المراقب الصحافي: موجز «الشرق الأوسط»

TT

هناك زاوية رمادية اللون يجدها القارئ موزعة على مختلف صفحات صحيفة «الشرق الأوسط» تنشر فيها أخبارا عالمية وعربية موجزة. تكمن أهمية هذه الزاوية في أنها تقدم للقارئ مادة خبرية مركزة تمده بأكبر جرعة ممكنة ليقرأها في أقصر وقت ممكن.

وهذه الزاوية ليست بفكرة جديدة فهي موجودة في صحف عريقة منذ عقود مثل التايمز اللندنية ونيويورك تايمز وواشطن بوست، غير أن أهميتها تكمن في بساطتها واقتضابها.

وكمتابع لهذه الزاوية في «الشرق الأوسط» منذ مدة طويلة فقد لاحظت أن هناك انتقاءً مناسبا ومنوعا للأخبار، ولكن لدي بعض الأفكار والملاحظات منها أن هذه الزاوية رغم أهميتها في عصر المعلومة السريعة إلا أنها لا يتم إبرازها بالصورة المناسبة من ناحية عدد الأخبار الذي مازال محدودا ويجب أن يرتفع ليغطي أكبر عدد ممكن من الموضوعات. كما أن عرضها بالطريقة التقليدية بالنصوص من دون صور يفقدها جاذبيتها، فاللون الرمادي أو الخلفية الملونة كانت في السابق مقصودة في عالم الصحافة لتبرز نص الخبر أما في عصرنا الراهن فيجب إعادة النظر في هذه المسألة وذلك بتطعيم الخبر بالصور، حتى ولو كانت صغيرة جدا، لكي يبرز الخبر لمتصفحي الجريدة على عجالة.

صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية اشتهرت من بين صحف العالم الغربي العريقة بأنها تبرز الأخبار المختصرة في صدر الصفحة الأولى، ونحن لا ندعو لذلك حرفيا لكنا نرجو أن يطبق المبدأ نفسه بحيث يكون في كل ملحق مختصر خبري بارز. وهذه المسألة يفترض أن تكون سهلة لأن الأخبار العالمية والعربية اليومية عديدة كل ما هو مطلوب نشر مقدمة الخبر وبضعة فقرات مقتضبة تشرحه.

ويفضل أن يتم إبراز ترويسة الزاوية أو عنوانها بخط واضح حتى يسهل الانتباه إليها. صحيح أن بعض أخبار الموجز يتم وضعها في زواية ميتة مثل تلك التي لا تسع لخبر كبير، لكن يفضل أن يحدد لأخبار الموجز مكان واضح وثابت حتى يعتاد عليه القارئ.

الأخبار الموجزة مهمة جدا ولا تقل أهمية عن غيرها من الأخبار المسهبة لسبب بسيط فقد يسهم خبر واحد حدث في أقصى دول العالم في إرشاد القارئ إلى حل لمشكلة مستعصية يواجهها متخذي القرار في العالم العربي. فالخبر مهما كان حجمه إلا أنه يبقى وعاءً يحمل أفكارا وحلولا تستحق التأمل.