شبكة تلفزيونية جديدة على الإنترنت للاري كينغ

يمولها الملياردير المكسيكي كارلوس سليم الحلو

لاري كينغ
TT

كارلوس سليم الحلو يقوم بتمويل شبكة تلفزيونية جديدة على الإنترنت تدعى «أورا. تي في»، التي سيعود من خلالها المذيع لاري كينغ، الذي عمل سابقا في «سي إن إن»، إلى كرسي المذيع مرة أخرى.

تعد هذه الشبكة، التي سيتم الإعلان عنها يوم الاثنين، أحدث دلالة على اهتمام سليم بالبث عبر الإنترنت والمحتوى الشبيه بالتلفزيون. ستحتوي الشبكة على مجموعة من البرامج مختلفة المدة التي ستتدفق عبر الإنترنت إلى أجهزة الكومبيوتر والهواتف والتلفزيونات في الولايات المتحدة الأميركية وأميركا اللاتينية وغيرها من المناطق، متجاوزة الأنظمة التقليدية للتوزيع التلفزيوني.

يقول جون هوسمان، الذي عينه سليم الحلو في منصب الرئيس التنفيذي للشبكة الجديدة: «هناك فرصة لبناء علامة تجارية عظيمة هنا على مدار الأعوام القليلة المقبلة». كان هوسمان يشغل حديثا منصب رئيس مبادرات الصحافة الرقمية بشركة «نيوز كوربوريشن».

تعتبر «أورا. تي في» - كلمة «أورا» تعني «الآن» باللغتين الإسبانية والإيطالية - إضافة إلى إمبراطورية سليم الحلو، الذي يطلق عليه أحيانا لقب أغنى رجل في العالم. ستكون شركة «أميركا موفيل»، التي يمتلكها الحلو، والتي تعد أكبر شركة لا سلكية في أميركا اللاتينية، الشركة الوحيدة التي تقوم بتمويل الشبكة الجديدة، والتي لم يتم الكشف عن حجم استثماراتها بعد.

يعتبر الحلو لاعبا رئيسيا في مجال البث التلفزيوني المدفوع في أميركا اللاتينية، ولكن ليس في المكسيك، حيث أحبطت الحكومة المكسيكية جهود الحلو في هذا الشأن. تعتبر شبكات الإنترنت وسيلة للالتفاف حول هذا الأمر، على الأقل في الوقت الراهن.

وبسؤاله عما إن كانت «أورا. تي في» ستقوم بإنتاج فيديوهات خصيصا للشبكات اللاسلكية لشركة «أميركا موفيل» التي يتحكم فيها الحلو، قال هوسمان: «لم يكن هذا الأمر مطلقا موضوعا لمناقشاتنا حول هذا العمل». وأضاف أنه يجري الآن محادثات مع بعض الموزعين المحتملين للشبكة الجديدة. قال هوسمان إن الحلو: «قد دفعنا لتأسيس شركة تملك حق امتياز، التي قد يكون لها قيمة كبيرة للغاية بمرور الوقت».

وأضاف هوسمان أنه سيتم تدعيم «أورا. تي في» عن طريق الإعلانات لا الاشتراكات. لم تحدد الشبكة موعدا معينا لانطلاق الشبكة، ولكنها ستنطلق على الإنترنت خلال هذا العام.

وفي مقابلة منفصلة، قال لاري كينغ، أحد مؤسسي الشبكة، إن برنامجه الجديد سوف يشبه بصورة جزئية برنامج «لاري كينغ لايف»، وهو البرنامج الحواري الذي كانت مدته ساعة والذي ظل يذاع على قناة «سي إن إن» منذ عام 1985 حتى 2010. قامت قناة «سي إن إن» في أوائل العام الماضي باستبدال برنامج حواري جديد يدعى «بيرس مورغان تونايت» ببرنامج «لاري كينغ لايف».

يقول كينغ إنه شعر «بالضجر» وفاتته تغطية الأحداث الهامة، ويضيف: «كل يوم كنت ألتقي بالناس الذين كانوا يخبروني أنهم اشتاقوا إلى برنامجي، وكنت في مرات كثيرة، أشعر باشتياق إليه أيضا».

وفي الشهر الماضي، انفصل كينغ، الذي يبلغ من العمر 78 عاما والذي التزم بتقديم 4 عروض خاصة في العام لصالح «سي إن إن»، رسميا عن القناة، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى بدء الشبكة الجديدة «أورا. تي في» عملها. قال كنيغ إنه يحترم إدارة قناة «سي إن إن». وعن رحيله عن القناة، قال كينغ: «عندما يصل القطار إلى المحطة الأخيرة، يكون عليك النزول».

قال هوسمان إن برنامج كينغ الذي يذاع يوميا سوف يجذب مشاهدي الإنترنت وبعض المواهب الأخرى على الهواء. قال كنيغ إن زوجته شاون ستشارك أيضا في الشبكة الجديدة. يقول كينغ: «من المرجح أن تقدم برنامجا عن الموضة وتستضيف مشاهير».

تحاول «أورا. تي في» وشركات أخرى مثلها الوصول إلى العدد المتزايد من مستهلكي الفيديو على أجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف وأيضا التلفزيونات المتصلة بالإنترنت. تقوم «غوغل» بوضع بذرة لعشرات من القنوات حسب الطلب والتي سيبدأ بثها هذا العام على موقع «يوتيوب». سوف تبدأ «نتفليكس» و«هولو» في بث برامج مبتكرة، ومن المتوقع أن تقتحم «أمازون» هذا المجال أيضا.

في الأسبوع الماضي، تم تقديم أحد موظفي «أمازون» على موقع «لينكدإن» باعتباره «نائب رئيس قسم المحتوى التلفزيوني المبتكر» حتى دعا صحافي لمجلة «فورتشن» للاستفسار عن ذلك القسم. يقوم ملاك الشبكات التلفزيونية مثل «نيوز كوربوريشن» و«كومكاست» بزيادة كم المحتوى الجديد المبتكر الذي يقدمونه على الإنترنت.

لدى سليم الحلو أسهم في عدد من الشركات الإعلامية، من بينها شركة «نيويورك تايمز». يقول كينغ إنه التقى الحلو في عام 2010 عندما كان مدعوا للتحدث إلى التلاميذ الذين حصلوا على منح دراسية من واحدة من المؤسسات الخيرية التابعة للحلو. يقول كينغ إن الحلو ظهر بعدها في برنامج «لاري كينغ لايف»، ويضيف: «وقضينا ساعة رائعة معا». وفي فبراير (شباط)، قدم كينغ وزوجته حفل افتتاح متحف الفن الخاص بسليم الحلو في مدينة مكسيكو سيتي، ثم قام الحلو وكينغ بعدها بمناقشة موضوع الشراكة.

رفض الحلو إجراء مقابلة حول المشروع الجديد، ولكنه قال في بيان أصدره: «إن نموذج العمل جيد ويحاول الفريق جلب المواهب وفهم طبيعة هذه الصناعة، وهو الأمر الذي إلى تفوق (أورا) في عالم التلفزيون الرقمي، تلك الفئة التي ينتظرها نمو ضخم».

* خدمة «نيويورك تايمز»