السعودية ترخص لإنشاء إذاعات خاصة على الطرق السريعة بين المدن

منح المشغل الخامس «الضوء الأخضر» لبداية بث إذاعته

TT

كشفت مصادر رفيعة في وزارة الثقافة والإعلام السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، عن استحداث مشروع جديد لإطلاق إذاعات خاصة على الطرق السريعة بين المدن، على أن تكون البداية بالطريق السريع بين الرياض والدمام.

وفي الوقت ذاته، أعلن الدكتور رياض نجم، وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية المشرف العام على تنظيم الإعلام المرئي والمسموع، لـ«الشرق الأوسط»، منح الوزارة الضوء الأخضر لانطلاق بث المشغل للرخصة الخامسة لإذاعات «إف إم» بعد استيفاء المشغل كل الإجراءات المطلوبة منه، على أن يحدد المشغل موعد البث، وهي الرخصة الممنوحة لتحالف شركة «الموارد الإلكترونية المحدودة» وشركة «ميديا غيتس المحدودة».

وكانت وزارة الإعلام السعودية كلفت في وقت سابق لجنة قانونية بدراسة وضع الترخيص لعدم التزام الشركة الممنوحة بدفع كامل المبلغ، وطرحت أكثر من خيار، من بينها فسخ الترخيص إذا لم تلتزم الشركة بسداد باقي المبلغ.

وأوضح نجم في ما يخص إذاعات الطرق أن التصور الأول للإذاعات أن تمنح الرخص للإذاعات المشغلة في السعودية، ولها الحرية في بث برامجها ذاتها أو تقديم بث خاص بالطرق، وقال «نحن الآن في طور وضع التصورات المناسبة لها ووضع اللائحة والنموذج المناسب، وسنعلن عنها خلال هذا العام».

وبحسب وزارة النقل يبلغ مجموع أطوال الطرق السريعة والمزدوجة والمفردة في السعودية 58000 كيلومتر، وهناك ما يزيد على 19 ألف كيلو أخرى تحت الإنشاء، وأن هناك ما يزيد على 98 ألف ترخيص لنشاطات النقل البري بين المدن.

يذكر أن نحو 6 إذاعات سعودية تشغل ترددات موجة «إف إم» في السعودية هي «إم بي سي» و«بانوراما» و«روتانا» إضافة إلى «مكس» و«ألف ألف» و«يو»، وهنا أكد نجم «مجموع الرخص للإذاعات الخمس بلغ نحو 337 مليون ريال».

وحددت وزارة الثقافة والإعلام قرابة الـ30 موقعا داخل السعودية، ليتم استخدامها كمحطات إرسال إذاعي في تشغيل محطات الـ«إف إم» الخمس الجديدة، وهو ما يؤكده وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية، المشرف العام على تنظيم الإعلام المرئي والمسموع، من أن 15 من محطات الإرسال الإذاعي سيكون البث منها إجباريا بالنسبة لمشغلي المحطات الجديدة، فيما ستستخدم الـ15 الأخرى للبث «اختياريا».

وبالعودة لتاريخ البث الإذاعي في السعودية، فقد شهد الكثير من التطورات، ففي عام 1932، بعد توحيد المملكة تحت قيادة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، تأسس أول نظام راديو خاص لتزويد الملك بالمعلومات من المراكز والمدن على نطاق المملكة، والأخبار الخارجية حول الأحداث الجارية، وانطلق البث الإذاعي في المملكة عبر أول محطة إذاعية أنشأتها حكومة المملكة في مدينة جدة وكانت الإذاعة آنذاك تسمى إذاعة «مكة المكرمة».

وفي 18 يوليو (تموز) 1949، أصدر الملك عبد العزيز مرسوما ملكيا بتأسيس الإذاعة السعودية، وفوض نائبه في الحجاز الأمير فيصل بمسؤولية الإشراف على الإذاعة. وبعدها بأيام أذيع أول برنامج تجريبي للإذاعة السعودية من جدة، بينما كان أول يوم عرفت فيه السعودية الإذاعة هو الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 1949، وذلك حينما افتتحت الإذاعة إرسالها في حج ذلك العام بكلمة من الملك عبد العزيز لحجاج بيت الله الحرام، ألقاها نيابة عنه ابنه الأمير فيصل بن عبد العزيز.

وفي البداية، كان مقر الإذاعة في جدة، ثم أنشئت في مكة المكرمة عام 1952 محطة إذاعية أخرى. أما النظام التأسيسي للإذاعة السعودية فصدر بمرسوم ملكي عام 1954، ويقضي بإنشاء مديرية عامة مستقلة للإذاعة تتبع رئيس مجلس الوزراء، وفي 1955 صدرت مجلة «الإذاعة».

وتسعى الإذاعة السعودية إلى تحقيق أهدافها في نطاق السياسة الإعلامية من خلال الإذاعات المتخصصة كل في مجاله، وهي إذاعة «نداء الإسلام» وإذاعة «القرآن الكريم»، إضافة إلى «البرنامج العام» و«البرنامج الثاني» و«البرنامج الأوروبي»، بقسميه الإنجليزي والفرنسي، والبرامج الموجهة.