مخطوطاتنا النادرة والسبق الصحافي

المراقب الصحافي

TT

قرأت باستمتاع خبر اكتشاف إحدى أقدم المخطوطات الأصولية العربية في العالم للإمام الباقلاني التي «لا مثيل لها» وفق ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» أول من أمس في صفحتها الأخيرة.

هذا الخبر أشعرني بأن قطعة صحافية قصيرة كهذه يمكن أن تتحول إلى فيلم وثائقي في إحدى الفضائيات يبرز صفحات من تاريخنا المهجور. الخبر مهم ليس لذات المخطوطة لكن لطبيعته، فنحن العرب لدينا مئات الآلاف من المخطوطات المفقودة، منها ما أحرق عمدا ومنها ما فقد ومنها مئات الألوف التي ألقتها جيوش المغول في نهر دجلة حتى إسود لونه. وهذا كله كان يضم جزءا مهما من تاريخ أمتنا وحضارتنا ونفائس مؤلفاتنا في مجالات الفلك والهندسة والتاريخ والكيمياء والفيزياء وقصص العرب وأدبهم وأشعارهم فضلا عن أهم الترجمات العربية من لغات أخرى، وذلك حينما كانت بغداد منارة العلم ودار الحكمة.

وهنا يأتي دور الصحافيين في البحث عن سبق جديد تنفرد به صحيفة «الشرق الأوسط»، بعد أن تزور مراكز المخطوطات والجامعات المهتمة بهذا الجانب وتوطد علاقاتها مع عدد من الباحثين البعيدين عن أضواء الإعلام، علها تظفر بمقابلة خاصة أو بسبق صحافي تتناقله وكالات الأنباء العالمية مثلما نجحت بعض وسائل الإعلام الغربية في اكتشاف أمور ذات صلة بتراثنا، مثل العثور على قصاصات من الإنجيل تؤكد أنه سيأتي نبي اسمه محمد (صلى الله عليه وسلم) وذلك الخبر الذي أشار إلى هيكل سفينة نوح عليه السلام وآخر عن النبي عيسى عليه السلام والحواريين وغيرها من مخطوطات أدبية لا تقدر بثمن.

ولا ننسى أن السبق الصحافي في شؤوننا العربية لا بد أن يعد أمرا مهما لصحيفة تسمى نفسها «صحيفة العرب الدولية». وأرى أنه مجرد تسليط الضوء المتكرر على هذه القضايا سوف يجلب انتباه من يحتفظون بهذه المخطوطات، ربما يكون أحدهم من قراء هذه الصحيفة فيتقدم إليها بمقتنياته بعد أن يرى كيف تفرد الصحيفة مساحات جيدة للتراث العربي المفقود.

خبر مخطوطة الباقلاني، وإن كان لم يفهم منه هل هو قطعة صحافية خاصة بالصحيفة أم نقلا عن مصادر، إلا أنه يبقى موضوعا جيدا يستحق أن يبرز في الصفحة الأخيرة.