيلي بوالده، مفوض الشرطة رايموند كيلي، قد مثلت مشكلة بالنسبة له أو لرؤسائه في برنامج «غود داي نيويورك»، الصباحي الخفيف الذي يشارك في تقديمه على قناة «دبليو إن واي دبليو» التابعة لقناة «فوكس»، إلا أن أحدا لم يلحظ ذلك على الإطلاق.

تعرض كيلي لهجوم من النقاد لارتباطه المهني بوالده مرة تلو الأخرى في صراع مصالح. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أجرى مقابلة مع والده على قناة «دبليو إن واي دبليو» بشأن الاعتقالات الأخيرة الخاصة بمكافحة الإرهاب، وكشف عن علاقتهما في نهاية الفقرة فقط.

وأصرت من جانبها المحطة على حقه في إجراء مثل هذه المقابلات وتغطية القضايا المثيرة للجدل بشأن الشرطة.

وفي صباح يوم الثلاثاء وقبل ساعات من إبلاغ سيدة للشرطة أن كيلي اغتصبها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أجرى مقابلة مع المدعي العام لمانهاتن، سيروس فانس جونيور، بشأن إساءة معاملة المسنين. وغاب كيلي عن الشاشة يوم الخميس بعد ساعات من إعلان صحيفة «نيويورك تايمز» أن السلطات تحقق في مزاعم المرأة، وأن مكتب «فانس» يتولى في الوقت الراهن التحقيق في القضية.

وقد ذكرت المحطة المزاعم خلال بثها على مدار اليوم، وفي مساء اليوم ذاته أذاع مراسل للقناة بيانا مقتضبا للمدير العام للمحطة، ليو ليوني، قال فيه، إن «غريغ كيلي تقدم بطلب للحصول على إجازة».

وقد رفض اختصاصي العلاقات العامة، كين صانشاين، الذي استعان به كيلي التعليق على الأنباء يوم الخميس. وقال كيلي من خلال محام، إن التحقيقات ستظهر براءته، فلم توجه إليه أي جريمة.

الشبه الكبير بين كيلي ووالده كان جزءا من شخصيته المهنية. فهما يملكان نفس الجبهة والعينين الغائرتين، وكلاهما التحق بقوات المارينز. وخلال عيد الأب عام 2007، عندما كان الابن مذيعا في قناة «فوكس نيوز»، وقف في مكتب والده لالتقاط الصور وإجراء مقابلة مع صحيفة محلية.

وخلال الجلسة تحدى كيلي الجميع في ذكر جميع الصفات القيادية للمارينز الـ14، بينما لم يتذكر كيلي الأب سوى اثنتين، وهما النزاهة والحزم. أما ابنه، احتياطي سلاح المارينز، فذكر الباقي.

تخرج كيلي، البالغ من العمر 43 عاما وابن ضواحي نيويورك، في جامعة فوردهام، وله تاريخ طويل في سلاح البحرية الأميركية قبل الانتقال إلى العمل في التلفزيون، ولا يزال نشطا في وحدة الاحتياط، ويحتفظ برتبته كمقدم.

شارك كيلي لبعض الوقت، في تطبيق منطقة حظر الطيران على العراق كطيار مقاتل حتى عام 1998، وعندما غزت الولايات المتحدة العراق في عام 2003 عاد إلى هناك كمراسل لقناة «فوكس»، ليصبح أول مراسل تلفزيوني ينقل بصورة مباشرة من بغداد، حيث دخلت الفرقة الثالثة مشاة المدينة في الخامس من أبريل (نيسان)، وكان أيضا أول مراسل تلفزيوني يدخل واحدا من قصور صدام الرئاسية مع القوات الأميركية، بحسب قناة «فوكس».

لكنه كان أكثر تحررا من والده الذي يفرض عليه عمله التزامات صارمة، فخلال زيارة الرئيس السابق جورج بوش إلى غريسلاند، أثناء عمله مراسلا في البيت الأبيض، ارتدى زيا مشابها لألفيس بريسلي. وعندما شارك في برنامج قناة «فوكس» الذي يبث صباح يوم الأحد أطلق عليه برنامج «إكسترا» لقب أكثر المذيعين أهلية في أميركا. وعندما التحق بقناة «دبليو إن واي دبليو» عام 2008، قال كيلي لصحيفة «ديلي نيوز»: «أشعر براحة كبيرة في بيئة الصباح، فإنا لا أشعر بالامتعاض من القيام بهذا النوع من الأعمال، بل أستمتع بها».

سرعان ما أصبح ركنا أساسيا في الفترة الصباحية في نيويورك إلى جانب شريكته في تقديم البرنامج روزانا سكوتو. وفي تجسيد للعزوبية التي هو عليها، قد يقدم في بعض الأحيان على مغازلة ضيفاته أو يقوم بتعليقات إيجابية حول النساء المشاركات في البرنامج. لكن سلوكه الشخصي وتصريحاته غير المتوازنة في بعض الأحيان تجذب الانتباه، وقد أنشأ موقع «جاوكر» صفحة خاصة به تتضمن كل تعليقاته.

قبل عام مضى أثبت على قناة «دبليو إن واي دبليو»، أنه يعلم بالضبط كلمات الأغنية الراقصة «عودة إلى جذوري». وقال «أنا أعلم الكلمات أفضل رو بول»، وهو ما دفع موقع «جاوكر» يتساءل «من كان يعلم أن غريغ محب للحفلات بهذا الشكل؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»