عين «الشرق الأوسط»

المراقب الصحفي

TT

تعد زاوية «عين الشرق الأوسط» من الزوايا الممتعة في هذه الصحيفة، وأواظب شخصيا على قراءتها لأسباب عدة، منها التنوع وحسن اختيار المواضيع اللطيفة والمفيدة. غير أن المتابع لهذه الزاوية في الأسابيع القليلة الماضية يلاحظ أن المواضيع المنشورة فيها لم تعد لافتة كما كانت في السابق.

وشخصيا لا يلام محرر الصفحة لأن مادة «عين الشرق الأوسط» تأتي من مساهمات تلتقطها عيون المراسلين حول العالم، وكلما غفلت عيونهم عن أحداث أو مواضيع أو مواهب عربية لافتة، حرم متابع هذه الصفحة من مساهماتهم. الأمر الذي يجعلنا نناشدهم بضرورة إرسال أكبر عدد ممكن من المواضيع الجيدة ليكون للمحرر مطلق الحرية للاختيار والتنويع وتجنب التكرار، في زاوية مرهقة في الإعداد بحكم أنها يومية تقريبا.

إن هذه الزاوية مثلها مثل غيرها من الزوايا الصحافية تحتاج بين حين وآخر إلى جلسة تقييم هادئة من قبل القائمين عليها لإضافة نكهات جديدة أو تغيير مذاقات لم يعد يستسيغها القارئ، حتى تصب المواضيع في خانة اهتمامات المتابعين. ومن ناحيتي فأرى أن الزاوية تحتاج إلى أن تفتح ذراعيها لاستقبال نوع جديد من المساهمات من باب التغيير وشحذ همم الزملاء الحاليين، وذلك باستضافة أدباء شباب أو معروفين أو كبار الصحافيين المخضرمين ليكتبوا لنا تقاريرهم بلغة سهلة ومبسطة ورشيقة حول مواضيع شائقة، وذلك من باب التجديد.

وليت هذه الزاوية يصاحبها لقطات بالفيديو تبث عبر موقع الصحيفة، كما تفعل كبريات الصحف الأجنبية العريقة، بحيث يمكن ترويج المادة إلكترونيا إلى شرائح جديدة من القراء، لا سيما الشباب الذين يقضون أوقاتا في الإنترنت أكثر من الوقت الذي يقرأون فيه صحيفة أو كتابا مطبوعا.

أما بخصوص معدل كلمات المواضيع المنشورة فهي عادة ما تتراوح بين 350 و500 كلمة وهو معدل مقبول لمواضيع خفيفة كهذه، شريطة أن تكون المادة المقدمة «مكثفة» وبعيدا عن الاستطرادات غير المبررة. ففي عالم الصحافة الحديث لم يعد بوسع القارئ تحمل مادة مطولة تسمح للملل بالتسلسل إليه. فالقارئ يريد موضوعا جيدا، أو لقطة جديدة في الحدث لم ينتبه إليها معظم الناس.

وهذا ما يدفع البعض إلى تناقل مواضيع عبر الإنترنت لأنها ببساطة جاءت من عين ثاقبة لصحافي محترف، عرف كيف يخترق آلاف المواضيع المنافسة التي تنشر بلغة الضاد يوميا.