المراقب الصحافي: قبضة مرسي والمانشيتات

TT

لفت نظري كمراقب صحافي العنوان الرئيسي الجميل لصحيفة «الشرق الأوسط»؛ «مرسي يعزز قبضته على السلطة»، وذلك عقب قرار الرئيس المصري محمد مرسي بإحالة وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المشير طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان، إلى التقاعد، وإلغاء «الإعلان الدستوري المكمل»، ليصدر إعلانا جديدا يمنحه سلطات تشريعية. وكلنا يذكر كيف أشعل هذا الإعلان الدستوري، الذي أصدره المجلس العسكري سابقا، معركة بينه وبين جماهير الثورة المصرية حتى أخمدها قرار الرئيس.

لا يهمني هنا الموقف السياسي بقدر ما يهمني مدى دقة وصف العنوان الرئيسي (المانشيت) للقرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس المصري في الآونة الأخيرة، والتي بالفعل جعلته يحكم قبضته على مقاليد الحكم في مرحلة انتقالية حرجة تعيشها البلاد كان الجيش هو اللاعب الرئيسي فيها.

ما ميز عنوان «الشرق الأوسط» أنه كان مختصرا ومباشرا وليس فيه تحامل أو توجيه مقصود للرأي العام ينافي أصول المهنية. فالرئيس المصري بعد جملة من قراراته التي طالت حتى المجلس العسكري، صار يمتلك صلاحيات أوسع من ذي قبل، وهذه هي حقيقة ما نقله العنوان ببلاغة.

حاولت إجراء مقارنة مع أعداد الأسبوع الماضي، لمعرفة معدل عدد كلمات العناوين الرئيسية المنشورة على مساحة 6 أعمدة (عرض الصفحة الأولى) فكان المعدل 10 كلمات، باستثناء عنوان مرسي الذي لم يتجاوز 5 كلمات فقط، وهو ما أسهم في إبرازه. وشخصيا أرى أن 10 كلمات لا تحتملها دائما مساحة ستة أعمدة، فكثرة الكلمات في العنوان لا تجعل فرصته في لفت انتباه القارئ كبيرة. أعلم أن هناك من يختلف معي، وهذا يحدث في كل صحف العالم، لكن تبقى حقيقة أن الاقتضاب مسألة مطلوبة في العناوين، لا سيما محاولة تجنب استخدام حروف الجر والكلمات المكررة بكثرة، حتى تصل الرسالة بسرعة. أما العنوان التقديمي الأصغر حجما (فوق المانشيت) فيمكن الاستطراد فيه، لكن من دون مبالغة، كما في عدد يوم الخميس الماضي، حيث بلغ عدد كلماته 24 كلمة! تقول العرب: «خير الكلام ما قل ودل»، ولو كنت مؤلفا فصلا في فن كتابة العنوان الصحافي لأحد الكتب الأكاديمية لجعلت هذه العبارة عنوانا له.