المراقب الصحافي: جملة الخلفية المعلوماتية في الخبر

TT

بحكم متابعتي اليومية لصحيفة «الشرق الأوسط» لاحظت أن عددا من الأخبار لا يضم فقرات الخلفية المعلوماتية أو (Background Paragraph) التي تشرح للقارئ المعلومات التاريخية، أو الحقائق الرئيسية، ذات الصلة بالخبر، مثل تلك الفقرات التي تبدأ بعبارة «يذكر أن هذا الوزير سبق أن تعرض لكذا وكذا...» فتتضح عند القارئ الصورة الشاملة للخبر.

والملاحظ أن بعض الصحافيين، رغم أنهم يكتبون في صحيفة «العرب الدولية» التي توزع في مدن العالم، فإنهم ينسون أن مستويات القراء تتفاوت، وكذلك الحال مع خلفياتهم العلمية، ومدى اطلاعهم اليومي على الأحداث. وعليه، فإن المحررين لا بد أن يضعوا في اعتبارهم أهمية كتابة فقرة أو أكثر تشرح الخلفية التاريخية للخبر، أو القضية المطروحة، لكي يرى القارئ الخبر من جميع جوانبه.

وحتى المتابع اليومي ربما يكون قد فاته عدد من الأعداد فتأتي هذه الفقرات لتذكره بما فاته، على سبيل المثال: «يذكر أن هذا النائب في مجلس الشعب هو نفسه الذي سبق أن عمل كذا وكذا في سنة كذا وكذا»، فيتمكن القارئ من ربط الأحداث ببعضها، ولا يجب أن ننسى أن القارئ يختلف عن الصحافي، فالأخير يتذكر دقائق تفاصيل الأخبار، لكن القارئ يحتاج إلى أن يذكره الصحافي بما حدث في الماضي البعيد، أو حتى القريب، ليستوعب الخبر جيدا.

وجملة الـBackground هذه لا يجب أن تضاف فقط للأخبار الشائكة، بل يمكن أن توضع في كل خبر، ولو كان قصيرا، وليس هناك مكان محدد لها، إذ يظن البعض أنها تأتي فقط في نهاية القصة الخبرية، غير أن المسألة مرتبطة بطبيعة الخبر نفسه، فلربما يحتاج المحرر أحيانا إلى كتابة هذه الجملة كفقرة ثانية، لأنه إن لم يذكر هذه الحقائق القديمة فسيصعب على القارئ فهم حقائق أو عناصر الخبر الجديد. على سبيل المثال، عندما يجتمع تكتل أو حزب للبحث عن بديل لرئيس وزراء في دولة ما، أو حينما يتنازع أقطاب المعارضة، أو الثوار، أو الفرقاء السياسيون، أو جمعيات النفع العام وغيرها حول قضية بعينها فلا بد أن نشرح للقارئ لماذا هم يفعلون ذلك بفقرة فيها خلفية معلوماتية، وتخيل دائما أن هناك قارئا من أقصى المغرب العربي كموريتانيا يريد أن يفهم أبعاد قضية في أقصى مشرقه مثل خبر خليجي أو يمني أو عراقي، والعكس صحيح.

نكتب هذا المقال ليس لنقدم دروسا للصحافيين المحترفين في هذه الصحيفة، بل لنذكرهم بأهمية ألا ينسوا جملة الـBackground المهمة، ومن ناحية أخرى نقدم معلومات علمية صحافية تشرح للقارئ العادي (غير المتخصص) أن الصحافة ليست خواطر تكتب، بل هي علم يدرس ويسير على نهجه الصحافيون في الصحف التي تحترم المهنية.