المدير التنفيذي لـشبكة «سي إن إن»: مشاهدة الإعلام الرسمي السوري وتشويهه للواقع يسبب الكآبة

توني مادوكس قال لـ «الشرق الأوسط» إن استهداف نظام الأسد للصحافيين «أمر مشين»

توني مادوكس نائب الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي لـ«سي إن إن إنترناشونال» («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المدير التنفيذي لشبكة «سي إن إن» الأميركية أن تغطية أحداث الربيع العربي تعد تحديا كبيرا للشبكة، معتبرا أن التدخل الحكومي في مهنة الإعلام يعتبر «سيئا تاريخيا»، معتبرا أن استهداف النظام السوري للصحافيين «أمرا مشينا»، لافتا إلى أن لموت الصحافيين ماري كولفين وريمي أوشليك أثرا كبيرا على كل صحافي كان يقوم بتغطية الأحداث في سوريا، معتبرا أن أمر مشاهدة الشبكة السورية بات أمرا «كئيبا» بسبب ما تخصصه ساعات طويلة من بثها لإبراز رسائل الحكومة وإنكار وتشويه أي رواية مغايرة لرأي النظام في الأحداث.

وقال توني مادوكس نائب الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي لـ«سي إن إن إنترناشونال» «لقد كان معتبرا أن تغطية (سي إن إن) للأحداث في سوريا وليبيا كانتا من أكثر التغطيات المتميزة التي رأيتها عبر عملي كصحافي، والتحدي الدائم بالنسبة لنا هو الحفاظ على سلامة موظفينا، عليك أن تتذكر دائما أن الصحافيين في العادة يبحثون عن الأخبار برفقة طاقم التصوير والمهندسين وآخرين، وهذه قد تكون مهمة كبيرة ومرهقة عاطفيا جدا».

مشيرا إلى أنه يصعب الأمر أكثر فأكثر عندما تواجه نظاما يريد أن يفتعل أي شيء لمنع قول الحقيقة على الرغم من كل التحديات اللوجيستية، لدينا أشخاص شجعان جدا وعزيمتهم هي التي نعتمد عليها في نقل الحقيقة بالأوقات العصيبة.

وفيما إذا كانت مصداقية بعض القنوات التلفزيونية الإخبارية العالمية اهتزت بسبب نوعية تغطيتها لأحداث الربيع العربي، قال مادوكس، «لا أريد التركيز على مصداقية منافسينا، ولكنني أظن أن الربيع العربي مثل تحديا لبعض القنوات بهذه المنطقة. ربما صعب على بعض القنوات أن تكون حيادية وقت اندلاع الكوارث الرئيسية بالمنطقة، إلا أننا نعتبرهم زملاء ومنافسين، ولا نود التكهن بفقدانهم مصداقيتهم»، مضيفا: «ما أود أن أقوله هو أنه ربما كانت (سي إن إن) الأفضل في الحفاظ على المنظور العالمي أثناء تلك الأوقات المضطربة بالمنطقة، وربما يفسر هذا نسبة ارتفاع مشاهدتنا بهذا العدد».

ويرى مادوكس أن هناك رغبة كبيرة الآن في متابعة الأخبار العالمية وتشير الإحصاءات لذلك كما تشير إلى ارتفاع في عدد المشاهدين خاصة بالنسبة إلى «سي إن إن»، معتبرا أن للأخبار الرئيسية صدى كبيرا في جميع أنحاء العالم ومثال على ذلك زلزال تسونامي الذي ضرب اليابان وهز العالم في العام الماضي.. العامة يدركون أهمية تلك الأحداث على المستوى المحلي أيضا، وبفضل العولمة صار العالم معتمدا على بعضه البعض كما أصبح للأسواق الناشئة دور كبير في مستقبل الأعمال بجميع أرجاء العالم، لذلك أظن أن هذه التفاصيل أدت إلى تزايد الاهتمام بالأخبار إلى جانب التقارير التحليلية التي تطرح أدلة موثوقة وغير منحازة والتي تسأل أسئلة صعبة من أجل عرض الصورة العالمية المتكاملة. هذه هي مرتكزاتنا الأساسية وأظن أننا نقدمها بشكل جيد جدا.

وتظهر الأرقام الإحصائية لشبكة «سي إن إن» أنها تفوقت على كل القنوات الإخبارية الناطقة بالإنجليزية من حيث نسبة المشاهدة ويعلق مادوكس على ذلك بالقول، «أعتقد أن المشاهدين يدركون أننا نحمل إرثا في مجال التغطية الإخبارية على مدار 24 ساعة، وعندما تحدث الأخبار الكبيرة لا نشك في أن العامة يشاهدون قناتنا أولا لمعرفة حقيقة ما يحدث ولماذا؟ نحن حقا مؤسسة عالمية ويمثل صحافيونا مجموعة كبيرة من الجنسيات واللغات والخلفيات، مما يعني أننا دائما قادرون على تغطية الحدث برؤية محايدة. جماهيرنا تقدر ذلك وتعرف أنها سترى تغطية موضوعية عندما تشاهد خبرا في (سي إن إن) ولنقلها ببساطة، الجماهير تثق بنا».

ويضيف: «أظن أيضا أنه تعذر على منافس أو منافسين لنا تغطية الأخبار الرئيسية العالمية التي حدثت خلال العام الماضي أو ما شابه ذلك، فلقد بدأ الربيع العربي، وضرب تسونامي اليابان، وظهرت أزمة اليورو، ولكننا تمكنا من تغطية جميع الأحداث الكبيرة تلك بالعمق الذي رغبه المشاهدون، ربما مثل هذا تحديا كبيرا لشبكة أو شبكتين أخريين بسبب عدم قدرتهما على الوصول إلى كل الأماكن عالميا».

معتبرا أنه إلى جانب «الأخبار العاجلة التي ننفرد بها، لدينا أيضا محتوى قوي ومتنوع يشمل البرامج الاقتصادية والتحليل العميق والثقافة والرياضة والمزيد. نحن نبذل جهدا تحريريا حقيقيا وتعلق مشاهدونا بذلك».

وعما يفضل أن يشاهده المتلقي في الشرق الأوسط أوضح مادوكس أن «مشاهدينا في الشرق الأوسط مهتمون بـ(سي إن إن) العالمية خاصة برامج (إنسايد ذا ميل إيست)، و(ماركت بليس ميدل إيست)، و(جلوبال إيكستشينج)، خاصة أن لدينا مركز إنتاج رئيسي في أبوظبي ومكاتب بعمان والقاهرة وبغداد وبيروت والقدس ودبي وأظن أننا نغطي هذا الجزء من العالم بحماسة كبيرة» ويضيف مادوكس أنه «عندما تابع المشاهدون تغطيتنا في ليبيا وسوريا ومصر وغيرها، عرفوا أننا نملك سنوات طويلة من المعرفة والمعرفة الدقيقة للقوى الموجودة وتعقيدات المشهد وهذا مهم جدا»، معتبرا أنه فيما يتعلق بارتفاع نسبة عدد المشاهدين «أظن أن مشاهدي المنطقة لا يختلفون عن مشاهدي العالم ورغبتهم في متابعة كل ما هو متميز وجيد.. هم يتوقعون تغطية محايدة وموضوعية وموثوق بها، ويريدون مشاهدة مقابلات وحوارات مليئة بالتحدي إلى جانب التفاعل مع محتوى مثير في جميع المجالات والموضوعات» وفيما إذا كانت شبكة «سي إن إن» تخطط لإطلاق خدمة تلفزونية باللغة العربية على غرار شبكات عالمية أخرى قال مادوكس «أظن أن سوق القنوات الإخبارية العربية أصبح مزدحما في فترة قصيرة، وبينما نحن لا نستبعد إطلاق محطة عربية إخبارية إلا أننا قبل أن ندخل هذا الفضاء الجديد نحتاج إلى الأساس المنطقي التحريري والتجاري، والفهم الواضح للطلب الاستهلاكي والفجوة السوقية» مضيفا: «نحن لا نتمتع بميزة التمويل الحكومي ولسنا مدعومين ولهذا يتوجب علينا أن ندرس الأمر بعناية قبل الخوض فيه، بالتأكيد سيكون متابعة التطورات بالمنطقة على مدى العام المقبل أمرا مثيرا، في الوقت الحالي، نحن سعداء بخدمة جمهورنا العربي عبر موقعنا الإلكتروني، الذي يبث فيديوهات ومحتوى صحافيا متميزا، والذي يستفيد أيضا من مصادر شبكتنا العالمية المتعددة لجمع المعلومات».