ويندي ميردوخ تعلن استقلالها عن إمبراطور الإعلام العالمي

عدة روايات تؤكد تأثيرها الكبير على زوجها ومواجهته بالخطأ حتى ولو أمام العامة

ويندي ميردوخ حرصت على الظهور بجانب زوجها خلال جلسات لجنة التنصت على الهواتف البريطانية (نيويورك تايمز)
TT

في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، تلقت إيمي تشوا بريدا إلكترونيا غير متوقع قبل أن تظهر مقتطفات من كتيبها المثير للجدل عن تربية الأطفال، الذي يحمل عنوان «ترنيمة معركة الأم الشرسة» في صحيفة «وول ستريت جورنال». وكان هذا الخطاب من ويندي ميردوخ، زوجة إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ وصاحب مؤسسة «نيوز كوربوريشن» التي تملك الصحيفة.

وفي مقابلة عبر الهاتف، قالت تشوا: «أرادت أن تحضر بناتها إلى نيو هيفن لكي يلتقين بناتي». وكما هو الحال مع بنات ميردوخ، فإن بنات تشوا ضليعات في اللغة الصينية واللغة الإنجليزية وولدن لأم صينية نشأت مع أمها التي كانت تلتزم بالمعايير الغربية الصارمة بشكل لا يمكن تصوره.

وقالت تشوا وهي تتذكر أول لقاء بينها وبين ويندي: «كانت تطلب النصيحة، مثل (كيف تجعلين الطفل يعزف على البيانو لمدة ساعة واحدة كل يوم؟) إنها تربي أبناءها بنفس الطريقة التي أتبعها مع أبنائي».

وفي مقابل النصائح التي كانت تشوا تعطيها لويندي فيما يتعلق بتربية الأطفال، قامت ويندي هي الأخرى بإسداء النصائح لتشوا، وبعدما تم نشر مقتطفات من الكتيب في الصحيفة، وجدت تشوا نفسها مادة خصبة للنقد اللاذع على مدونات الأمهات وفي البرامج الصباحية في التلفاز والأعمدة والمقالات في الصحف. وحاول كثير من أصدقاء تشوا مواساتها لما حدث، ولكن ويندي قد اتخذت موقفا مختلفا تماما.

وتتذكر تشوا ما حدث وتقول: «كان لسان حالها يقول: (لماذا تهتمين بما يفكر فيه الناس؟ لديك ابنتان رائعتان، وعليكِ نسيان ما حدث)».

وإذا كان هناك أي شخص مؤهل لإسداء النصائح لشخص آخر لكي يساعده على تحمل النقد اللاذع، فسيكون هذا الشخص بالطبع هو ويندي دينغ ميردوخ (43 عاما) التي لديها طموح كبير ومشغولة لأقصى درجة ممكنة.

ومنذ زواجها من ميردوخ عام 1999، دائما ما يتم النظر إلى ويندي، وهي الزوجة الثالثة لميردوخ وتصغره بـ38 عاما، بعين الشك والريبة، وتم وصفها، في أفضل الحالات، بأنها «سيدة في مقتبل العمر تتزوج من رجل يكبرها كثيرا من أجل المال»، وفي أسوأ الحالات بأنها «وصولية وانتهازية».

وفي الآونة الأخيرة، تزايد الحديث عن كيفية تحول دينغ ون دي من العيش في مقاطعة جيانغسو في شرق الصين إلى ويندي ميردوخ التي تملك منزل روكفلر في شارع «فيفت أفينو» الشهير (ومنازل أخرى في بيفرلي هيلز وكارميل بي ثي سي بولاية كاليفورنيا ولندن وكافان وجنوب أستراليا وبكين).

وحتى في الوقت الذي تواجه فيه مؤسسة «نيوز كوربوريشن» التدقيق بسبب فضيحة التنصت على الهواتف في بريطانيا، برز اسم ويندي ميردوخ في حياتها المهنية المستقلة، وبدأت تظهر في دائرة اجتماعية تضم كثيرا من المشاهير من أمثال ديفيد جيفن ولاري اليسون وتوني بلير ونيكول كيدمان وبونو، وتظهر في بعض الأحيان بعيدة عن زوجها.

وفي عام 2011، ظهر فيلمها الأول «زهرة الثلج والمروحة السرية» الذي كان قد أخذ عن أكثر الكتب مبيعا، وقامت بإنتاجه مع فلورنسا سلون، وهي زوجة صينية أخرى لقطب آخر من أقطاب الإعلام، وهو الرئيس السابق لاستوديوهات «إم جي إم» هاري سلون. والآن، أصبحت ويندي وفلورنسا على وشك التوقيع على اتفاق جديد مع شركة «سوني بيكتشرز» لتوزيع فيلمهما الثاني المأخوذ عن مذكرات «رحلة الألف ميل» لعازف البيانو الصيني الشهير لانغ لانغ.

وقد رفضت ويندي إجراء مقابلة شخصية معها حول هذا المقال، وهو ما قام به باقي أعضاء عائلة ميردوخ، ولكن كثيرا من أصدقائها قد أبدوا استعدادا للحديث عن حياتها الجديدة وعن شخصيتها العامة بصورة أكثر دقة، على حد تعبيرهم.

إنهم يتحدثون عن شخصية لديها صداقات على أعلى مستوى، ومن ذوي النفوذ في جميع أنحاء العالم، وقادرة على استغلال تلك العلاقات بصورة جيدة. وتقوم ويندي بتنظيم حفلات عشاء سنوية، وتدعو إليها السيدات الشهيرات وذوات النفوذ، كما تستضيف حفلات إصدار الكتب الجديدة لأصدقائها، وتقوم بتنظيم الاجتماعات بصورة منتظمة. وعندما قام توني بلير وزوجته بزيارة بكين عام 2009، قامت ويندي بتنظيم حفل عشاء مع وسطاء صينيين من ذوي النفوذ. (أصبحت زوجة بلير الآن إحدى الشخصيات التي تقاضي صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» المملوكة لمؤسسة نيوز كوربوريشن بسبب فضيحة التنصت على الهواتف في بريطانيا).

وفي شهر مايو (أيار) 2011، كان الممثل هوغ جاكمان، وهو صديق مقرب من ويندي وقام بدور بارز في فيلم «زهرة الثلج والمروحة السرية»، يقوم بأدوار أولية في عرض من شخص واحد في سان فرانسيسكو، وكان هذا العمل بعيدا عن الأضواء إلى حد بعيد، إلى أن تدخلت ويندي.

وكتب جاكمان رسالة بريدية يقول فيها: «كانت مفاجأة عندما جاءت ويندي ونحو اثني عشر شخصا من أكثر الشخصيات نفوذا في الأعمال التجارية. إنها أفضل شخصية يمكنها القيام بالدعاية لأي شخص».

ولو كانت هناك لحظة معينة تمكنت خلالها ميردوخ من الصعود بقوة إلى الحياة العامة، لكانت هذه اللحظة بالطبع هي شهادة زوجها في شهر يوليو (تموز) الماضي أمام إحدى اللجان الفرعية للبرلمان البريطاني بسبب فضيحة تنصت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» على الهواتف في بريطانيا. وكانت ويندي ترتدي سترة وردية اللون وجلست خلف زوجها، ثم قفزت بصورة غريزية من كرسيها لحماية زوجها من أحد الأشخاص الذي كاد يعتدي عليه ويقذفه بمعجون حلاقة.

وقال أندرو بوتشر، الذي كان يعمل مسؤولا تنفيذيا بارزا في مؤسسة «نيوز كوربوريشن»: «حتى حادثة معجون الحلاقة، كان يتم النظر إليها على أنها زوجة صغيرة في السن وكلاسيكية ولديها مسحة من العنصرية والنمطية، ولكن هذا الموقف قد قلب الأمر رأسا على عقب بالنسبة لها». وأضاف بوتشر: «لقد بدا كأن هذه الحادثة هي ما أضفى الشرعية على زواجها من ميردوخ».

وقال أصدقاؤها إنهم لم يشعروا بأي مفاجأة عندما رأوا ويندي، وهي لاعبة كرة طائرة سابقة، تقفز للدفاع عن زوجها. وقالت ديان فون فورستينبيرغ، وهي صديقة ويندي منذ زمن بعيد وكان زوجها بيري ديلر يعمل مع ميردوخ: «لا شيء يظهر شخصيتها أكثر من تلك اللحظة. إنها تستطيع حماية الآخرين ولديها شخصية شرسة ولا تخاف من أي شيء».

وقالت سالي شين، وهي العضو المنتدب لشركة «هاربورفيست بارتنرز» للأسهم الخاصة وزميلة دراسة عندما كانت هي وويندي تدرسان في كلية ييل للإدارة: «رأيت ذلك وقلت في نفسي: هذه هي ويندي التي أعرفها».

ولو لم تتزوج ويندي من صاحب أقوى إمبراطورية للإعلام في العالم، لتم النظر إلى حياتها على أنها تجربة مثالية للمهاجرة الأميركية. وبدأت الحكاية عندما انتقلت الابنة الثالثة لمدير أحد المصانع في قوانغتشو إلى الولايات المتحدة، والتحقت بإحدى الوظائف في حديقة سيتشوان في ويستوود بولاية كاليفورنيا مقابل 20 دولار في اليوم، وكان مسموحا لها بتناول الحساء الذي يتبقى في نهاية اليوم. وكانت تحصل على دورات ليلية في إحدى الكليات وتم قبولها في كلية ايفي ليغ، ودخلت مجال وسائل الإعلام، وفي نهاية المطاف وجدت نفسها تسير على السجاد الأحمر وتنظم حفلات عشاء في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، ولكن هذه ليست القصة النموذجية للمهاجرين.

وبعدما أعلنت ليز سميث في صحيفة «ذي نيويورك بوست» عام 1998 أن ميردوخ قد انفصل بطريقة ودية عن زوجته آنا البالغة من العمر 31 عاما، أعلنت الشركة أن ميردوخ قد التقى في وقت لاحق ويندي بعد انفصاله بالفعل عن آنا، عندما سافر مع ويندي في رحلة إلى بكين.

وفي الحقيقة، كان ميردوخ وويندي قد التقيا قبل ذلك بعدة أشهر خلال إحدى الجلسات في شركة «ستار تي في»، حسب ما صرح به شخص قريب للغاية من ميردوخ آنذاك. وألقى العاملون الذين تجمعوا في مقر الشركة المتلألئ في هونغ كونغ، أسئلة لطيفة على ميردوخ، ووقفت ويندي بلهجتها الإنجليزية الغريبة لتطرح سؤالا على ميردوخ يقول: «ما هو السبب في أن استراتيجيتك سيئة للغاية في الصين؟»، حسب ما صرح به شخص مقرب من مؤسسة «نيوز كوربوريشن» كان حاضرا في ذلك الاجتماع. ولم تكن ويندي راضية أو مقتنعة بإجابة ميردوخ، ولذا اقتربت منه عقب الاجتماع، وتحدثا معا عن وسائل الإعلام وعن الصين والتجارة، وبدا أن كل شيء يخرج من هذه السيدة الصغيرة والجذابة يثير شهوة ميردوخ.

وكان ميردوخ مذهولا من صراحة ويندي (يقول أصدقاؤها إنها لا تزال صريحة للغاية ولا تفكر في الكلام قبل أن تقوله)، ومن استمتاعها بالحديث عن العمل، وفقا لما صرح به أشخاص مقربون من ميردوخ وويندي.

وفي عام 1999، حضر 82 ضيفا حفل زفاف ميردوخ وويندي على اليخت الخاص بميردوخ البالغ طوله 155 قدما والذي يطلق عليه اسم «تألق الصباح» في ميناء نيويورك.

وخلال الأيام الأولى للزواج، حدث تحول كبير في حياة ميردوخ، حيث بدأ يصبغ شعره ويرتدي حلات من ماركة «برادا» الشهيرة وبدأ يقوم بتدريبات رياضية ويتبع نظاما غذائيا معينا، ولكن لم يحدث تحول كبير في حياة ويندي. ويحب أصدقاء ميردوخ الحديث عن أن الأموال لم تحدث تغيرا جذريا في شخصية ويندي المتهورة والمندفعة التي قابلها ميردوخ لأول مرة في منطقة كولون بهونغ كونغ. ولكن بطريقة أو بأخرى، أحدثت مليارات ميردوخ تحولا كبيرا في حياتها.

وقال مقال بمجلة «فوغ» الشهيرة في عام 2008 إن ويندي اعتادت غسل ملابسها ووجهها بنفس الصابون، وكانت نادرا ما تضع مساحيق التجميل، وكانت لا تحيى حياة الترف (مثل دورات اليوغا الخاصة مع صديقاتها كاثي فريستون وأريانا هوفينغتون) التي تعيشها الآن. وعندما كانت في جامعة ييل، كانت ترتدي فساتين رخيصة، أما اليوم فيتم تصويرها وهي ترتدي ملابس فاخرة من ماركات شهيرة مثل «رودارت» و«برادا».

وسرعان ما أصبح ميردوخ حريصا على شراء الحلي والزخارف ذات القيمة الكبيرة. وبينما كان ميردوخ يسافر إلى العواصم العالمية المختلفة للعمل، كانت تسافر معه وتقوم بشراء أوانٍ زجاجية وسكاكين للمائدة وستائر لمنازلها الجديدة. وبالإضافة إلى شقتها في منطقة سوهو بمانهاتن، قام ميردوخ وزوجته بتحويل أحد الشوارع الضيقة في بكين إلى واحة غناء تزينها الأعمال الفنية لأشهر الفنانين الصينيين.

وفي الوقت نفسه، حاولت ويندي إيجاد مكان لنفسها في عمل العائلة، فقامت بعقد اجتماعات في الصين وأدلت بدلوها في عمليات شركة «ماي سبيس» في الصين. وبصفته رئيسا لشركة «ستار تي في»، عمل جيمس ميردوخ مع زوجة أبيه في محاولة لإصلاح مكانة مؤسسة «نيوز كوربوريشن» في الصين. ولذلك، حصلت ويندي على احترام جيمس الذي أصبح أول أولاد ميردوخ الأربعة الذي يوافق على زواج والده للمرة الثالثة، وفقا لما أعلن عنه شخص مقرب من عائلة ميردوخ.

ومع ذلك، كان هناك بعض التوترات في العائلة، وكان أولها عام 2000 عندما قامت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي لم تكن مؤسسة «نيوز كوربوريشن» قد استحوذت عليها بعد، بنشر مقال في صفحتها الأولى من 4000 كلمة عن ويندي. وقال المقال إن ويندي قد انتقلت عام 1988، وهي في التاسعة عشرة من عمرها إلى لوس أنجليس مع رجل وزوجته، وهما جاك تشيري وجويس تشيري، لكي تتعلم اللغة الإنجليزية. وأشار المقال إلى وجود علاقة عاطفية بين جاك وويندي، وأنهما قد تزوجا عام 1990. ووفقا لسجلات محكمة لوس أنجليس، فقد استمرت تلك الزيجة لمدة عامين وسبعة أشهر. وفي تلك الأثناء، حصلت ويندي على الـ«غرين كارد» والتحقت بجامعة كاليفورنيا بمدينة نورثريدج.

وغضب ميردوخ كثيرا بسبب هذا المقال، وفقا لما أعلن عنه أشخاص قريبون من مؤسسة «نيوز كوربوريشن»، على الرغم من أن تلك النوعية من المقالات كانت دائما ما تستحوذ على إعجابه لو كانت منشورة في إحدى الصحف التابعة له، وعن زوجة ثالثة لشخص آخر غيره.

وقد أظهر هذا المقال وغيره من التعليقات فيما بعد ويندي على أنها سيدة تحاول إغراء الأثرياء بهدف الحصول على المال. وفي عام 2006، كان هناك مشكلة عائلية عندما أعلن ميردوخ خلال لقائه التلفزيوني بتشارلي روز أن ابنتيه من ويندي، غريس وتشلو، سوف يكون لهن حصة متساوية في ثروة العائلة، ولكن لن يكون لهن حق التصويت الذي يتمتع به أبناؤه من الزيجات السابقة وهم برودينس وإليزابيث ولاتشلان وجيمس.

وغضبت ويندي كثيرا بسبب هذا القرار، الذي كانت تسمعه للمرة الأولى. وقال أحد الأشخاص المقربين من مؤسسة «نيوز كوربوريشن»: «تحول ميردوخ إلى صورة الرجل التقليدي الذي تهدده زوجته بالرحيل، وكان الأمر يبدو سرياليا».

وقد تغلب ميردوخ وويندي على تلك المشكلة، وبحسب روايات عدة فإن ويندي لها تأثير كبير على ميردوخ. وتقوم ويندي بالنظر في وجهه عندما يرتكب شيئا خطأ وتقول له إنه على خطأ، حتى ولو كان ذلك أمام العامة.

وقال بوتشر، وهو المتحدث الرسمي باسم «نيوز كوربوريشن»: «لديها شخصية تنبض بالتفاؤل، وواحدة من القلائل الذين يمكنهم السيطرة على ميردوخ. وخلال الأيام الأولى من الزواج، كانت شخصية تابعة لميردوخ إلى حد ما، ولكن سرعان ما تغير ذلك».

ومع بلوغ غريس وتشلو سن العاشرة والثامنة على التوالي، انخرطت ويندي في سلسلة من الأعمال التجارية، بما في ذلك العمل في مجال السينما، حيث شاركت في إنتاج فيلم «زهرة الثلج والمروحة السرية»، وحسب كل الروايات فإن ويندي قد استمتعت خلال ذلك الفيلم بالسلطة الكبيرة التي تملكها، حيث وقفت في مجلس الإدارة الذي يضم أقوى المديرين التنفيذيين في السينما الصينية لكي تطلب منهم وضع الملصقات الدعائية للفيلم في أماكن أفضل في جميع أنحاء شنغهاي، وأنها سوف تنفق أموالا أكثر على الترويج للفيلم.

يقول مخرج الفيلم واين وانغ: «صمت الجميع واستوعبوا جيدا ما قالته. وفي اليوم التالي، بدأت أرى الملصقات في الشوارع وعلى الحافلات كما أرادت تماما».

وحتى عندما حاولت ويندي التحرك بصورة مستقلة، لم يكن تأثير ميردوخ ببعيد عنها. تم إطلاق فيلم «زهرة الثلج والمروحة السرية» محليا عن طريقة شركة «فوكس سيرشلايت» للإنتاج السينمائي التابعة لمؤسسة «نيوز كوربوريشن» في شهر يوليو عام 2011، في الوقت الذي بدأ فيه الكشف عن قيام صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» باختراق البريد الإلكتروني الخاص بميلي دولير، المراهقة التي تم اختطافها وقتلها. حقق الفيلم إيرادات تقدر بنحو 11 مليون دولار فقط في شتى أنحاء العالم.

وفي الأشهر الأخيرة، وبينما لا يزال جيمس ميردوخ يواجه عمليات التدقيق حول تورطه في هذه الفضيحة التي جرت في لندن وعقب استقالته من الكثير من المناصب الهامة في إمبراطورية ميردوخ، يبدي المستثمرون تشككهم في مستقبل رئاسة مؤسسة «نيوز كوربوريشن». يتساءل بعض الأشخاص المقربين من الشركة، في المحادثات السرية وغير الرسمية فقط، عما إذا كانت ويندي ستستحوذ على المؤسسة يوما ما أم لا، ولكن هذا الأمر مشكوك فيه.

وعلى النقيض مع آنا ميردوخ، ثالث زوجات ميردوخ التي كان لها مكتب في الطابق المشترك في مؤسسة «نيوز كوربوريشن»، فضلا عن المنصب الذي شغلته في مجلس الإدارة حتى عام 1998، قبل أن يرغمها ميردوخ على ترك المنصب ويبقيها بعيدا عن الشركة.

يقول غيفين، وهو صديق قديم لويندي ميردوخ: «أعتقد أنها لا تريد حقا الحصول على أي دور في الشركة وأنها لا تطمح على الإطلاق في إشراك أولادها في الشركة أيضا».

كانت ويندي من بين المستثمرين الأوائل في موقع «Art.sy»، وهو موقع على الإنترنت تم تصميمه لمساعدة هواة الفن على تصفح الأعمال الفنية الموجودة في صالات العرض والمتاحف والمجموعات الخاصة. وفي البداية، واجه الموقع صعوبات كبيرة في إقناع ملاك صالات العرض والفنانين بالسماح لهم بعرض أعمالهم الفنية على الموقع.

تمكنت ويندي من اجتذاب صديقتها داشا زهوكوفا، الشخصية الروسية البارزة وزوجة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، حيث قامت السيدتان باستضافة بعض الحفلات في «معرض بازل للفنون» في ميامي للمساعدة في تقديم كارتر كليفيلاند، مؤسس موقع «Art.sy»، إلى لاري غاغوزيان ومارك غليمشير، وغيرهم من الشخصيات الهامة التي تجمعت في هذا المعرض الفني السنوي.

يقول كليفيلاند: «لقد كنت وقتها مجرد شخص في الرابعة والعشرين من عمره ومهووسا بعلوم الكومبيوتر، وكنت أتنقل مع داشا وويندي من جناح إلى آخر في المعرض».

وبالطريقة ذاتها التي يسمع بها الأشخاص الأثرياء الذين يتمتعون باتصالات واسعة عن الاستثمارات الجديدة المحتملة، حصلت ويندي على بعض المعلومات المبدئية حول موقع «Art.sy» من خلال أحد الأصدقاء، وهو جوشوا كوشنر، الذي يدير شركة مساهمة خاصة تدعى «ثريف كابيتال»، والذي ترتبط أخت زوجته، إيفانكا ترامب، بعلاقة وثيقة مع ويندي ميردوخ.

أقامت عائلة ميردوخ في شقة قريبة في مبنى «ترامب بارك افنيو»، حيث يقيم جاريد كوشنير وإيفانكا ترامب. كان جراس وشلوي يتحدثان اللغة الماندرينية مع ارابيلا، ابنة ترامب الصغيرة، بينما واظبت ويندي على حضور حفلات العشاء التي كان يقيمها ترامب أيام السبت. وحول ويندي، تقول زوجة ترامب: «إنها تحب التشالا، وتسميه (هذا الخبز)».

وفي الأشهر الأخيرة، كبر أفراد عائلة ميردوخ ليعيشوا حياة منفصلة إلى حد كبير، حيث كانت ويندي تصطحب البنات لحضور دروس البيانو والمهرجانات، بينما كان ميردوخ مشغولا بالتعامل مع الفضيحة التي تتكشف في بريطانيا. وفي الوقت الذي كانت فيه ويندي تحضر حفل توزيع جوائز الأوسكار في شهر فبراير (شباط)، سافر ميردوخ إلى لندن لزيارة محرري صحيفة «ذا صن» المتعثرة، التي اتهمت بتقديم رشى على نطاق واسع لشبكة من المسؤولين الفاسدين.

ونادرا ما كان ميردوخ يرافق زوجته في حضور الكثير من المناسبات الخيرية والحفلات التي كانت تحضرها، وهو ما يرجع بصورة جزئية إلى كونه في الحادية والثمانين من عمره، فضلا عن رغبته في تجنب وسائل الإعلام، حسبما أفاد كثير من الأشخاص المقربين من الزوجين اللذين لم يرغبا في مناقشة الأمور المتعلقة بعلاقاتهما الزوجية بصورة علنية. (يقضي الزوجان عطلة نهاية الأسبوع الحالي في مدينة فينسيا الإيطالية، عقب حضور بعض الاجتماعات الخاصة بمؤسسة «نيوز كوربوريشن» في روما وميلان).

لم يكن من السهل أبدا على ويندي ميردوخ الشعور بالراحة في هذا النوع من الشركات التي تمتلكها الآن. تقول شين، زميلتها في الدراسة: «لقد حدث تطور كبير في شخصيتها بمرور الوقت من حيث قدرتها على التعامل مع الناس في هذه الصناعة وكبار المسؤولين الحكوميين، وهو الأمر الذي لم يكن مريحا لها في البداية».

لا تزال ويندي تتجنب الإشارة إلى التغييرات الهائلة التي طرأت عليها منذ طفولتها البائسة في الصين.

قامت ويندي والسيدة هوفينغتون في العام الماضي باستضافة إحدى الحفلات في شقة هوفينغتون في مانهاتن للاحتفال بصدور كتاب فريستون الجديد الخاص بإنقاص الوزن «النزعة»، حيث تضمنت قائمة الحضور مارثا ستيوارت وجويل كلاين وهارفي وينستين. وحيث إن السيدة فريستون نباتية، فقد قام موردو الطعام بتقديم بعض الأطعمة الخالية من اللحوم والمكونة من فول الصويا والكينوا والكرنب مع بعض المقبلات الشهية.

تتذكر هوفينغتون نخبا قامت به ويندي، حيث تقول: «لقد قالت: لقد نشأت في فقر مدقع في الصين، لدرجة أنني كنت أحلم بتناول اللحم بانتظام. أما الآن، وحين أصبحت أستطيع تناول اللحم ثلاث مرات في اليوم، ها هي كاثي تخبرنا بأننا لا نستطيع تناول اللحوم على الإطلاق».

* خدمة «نيويورك تايمز»