«يوتيوب».. قناة للتواصل بين الحكومات والشعوب في المنطقة العربية

استخدمه المسؤولون لإطلاع شعوبهم على آخر المستجدات

كبار المسؤولين في المنطقة العربية يتواصلون مع شعوبهم عبر موقع «يوتيوب»
TT

تسبب الإنترنت في إحداث تغيرات هائلة في سبل تواصل البشر مع بعضهم بعضا، وتبرز هذه التغيرات بوضوح في أساليب تفاعل الحكومات والشخصيات العامة مع الجماهير والشعوب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومع التطور الهائل في تكنولوجيا الإنترنت أصبحت الحاجة ملحة لدى حكومات المنطقة العربية لخلق قنوات حوار أكثر فاعلية مع شعوبهم، خاصة في ظل الثورات التي اندلعت بالمنطقة التي فجرتها الوسائل التكنولوجية، فأصبح تركيزهم منصبا على الوجود بشكل قوي في القنوات الإعلامية الجديدة على الإنترنت لتحقيق التواصل مع شعوبهم بشكل أكثر فاعلية ودون وسيط.

وبعد وجودهم بشكل كبير ومكثف على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر»، كثرت مؤخرا القنوات التي يدشنها المسؤولون بالمنطقة العربية على موقع «يوتيوب»، وتعد هذه القنوات المتنوعة وغيرها الكثير من القنوات خير مثال على تطور الاتصالات على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما تعد شاهدا على الإمكانيات الكامنة في الإنترنت، والتي يمكن استغلالها لتحقيق تغييرات حقيقية وفعالة على مفهوم الحوكمة في المنطقة وبطرق مختصرة وفي وقت وجيز.

وتجاوز عدد المشاهدات على«YouTube» في العالم العربي حاجز الـ240 مليون مشاهدة كل يوم، بالإضافة إلى تحميل ما يقرب من ساعتين من المحتوى كل دقيقة على «YouTube» وقد دفع ذلك الحكومات والرموز العامة لإدراك دور الإنترنت كوسيلة جديدة وفعالة للتواصل مع الجماهير والشعوب العربية، حيث يسعى الرؤساء والوزراء والمحافظون ورؤساء الوزراء للاستفادة من الشعبية الهائلة التي يحظى بها «يوتيوب» على مستوى منطقة الشرق الأوسط، والتي تجعل منه وسيلة تفاعل رائعة.

وشكل تزايد أعداد ما يعرف باسم «الجيل الرقمي العربي» عاملا مهما أسهم في زيادة شعبية «يوتيوب» باعتباره منصة لمختلف الرموز العامة والمؤسسات الحكومية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تمثل نحو أكثر من 40 في المائة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و4 في المائة من إجمالي مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم.

كما يشكل تمسك هذا الجيل بالتكنولوجيا والإنترنت أهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، حيث تضمن توقعات الجيل الرقمي العربي من حكوماته مزيدا من الشفافية، والتفاعل، وزيادة خدمات الحكومة الإلكترونية.

وفي مصر، دشن الرئيس محمد مرسي قناته على «يوتيوب» في أغسطس (آب) الماضي، والتي يتواصل من خلالها مع الجماهير في مصر. ويبلغ عدد مشاهدي هذه القناة أكثر من مليوني مشاهد، كما يبلغ عدد المشتركين بها نحو 40 ألف مشترك. وعلاوة على ما تقدمه القناة من قوائم تشغيل تقدم للمشاهدين أشكالا مختلفة من المحتوى. ويتم وضع مقتطفات من المناسبات العامة والمقابلات التلفزيونية ومراسم التكريم المتنوعة التي يحضرها الرئيس بصفة أسبوعية على القناة.

كما تضم القناة قوائم تشغيل للتعريف بمجلس الوزراء الجديد، بالإضافة إلى تقرير شهري مفصل حول ما تم من إنجازات خلال فترة توليه الرئاسة.

وعلى مستوى منطقة الخليج العربي، بلغ عدد مشاهدات قناة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على «يوتيوب» نحو مليون مشاهدة، كما وصل عدد المشتركين إلى أكثر من 3000 مشترك. وتركز هذه القناة على إطلاع المشاهدين من مختلف أنحاء دبي والإمارات العربية المتحدة والعالم على مستجدات المناسبات العامة والخطابات والمقابلات والإنجازات الخاصة به. كما تدعو القناة المشاركين للتفاعل من خلال تحميل مقاطع الفيديو الخاصة بهم.

أما المملكة العربية السعودية فتنتهج نهجا مختلفا على «يوتيوب» من خلال قناتها «حوارات المملكة». والتي تأتي تحت مظلة مبادرة بدأت أواخر عام 2011 تشجع المواطنين السعوديين على إرسال أسئلتهم من خلال تحميل مقاطع الفيديو على المنصة ليتم التصويت عليها بعد ذلك من قبل منتدى «يوتيوب»، ثم تتم الإجابة عن أكثر الأسئلة شعبية وتتم مناقشتها من جانب المسؤولين السعوديين على القناة. وتتضمن القناة أشكالا متنوعة من المحتوى من بينها مناقشات حول مكافحة الفساد في الداخل وزيادة تكلفة السلع الاستهلاكية وغير ذلك الكثير.

وعلى الجانب الآخر من العالم العربي هناك مبادرة شبيهة نفذتها الحكومة التونسية تعرف باسم «تونس تتكلم». وكما هو الحال في قناة المملكة العربية السعودية على «YouTube»، تهدف قناة «تونس تتكلم» إلى تقديم منصة للمواطنين التونسيين للتعبير عن آرائهم ولإلقاء الضوء على القضايا المهمة. وبالإضافة إلى هذه الميزة، تتوافر على قناة «تونس تتكلم» على «يوتيوب» قوائم تشغيل تحتوي على حلقات نقاش مع الكثير من العلماء التونسيين والرموز العامة الذين يتناولون طيفا متنوعا من المواضيع والقضايا المهمة التي تشغل المواطن التونسي العادي.