حصاد «الشرق الأوسط»

المراقب الصحفي

TT

نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» طوال العام الحالي نحو 71 موضوعا مطولا في ملحقها «حصاد الأسبوع»، وكان نصيب المواضيع العربية منها يشكل نسبة 57 في المائة، أي بواقع 41 موضوعا، اثنين منها تناولا الشأن الخليجي، في حين كانت نسبة المواضيع الأميركية والأوروبية 7 مواضيع بنسبة 10 في المائة، ومثلها تقريبا للآسيوية، و5 مواضيع ذات صلة بإيران وتركيا وإسرائيل و2 للشأن الأفريقي.

ما يمتاز به هذا الملحق أنه ينشر حصاد مواضيع الساعة في عطلة نهاية الأسبوع، بشيء من التوسع، وهو أسلوب صحافي قديم عاد إليه بريقه إذا صارت تلجأ إليه كبريات الصحف الأميركية والبريطانية بحيث تقدم مواضيع الساعة بقالب تفصيلي مشوق للقارئ.

وقد نجحت «الشرق الأوسط» في اختياراتها الموفقة للمواضيع وتنوعها، وإن كان الشأن الخليجي غائبا عنها رغم ثقل دول الخليج في المعادلة العربية. وكان الموضوع الأخير الذي نشر يوم الجمعة الماضي بعنوان «10 سنوات غيرت وجه (جمهورية أتاتورك)» مثالا عمليا على الاختيار الموفق للمواضيع والسرد الصحافي المهني.

وربما لاحظ القارئ أن بعض المواضيع المنشورة هذا العام قد تمتعت بعناوين لافتة، وهو أمر مهم في هذه المواضيع التي تحتاج، بطبيعة الحال، إلى عناوين شائقة ومدروسة حتى تجذب القراء إليها. ومن هذه العناوين مثلا: «الطوارق.. أكراد أفريقيا» و«ربيع مغربي معاكس» و«مالي جمهوريات الفقر والانقلابات» و«صحاف سوريا الأنيق» و«أنان البيروقراطي الصامت» و«غزة.. غابة البنادق» و«مالي.. في قبضة طالبان أفريقيا». والعنوان الأخير يدعوك حتما للقراءة حتى وإن كنت غير مهتم بقضايا مالي لأن الرابط ذكي بين «طالبان» ذائعة الصيت ودولة لا تحتل قضاياها مقدمة عناوين النشرات الإخبارية العربية. وهذا من صور الفن الذي نقصده في كتابة التقارير الأسبوعية.

أما ما ينقص هذا التقرير فهو حاجة بعض التقارير فيه إلى تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط» حتى لا يكون الموضوع جهدا مكتبيا بحتا فلا بد أحيانا من النزول إلى الميدان.

وأعتقد أن موعد نشر التقرير في يوم الجمعة هو موعد مناسب، لأنني على قناعة راسخة (بخلاف السائد في الصحافة) وهي أن الناس لديها متسع أكبر من الوقت في عطلة نهاية الأسبوع لقراءة الصحف مقارنة بأيام الأسبوع المتسارعة. وربما هذا ما دفع «الشرق الأوسط» بأن تجعل من عدد يوم الجمعة عددا خاصا بمواضيع متنوعة إلى جانب ملحق «حصاد الأسبوع».