كبار السياسيين البريطانيين أمام لجنة فضيحة التنصت على الهواتف

أبرزهم ديفيد كاميرون وغوردن براون والسير جون ميجور وجورج أوزبورن

ستسبق شهادة كاميرون في فضيحة التنصت شهادتا كل من رئيسي الوزراء السابقين براون وميجر
TT

كشف التحقيق القضائي الذي يبحث في سلوك وأخلاقيات الصحافة البريطانية في أعقاب فضيحة التنصت على الهواتف، يوم الجمعة الماضي عن أسماء شخصيات سياسية رفيعة، بمن في ذلك رئيسا الوزراء السابق والحالي، للشهادة على مدى أربعة أيام خلال الأسبوع المقبل حول علاقتهم بوسائل الإعلام، خاصة إمبراطورية مردوخ.

كان معروفا لدى الجميع أن النخبة السياسية البريطانية ستستدعى للإدلاء بشهادتها أمام اللجنة، لكن جمع مثل هذه الشخصيات السياسية المهمة في هذا الوقت القصير قد يحدث نوعا من المخاوف لدى الأفراد الذين يتابعون التحولات والانعطافات في مسار التحقيق الذي يبلغ عمره شهورا الآن، الذين يتوقعون أن يمثل أبرز مسؤوليهم في الوقت الراهن للشهادة قريبا.

وفي بيان لها على موقعها على الإنترنت، قالت لجنة التحقيق التي يقودها القاضي السير بريان ليفنسون، إن جلسات الاستماع التي ستتواصل على مدى أربعة أيام ستبلغ ذروتها بحضور رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وستستمر على مدار يوم كامل. وسوف يسبق تلك الشهادة شهادتان لرئيسي الوزراء السابقين غوردن براون والسير جون ميجور.

من بين الشخصيات السياسية البارزة الأخرى التي ستمثل أمام اللجنة للشهادة وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن، وزعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند، ونائب رئيس الوزراء نيك كليغ، والوزير الأول في أسكوتلندا أليكس سالموند.

ويتوقع أن يركز التحقيق على مدى قوة وبنية العلاقات مع شركة «نيوز إنترناشيونال»، إحدى شركات «نيوز كوربوريشن» التي يملكها روبرت مردوخ، ومقرها نيويورك برئاسة مردوخ ذاته.

وقد ارتبط كاميرون بصلات وثيقة مع «نيوز إنترناشيونال»، بحسب الشهادة السابقة للرئيسة التنفيذية السابقة لصحيفة «نيوز إنترناشيونال»، ريبيكا بروكس، ومع رئيس تحرير الصحيفة السابق آندي كولسون، الذي شغل بعد ذلك منصب مدير اتصالات في كل من المعارضة ورئاسة الوزراء.

وقد أجبرت بروكس وكولسون على تقديم استقالتيهما العام الماضي ووجهت إليهما في الأسابيع الأخيرة اتهامات جنائية. وفي أواخر مايو (أيار) وجهت إلى كولسون، 44 عاما، اتهامات بالكذب تحت القسم في أسكوتلندا، وفي سياق منفصل وجهت إلى بروكس اتهامات بإعاقة مسار العدالة.

وفي شهادتها أمام اللجنة، قالت بروكس إن كاميرون عادة ما كان يذيل رسالته إليها برمز «LOL» الذي يعني «مع حبي»، إلى أن أخبرته بأنها تعني «اضحك بصوت عال».

وفي واحد من أكثر التصريحات غرابة في التحقيقات المرتبطة بفضيحة التنصت على الهواتف والقرصنة السياسية وفساد الشرطة، أجبر كاميرون نتيجة التساؤلات الملحة في وسائل الإعلام في مايو الماضي على الاعتراف بامتطاء جواد شرطة سابق أعارته شرطة أسكوتلاند يارد إلى بروكس بعد تقاعد الحصان من الخدمة في عام 2008.

بدت تلك الواقعة وكأنها تعزز الاعتقاد بشأن الروابط الدافئة بين السياسيين وصحيفة «نيوز إنترناشيونال»، نظرا لانتماء كاميرون وبروكس إلى ما يعرف في بريطانيا بجماعة «تشيبنغ نورتون»، تلك الطبقة من الأثرياء في غرب لندن.

وقد أنكر كاميرون في بداية الأمر ركوب الجواد في المنزل الريفي لبروكس الذي تتقاسمه بروكس مع زوجها مدرب الجياد، تشارلي بروكس، القريب من منزل كاميرون الخاص ومقر إقامته الريفي الرسمي.

بيد أنه اعترف مؤخرا أنه امتطى الجواد مرة واحدة أثناء وجوده في المعارضة.

وقد شن حزب العمل المعارض هجوما على كاميرون لما وصفه بالافتقار إلى التقدير من خلال الاستعانة بكولسون حتى بعد التقارير التي تحدثت في البداية عن قيام صحافيين في صحيفة مردوخ، «نيوز أوف ذي وورلد»، التي أوقفت عن الصدور، باعتراض رسائل البريد الصوتي.

من جانبه، تحدث براون، رئيس الوزراء السابق الصيف الماضي عن المأزق الذي تعرض له عندما أعلمته بروكس في عام 2006 أن صحيفة «ذا صن»، صحيفة التابلويد اليومية، التي تملكها شركة «نيوز إنترناشيونال»، تخطط لإصدار مقال يكشف أن ابنه ذا الأربعة أشهر يعاني من تليف كيسي. وقد أخبرت بروكس لجنة ليفنسون أن براون وزوجته، سارة، لم يكن لديهما اعتراض على نشر القصة.

وقد ركز التقرير على العلاقة الودية بين السياسيين المحافظين وصحيفة «نيوز كوربوريشن». في جانب آخر، عرضت «نيوز كوربوريشن» 12 مليار دولار للاستحواذ بشكل كامل على رائدة البث البريطاني «بي سكاي بي». وقد تم التخلي عن العرض العام الماضي نتيجة التحقيق في فضيحة التنصت على الهواتف.

وفي أواخر مايو الماضي قال وزير الثقافة جيرمي هنت، المساعد المقرب من كاميرون للجنة التحقيق إنه كان متعاطفا بشكل شخصي مع العرض، لكنه تصرف بتحيز عندما تم اختياره للإشراف على ذلك.

وقد كانت العلاقة بين مردوخ والحكومات البريطانية المتتابعة مثار خيال هنا نظرا لأن صحف التابلويد التابعة له كان تعتبر من قبل السياسيين ذات تأثير على ملايين القراء الذين لم يحسم أمرهم بعد. وكانت صحف التابلويد التابعة لمردوخ قد ساندت المحافظين على مدى سنوات، لكنها تحولت إلى حزب العمال في انتخابات عام 1997 التي صعدت بتوني بلير إلى السلطة، وقد أدلى بلير بشهادته أمام اللجنة في أواخر مايو الماضي.

وقبل انتخابات 2010، التي جاءت بحكومة تحالف يقودها كاميرون وكليغ، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، بفترة وجيزة تحولت صحف التابلويد التابعة لمردوخ ناحية المحافظين. ومثل مردوخ وابنه أمام اللجنة لشرح دورهم في هذه الشراكة مع السياسيين.

ونقل روبرت مردوخ في شهادته ما قاله غوردن براون بأنه «سيشن حربا» على شركات مردوخ بعد تحول صحف التابلويد إلى المحافظين في أواخر عام 2009. لكن براون رد بالقول بأن هذه المزاعم «عارية تماما عن الصحة».

* خدمة «نيويورك تايمز»