المراقب الصحافي: الرئيس اليمني في «الشرق الأوسط»

TT

لا أستطيع كمراقب صحافي لـ«الشرق الأوسط» أن أتجاهل المقابلة التي انفردت بها الصحيفة مع الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي، الذي خلف الرئيس علي عبد الله صالح.

أكثر ما أعجبني في المقابلة المباشرة في الطرح، خصوصا السؤال الأول الذي وضعنا كقراء في صلب الموضوع، وهو «ما هي أولويات الرئيس اليمني للمرحلة المقبلة؟». هذه البداية كانت مناسبة لأنها ابتعدت عن الأسلوب النمطي القديم في طرح الأسئلة التمهيدية في مقابلات وسائل الإعلام الرسمية مع الشخصيات العامة، قبل الدخول في الموضوع. فالقارئ في الوقت الراهن أصبح يمل من التطويل غير المبرر، وهنا تأتي أهمية المباشرة في طرح الأسئلة.

ولفت نظري أيضا أن الصحافي قد سأل الرئيس اليمني السؤال نفسه الذي طرحه على رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة في لقاء الأسبوع الماضي، وكان السؤال بشقيه «ما هي طبيعة العلاقة التي ستكون بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.. وهل يمكن أن يكون هناك نوع من التداخل أو الازدواجية في طبيعة العلاقات المشتركة؟». وأرى أن هذا السؤال تحديدا الذي يشغل موضوعه بال كثيرين، قد أعطى فرصة للقارئ للمقارنة بين إجابتي الشخصين. وهو تفاعل جيد مع مادة سبق نشرها.

يعيب هذا اللقاء، مثل لقاءات سابقة عدة، أنه افتقر لصورة حديثة في مكان الحوار. فمهما كانت الصعوبات يفضل دائما أن يلاحق الصحافي ضيوفه حتى يظفر بصورة خاصة للضيف، وهي لا تقل أهمية عن النص. وهذه مسألة مهمة في عصر الصورة الذي نعيشه لكي نتمكن من لفت أنظار القراء لمادتنا. فتخيل لو أن اللقاء كان في حديقة القصر أو الباحة الخارجية، فلا بد أن الصورة سترسخ في ذهن القارئ أكثر من الصور التقليدية.

أما بشأن المحتوى فقد تركز اللقاء على سبعة موضوعات تناولت: أولويات الرئيس، والحوثيين، والعلاقة مع رئيس الوزراء، ونظام الحكم، والوضع الاقتصادي، و«القاعدة»، والعلاقات اليمنية الخليجية. لكن غاب عن الحوار «الجانب الآخر» في حياة الرئيس، كنظرته للأمور الأخرى، فلا ننسى أن كثيرا من القراء العرب لا يعرفون حتى الآن هذا الرئيس الجديد.

لقاء رئيس الجمهورية اليمنية، الذي تناول قضايا مهمة وبلغ عدد كلماته نحو 2090 كلمة، استحق أن ينشر على مساحة صفحة كاملة. وقد أضفى طابعا جميلا على تغطيات الشأن اليمني خلال الأسبوع الماضي.