«سكاي نيوز».. محطة إخبارية جديدة في فضاء الإعلام العربي

مدير عام القناة لـ «الشرق الأوسط»: قوتنا كقناة إخبارية في أننا لا نتقيد بأي أجندات

استوديو «سكاي نيوز» في أبوظبي والتحضيرات النهائية لانطلاق القناة في الفضاء العربي (رويترز)
TT

يدرك نارت بوران، مدير عام قناة «سكاي نيوز» العربية أن المهمة بالنسبة إلى فريق عمل المحطة ليست بالأمر السهل، في ظل المنافسة التي تشهدها الساحة الإعلامية العربية، ولا سيما الإخبارية المتخصصة منها، ولكنه في الوقت عينه، يعرف تماما أن هذا الواقع سيكون محفزا إضافيا لتنفيذ الخطة الإعلامية المتكاملة التي يؤكد أنها لن تشبه أي وسيلة أخرى، والتي ستتميز بها «سكاي نيوز» عند انطلاقتها رسميا في الأسابيع القليلة المقبلة، من «ألف» التغطية الإخبارية إلى «ياء» نقل الخبر بمصداقية وبعيدا عن أي «أجندة خارجية» قد تكبل الموضوعية أو تضع لها حدا.

«الشرق الأوسط» التقت نارت بوران في استوديوهات «سكاي نيوز» في بيروت وكان معه هذا اللقاء:

* ما هي الخطة الإعلامية والأهداف الأساسية التي ستنطلق منها «سكاي نيوز» وأين سيكون مكانها ضمن قنوات إخبارية عربية أثبتت موقعها في العالم العربي؟

- نحن على يقين بأننا سنكون مختلفين من نواح عدة، وهذا ما نعتمده في سياستنا العملية منذ الإعلان عن إنشاء المحطة، بدءا من خطة التوظيف التي اعتمدناها لاختيار العاملين، عبر إتاحة المجال لكل من يجد نفسه معنيا بالانضمام إلى القناة، ووصل إلينا 24 ألف طلب، عمدنا إلى اختيار من رأيناه الأفضل والذي يتلاءم مع متطلباتنا وأهدافنا، وصولا إلى القواعد الإعلامية المعتمدة مرورا بالتقنيات والمعدات المعتمدة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن مشروعنا هو مشروع إعلامي متكامل، يعتمد على كل وسائل الاتصال، أو الـ«multimedia»، من الموقع الإلكتروني إلى الجوال وكل وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي فإن الصحافيين في «سكاي نيوز» ليسوا إعلاميي تلفزيون فقط بل هم شاملون، وهذا ما سينعكس على التغطية الإخبارية المتواصلة على امتداد 24 ساعة من البث المباشر والتركيز على الخبر السريع والانتقال إلى موقع الحدث.

* في ظل السياسات الإعلامية المعروفة التوجه والواضحة للعلن، أين سيكون موقع وسياسة «سكاي نيوز»؟

- نؤكد أننا قناة مستقلة تماما، لا نرتبط بأي «أجندة». وهذا ما كان واضحا منذ البداية بين شركة «أبوظبي للاستثمار الإعلامي» وبين «بي سكاي بي» المؤسسة الرائدة في مجال تلفزيون الكابل في بريطانيا، اللتين أسستا هذه القناة. وبالتالي، سنحافظ على المستوى الإعلامي الذي لطالما عرفت «سكاي نيوز» البريطانية، من خلاله والتي تتمتع بسمعة الحياد والاستقلالية، والتغطية المبتكرة منذ إنشائها في عام 1989، فالاستراتيجية التي انطلقنا منها والأهداف التي نعمل للوصول إليها، ترتكز على ميثاق الشرف الإعلامي الواضح بكل ما يتضمنه من تفاصيل، والتي دربنا العاملين لدينا على أساسها، لا سيما أنهم يأتون من مواقع ووسائل إعلامية مختلفة التوجه والسياسات، فسياستنا الإعلامية واضحة ونحن متفقون على الطريقة والأسلوب والمصطلحات المعتمدة.

* وكيف ستعمل «سكاي نيوز» للوصول إلى الموضوعية والمصداقية، وكيف يمكن تطبيقهما في تغطيتها لأحداث الثورات العربية؟

- «الخبر هو خبر» بالنسبة إلينا.. ومهمتنا هي نقل الأحداث مع الحرص على إظهار وجهة نظر كل الأطراف. وتبقى قوتنا كقناة إخبارية أننا لا نتقيد بأي «أجندات». وأنا كصحافي، لا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك سياسة محددة تقيد هذا العمل، ولا يمكنني بالتالي تجاهل أي خبر، إنما واجبي عرضه كما هو من دون أي مبالغة أو تقليل من أهميته. ويبقى الحكم في النهاية للمشاهد العربي، الذي علينا أن نعطيه حقه في هذا المجال، لا سيما أنه قادر على معرفة الأخبار والوصول إليها عبر وسائل عدة. وللمحافظة على هذه الاستراتيجية، هناك لجنة إرشادية متخصصة، دورها داعم لفريق العمل، مؤلفة من أشخاص مستقلين متخصصين، من خارج المؤسسة، لهم باع وخبرة طويلة في الإعلام، تجتمع بين فترة وأخرى، مهمتها مراقبة العمل في القناة، وتقويم العمل والتأكد من المستوى الإعلامي الذي انطلقت على أساسه، ووضع الخطط المستقبلية. كذلك، في المقابل، هناك برنامج إعلامي خاص، يسير في موازاة القناة، ومركزه في أبوظبي، يستقبل طلابا جامعيين من الإمارات لتدريبهم على العمل الإعلامي، وتبقى لهم الفرصة في ما بعد لإكمال المسيرة معنا، أو الانضمام إلى وسيلة أخرى.

* أين تتوزع مكاتب «سكاي نيوز»، ولماذا تم اختيار أبوظبي ليكون فيها المركز الرئيسي؟

- إضافة إلى أن مركز إحدى الشركتين الممولتين للمشروع، وهي شركة «أبوظبي للاستثمار الإعلامي»، في العاصمة الإماراتية، فإن هذه المنطقة من أهم المراكز في العالم العربي، على الصعد كافة. والمكاتب الأخرى تنتشر في 12 دولة عربية، إضافة إلى واشنطن ولندن، وما يميزنا عن غيرنا أيضا، هو التعاون الإعلامي بين القناة العربية والقناة الإنجليزية عبر المكاتب المنتشرة في مناطق عدة مثل الصين وموسكو وأفريقيا، لإنتاج مستوى إعلامي عالٍ.

* وماذا عن الاستوديوهات والتقنيات المستخدمة في المحطة؟

- تتميز كل التقنيات المستخدمة في «سكاي نيوز» بأنها من الأحدث والأفضل بشهادة المتخصصين، وكلها تعمل وفق نظام الـ«HD»، من أولى الخطوات العملية إلى لحظة بثها.

* هل تعتبرون أن اسم «سكاي نيوز» سيكون عبئا أو حملا ثقيلا عليكم، أو أنه سيكون على العكس من ذلك، دعما إضافيا لكم؟

- هو دعم إضافي وتأكيد على المستوى الذي علينا أن نحافظ عليه وعلى سمعة «سكاي نيوز» الممتازة في السوق وفي التغطية الإخبارية، فالقناتان سيكمل بعضهما بعضا. ومما لا شك فيه، أن المطلوب منا أن نقوم بجهد إضافي كي نثبت أيضا أننا أفضل منهم.

* كيف تم اختيار الإعلاميين، وما هي الأسس التي اعتمدت في هذا الاختيار؟

- كما ذكرت سابقا، قدمنا الفرصة لكل من يرغب بالانضمام إلى المؤسسة، وقمنا بإجراء المقابلات واختيار 390 شخصا، بينهم عدد من المذيعين من ثقافات وخلفيات مختلفة في العالم العربي، الأمر الذي يتماشى مع توجه القناة في بناء فريق قوي بتشكيلة مميزة من الوجوه المألوفة والكفاءات الشابة. ورغم أن هناك بين الفريق إعلاميين لهم خبرة طويلة في هذا المجال، كان همنا الأساسي إدخال جيل جديد من الصحافيين، ويمكن القول إن معدل السن بين العاملين هو 32 سنة. وأبرز هؤلاء الإعلاميين، هم، عمرو عبد الحميد وفضيلة السويسي ويوسف الشريف وريتا معلوف وفيصل بن حريز وندى الشيباني ومهند الخطيب وحسينة أوشان وجرير دبابنة وداليا عبد الله وألمى عنتابلي ودرويش الطويل وإيمان لحراش وأسامة خمايسة وشذا أرمينازي ومايا ريدان.

كذلك، في المقابل، هناك برنامج إعلامي خاص، يسير في موازاة القناة، ومركزه في أبوظبي، يستقبل طلابا جامعيين من الإمارات لتدريبهم على العمل الإعلامي، وتبقى لهم الفرصة في ما بعد لإكمال المسيرة معنا، أو الانضمام إلى وسيلة أخرى.

* وهل هناك برامج خاصة سيتم إنتاجها في القناة؟

- من الطبيعي أن لا تقتصر برامجنا على السياسية والإخبارية منها، وبالتالي ستشمل الثقافة والاقتصاد والطب والرياضة والبيئة، لكنها تبقى كلها ضمن إطار القناة الإخبارية وهويتها، ولكن أفضل أن لا ندخل في تفاصيلها الآن، على أمل أن يحكم عليها المشاهد العربي عليها عند بدء البث بعد أسابيع قليلة.