إدوارد إنينفول.. خبير صور يمتلك موهبة رائعة

مهارته دفعته للعمل كمستشار أزياء للكثير من المشاهير

أصبح إدوارد إنينفول مدير الموضة والأناقة في مجلة «W» وأحد صناع صناعة الصورة (نيويورك تايمز)
TT

إدوارد إنينفول لديه شيء يحب أن يقوله حول التصوير الفوتوغرافي: «أريد أن تبدو الصور رائعة وأنيقة».

هذا بالقطع هو ما دفعه للعمل مستشار أزياء مع فيولا ديفيس أثناء ظهورها في عدد شهر فبراير (شباط) من مجلة «دبليو». وفي هذا الوقت، كانت ديفيس مرشحة لنيل جائزة الأوسكار، عن دور الخادمة ذات المظهر الكئيب الذي لعبته في فيلم «ذي هيلب»، لذا اختبار لها إنينفول فستانا مثيرا من ماركة «دولتشي آند غابانا» وعقدا ماسيا من ماركة «كاميلا ديتز بيرغيرون».

حاول إنينفول، في بعض الأحيان، مخالفة الوضع السائد، فعلى سبيل المثال، تورطت فكيت موس في عدد كبير من الفضائح في صحف التابلويد لمنافسة باريس هيلتون، لذا قرر إنينفول أن يظهرها في ثياب الراهبة في صورة ذائعة الصيت لستيفن كلاين. وفي ما يتعلق بعدد المجلة الفني لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، تعاون إنينفول مع ستفين ميزيل في سلسلة من الإعلانات الوهمية التي يتم نشرها في المجلة، بما في ذلك أحد هذه الإعلانات التي ظهرت فيها إحدى المتنافسات في برنامج «رو بولز دراج رايس»، والتي تدعى كارمن كاريرا، وهي تعرض أحد العطور الوهمية التي تسمى «لا فيم».

أثار هذا الأمر قدرا كبيرا من الاهتمام، حيث كتبت مدونة «ستايليت» للموضة متسائلة: «أليست مجلة (دبليو) هي الأذكى في البلاد؟»، ساعد هذا الاهتمام في تعزيز صعود إنينفول كواحد من أكثر خبراء الصور تأثيرا في الصناعة، حيث يعد أيضا من بين القلائل ذوي البشرة السوداء الذين يعملون في هذا المجال.

يقول إنينفول، الذي يبلغ من العمر 40 عاما: «أحب اللعب على وتر التناقض، حيث يتعلق الأمر بتغيير نظرة الناس إلى بعض الناس».

تعد هذه افتتاحية رائعة منحها له موقعه الجديد، الذي ترك من أجله موقع «فوج» في شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي. مع توزيع أكثر من 450.000 نسخة، تحولت (دبليو) إلى تحفة فنية أكثر من كونها مجرد مجلة، مما مكنها من نشر صور فوتوغرافية فيها نسب مخاطرة أكبر. ولكن بحلول عام 2010، ووسط حالة من الركود الشديد والمنافسة الشرسة من مجلتي «في» و«إنترفيو»، بدا مستقبل المجلة قاتما.

وفي خطوة مفاجأة، قام كوندي ناست، مالك مجلة «دبليو»، بإقالة باتريك ماكارثي، رئيس تحرير المجلة، الذي ظل في منصبه لوقت طويل، وعين بدلا منه ستيفانو تونشي، الذي شغل سابقا منصب مدير تحرير مجلة «تي»، مجلة الموضة التابعة لصحيفة «نيويورك تايمز»، ولكن ما زالت صفحات الإعلانات تعطي مؤشرات طفيفة على حدوث انتعاش في المجلة.

وقع اختيار تونشي على إنينفول لإضافة المزيد من الإثارة البصرية للمجلة، حيث يقول تونشي: «نلتقي كثيرا بعض مستشاري الأزياء الذين لا يفكرون إلا في تصوير الموضة، إما إنينفول فيفكر في صورة المجلة ككل».

وبعد فترة قصيرة، بدأت مجلة «دبليو» إظهار بعض إشارات الانتعاش، حيث احتلت الإعلانات 16.7 في المائة من صفحات المجلة في شهر مايو (أيار) من العام الحالي، مرتفعة إلى 453 صفحة، مقابل 388 صفحة في نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لـ«ميديا إندستري نيوزليتر»، في ما يعد أكبر زيادة سنوية تحققها إحدى مجلات الموضة.

يقول تونشي إن الكثير من الناس يؤكدون أن جزءا كبيرا من هذه الزيادة يعود إلى إنينفول، مضيفا: «له الفضل في جزء كبير من هذا النجاح».

تقول روني كوك نيوهاوس، مديرة تنفيذية بارزة في مجال الدعاية والتي عملت مع إنينفول في السابق في حملات كالفين كلاين ولانفين: «لقد جعل الأمور أكثر ترابطا». يذكر أن روني نيوهاوس هي زوجة جوناثان نيوهاوس، مدير شركة «كوندي ناست إنترناشيونال».

ومن بين الكثير من المميزات الأخرى، يقوم إنينفول ببناء خصائص تصوير فوتوغرافي غريبة الأطوار تعتمد على السرد والتي تتناقض مع الصورة العامة للنجوم. ففي شهر نوفمبر، قامت المجلة بوضع نيكي ميناغ على غلافها في صورة أشبه بالجواري الفرنسيين في القرن الثامن عشر. أما في شهر أبريل (نيسان)، وضعت المجلة صورة جيسيكا بيال على غلافها في شكل الفتاة المثالية التي تقيم بالجوار، مما أعاد تقديم بيال في صورة أشبه بالنجمة الكبيرة راكيل ولش.

يقول لين هرشبيرغ، المحرر العام للمجلة: «يعتبر عارضو الأزياء مخلوقات طيعة، ولكن الأمر يختلف بشدة مع النجوم. يقوم إنينفول بإخراج شيء مميز منهم لا يجعلهم فقط مجرد أشخاص مهتمين بالموضة، وإنما أشخاص أكثر إثارة عن ذي قبل».

ربما ترجع قدرة إنينفول على التعامل مع الغرور الهش لنجوم السينما ومزاجه الانفعالي الذي لا يثير غضب المعلنين إلى الفترة التي قضاها أمام الكاميرا.

ففي أواخر ثمانينات القرن الماضي، وبينما كان يستقل مترو أنفاق لندن، تفاجأ إنينفول، ابن السادسة عشرة وقتها، برؤية مستشار الأزياء البريطاني الشهير سايمون فوكستون، الذي اكتشفه كعارض أزياء. كانت غراس والدة إنينفول، وهي خياطة من غانا، مفزوعة في البداية من تلك الخطوة، ولكنها ما لبثت أن تراجعت عن موقفها هذا. وعلى مدار العامين التاليين، قام إنينفول بتصوير بعض الإعلانات مع المصور نيك نايت والمؤلف الموسيقي نينا تشري.

أدرك إنينفول أنه لن يتمكن أبدا من أن يصبح عارض أزياء شهيرا، لذا حصل على وظيفة محرر موضة في مجلة «آي دي» بينما كان في الثامنة عشرة من عمره، حيث أصبح متخصصا بشؤون الحياة الليلية في لندن. يقول إنينفول: «كان الأمر كله قد بدأ للتو، لذا ذهبنا إلى سوق (بورتوبيللو) لشراء بعض الملابس، ثم قمنا بتعديلها لكي نتفوق على الآخرين».

وفي الثلاثين من عمره، اعتاد إنينفول الظهور في الحملات الكبيرة والتعاون مع ميزيل في مجلة «إيطاليان فوج». يقول إنينفول: «قبل ذلك، كنت أعمل مستشارا للأزياء، ولكنني أصبحت مع ستيفن محرر أزياء. لقد علمني أن الصور الفوتوغرافية الخاصة بالموضة يمكنها أيضا أن تتناول الكثير من الأحداث الجارية».

كانت إحدى الصور التي جمعت إنينفول مع ميزيل عبارة عن محاكاة ساخرة لصفحات «ذاي آر جست ليك آس» لمجلة «يو إس ويكيلي»، بينما أظهرت صورة أخرى ليندا إيفانجيليستا وهي ترتدي فستانا من ماركة «شانيل»، ووجهها ملفوف بضمادات كما لو كانت قد خضعت للتو لجراحة تجميل. تقول فرانكا سوزاني، محررة مجلة «إيطاليان فوج»: «يدرك إنينفول مفهوم القصة بصورة فورية، حيث ينصب تركيزه على الأفكار».

وفي عام 2005، تلقى إنينفول اتصالا هاتفيا من غراس كودنغتون، تطلب منه أن يكون محررا مشاركا في مجلة «أميركان فوج». لم يكن العمل في محلة «أميركان فوج» أمرا سهلا على الدوام، حيث يقول إنينفول، مشيرا إلى أحد مشاهد الفيلم التسجيلي، حيث أبدت أنا وينتور رفضها الشديد للصورة الافتتاحية التي صممها لها إنينفول: «هل شاهدت عدد شهر سبتمبر (أيلول)؟ كانت صوري شديدة السوء». يقول إنينفول: «تعلمت أن الموضة أمر أكبر بكثير من مجرد الصور الخيالية، حيث يظل الجانب التجاري أمرا شديد الأهمية في الصناعة».

* خدمة «نيويورك تايمز»