تغطية تنصيب أوباما: كثيرة وضعيفة

المغنية السمراء بيونسيه حصلت على اهتمام إعلامي أكثر من القائد الأعلى للقوات الأميركية المسلحة

باراك أوباما يؤدي القسم لولاية رئاسية ثانية
TT

بقدر ما غطى الإعلام الأميركي تنصيب الرئيس باراك أوباما تغطية مكثفة، مال نحو المواضيع الترفيهية أكثر من التعمق في المناسبة.

منذ أيام قبل التنصيب، نشرت وسائل إعلام أميركية معلومات عن طريقة تغطيتها. مثلا:

أولا: قال تلفزيون «سي إن إن» إنه سيخصص يومي الأحد (قسم التنصيب الخاص في البيت الأبيض) والاثنين (القسم العام أمام الكونغرس) من دون توقف. بعد التنصيب، يوم الخميس، نشر «سي إن إن» إعلانا في صفحة كاملة بصحيفتي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» بأنها، حسب أرقام مركز «نيلسون» للإحصائيات الإعلامية، تفوقت على غيرها من قنوات الكيبل، وخاصة «فوكس» و«إم سي إن بي سي».

ثانيا: قبل التنصيب، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» صفحات كثيرة عن المناسبة، وأهميتها التاريخية، وتنصيب رؤساء سابقين، وخرائط عن أماكن الاحتفالات، ونصائح عن المرور للذين يقودون سياراتهم، أو يستعملون حافلات أو مترو الأنفاق، أو يمشون.

ثالثا: نشرت وكالة «أسوشييتد برس» خطة التغطية، وقالت إنها لن تكن فقط أخبارا مكتوبة ومصورة (العمل التقليدي للوكالة)، ولكن، أيضا، فيديوهات، ومناقشات في موقعها في الإنترنت، وتواصل في صفحات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيس بوك». وأيضا، التحول إلى «شبكة تلفزيونية إخبارية»، وتقديم تغطية مباشرة، مما يعني تحول المخبرين إلى نجوم تلفزيونية.

رابعا: قالت «سي سبان» (قناة عامة تغطي الكونغرس والمؤتمرات) إنها ستزيد قنواتها لعرض أكثر من مناسبة في وقت واحد.

لكن، رغم هذه التغطية المكثفة، قالت مصادر إخبارية أميركية، إن التغطية كانت «سطحية». من الذين قالوا ذلك جون ستيوارت، مقدم برنامج إخباري يومي في قناة «كوميدي» وهو خليط من أخبار وتعليقات فكاهية. لساعة كاملة، قدم مقاطع فيديو من تلفزيونات أميركية رئيسية عن التغطية ليبرهن على رأيه.

وقال: «في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس مشكلات عميقة، داخلية وخارجية، وفي الوقت الذي هبطت فيه شعبية الكونغرس إلى أقل من عشرين في المائة، ويهتم الناس برواتبهم، والضمانات الاجتماعية، والصحية، وتزيد ديون الحكومة لتصل إلى رقم قياسي، ويتوقع أن تخفض المراكز الاقتصادية قدرة الحكومة على الاستدانة، ننظر ونرى ونسجل تغطية تلفزيونية سطحية».

ولاحظ ستيورات أن «المواضيع الجادة، إذا اهتم بها الإعلام، جاءت حزبية صارخة». وأشار إلى تقدير عدد الذين حضروا خطاب أوباما يوم الاثنين أمام مبنى الكونغرس. قال تلفزيون «فوكس» (يميني) إنهم أقل من الذين حضروا تنصيب عام 2009. وقال تلفزيون «إم إس إن بي سي» (ليبرالي) إن تقديرات قالت إنهم مليون تقريبا. (يعتقد أن العدد أقل من عدد عام 2009، لكنه لم يصل إلى مليون. ربما نصف مليون).

وقال كاتب عمود في صحيفة «نيويورك ديلي نيوز»: «أحط التركيز على الأشياء الجانبية في الإعلام الأميركي تغطيته لهذه المناسبة التاريخية. في هذا اليوم التاريخي، كان الرئيس مثل ممثل جانبي. كان تركيز وسائل الإعلام على كل شيء غير خطط أوباما للسنوات الأربع المقبلة».

ثم هناك الجدل حول إذا أنشدت المغنية السمراء بيونسيه السلام الوطني الجمهوري مباشرة، وهي تقف على المنصة التي تحدث منها أوباما، أو كان صوتها مسجلا، واكتفت هي بتحريك شفتيها.

وقالت «ديلي نيوز»: «حصلت بيونسيه على اهتمام إعلامي أكثر من القائد الأعلى للقوات الأميركية المسلحة» (أوباما). أثارت الكثير من الغضب، لكنه غضب زائفة. لم تكن هناك مشكلة في بقية الأناشيد: عزفت «الفرقة العسكرية البحرية» أناشيد وطنية وعسكرية، وغنت كيلي كلاركسون: «ليس هناك بلد أحسن من بلدي». وعزف جيمس تايلور «أميركا الجميلة». مرت أغانيهم دون مشكلات، إلا هذه. لماذا كل هذا الاهتمام؟ (لم يقل المعلق إن سواد بيونسيه ربما من الأسباب).

ولاحظت مجلة «تايم» أن التغطية الإعلامية «اهتمت بأشياء جانبية»، من دون أن توضح رأيها. وأشارت إلى الاهتمام بهل سيترشح نائب الرئيس جو بايدن للرئاسة عام 2016، أو هل ستترشح هيلاري كلينتون. وعندما احتضن نائب الرئيس بايدن مذيع الطقس في تلفزيون «إن بي سي»، آلان بوكر (أسود)، كان ذلك موضوع نقاش مثير. ربما ليس لسواد الرجل، ولكن لأن بايدن أسرع نحوه وكأنه يريد أن يرميه أرضا. وبهذا، زاد سجل بايدن في إثارة نقاش (أو مشكلات) حول تصرفاته التي تشبه أحيانا تصرفات ساذج أو معتوه (أو ربما لكبر سنه: سبعون سنة تقريبا).

ومن التفاصيل التي اهتم بها الإعلام الأميركي (خاصة التلفزيون، الوسيلة الأولى في تغطية المناسبة)، «مشادة» بين ميشيل أوباما وجون بوينار، رئيس مجلس النواب. هل تجرأت ميشيل وحركت عينيها بطريقة استفزازية عندما قال، خلال الغداء بعد التنصيب، إن مراقبة ميشيل المتشددة على أوباما هي سبب أنه ربما لم يدخن سيجارة في الصباح، قبل خطاب التنصيب؟ أو هل لم يحدث ذلك؟ أو هل، إذا حدث، كان مجرد نكتة؟ أو أنه كان شيئا خطيرا؟