بافاتاكي لـ «الشرق الأوسط»: الصحافي لا يبقى في مكان محدد.. والإعلام أثر سلبيا على الأزمة المالية

مقدمة البرامج فيكي بافاتاكي.. من عالمة آثار إلى إعلامية مشهورة في اليونان

TT

تعتبر فيكي بافاتاكي مثال مشرف للإعلامية اليونانية التي أثبتت جدارتها في مجال الصحافة والإعلام، سواء داخل البلاد أو خارجها، وهذا يؤكده كم الجوائز والأوسمة التي حازت عليها طوال تاريخها الإعلامي في الصحف والإذاعة والتلفزيون.

وفي حوار لـ«الشرق الأوسط» تحدثت فيكي عن مواضيع مهمة ومتنوعة، كحياتها الإعلامية وكيف نشأت وأين ولدت، وعملها في الإعلام على الرغم من دراستها علم الآثار، فهي ولدت ونشأت في أليكساندروبوليس شمال اليونان، وبالتحديد في منطقة ماكري وهي منتجع على شاطئ البحر، حتى العاشرة من عمرها، لتنتقل إلى مدينة قولة شمال اليونان مسقط محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، لنقل عمل والدها والذي كان شرطيا إلى هذه المدينة. منذ نشأتها وهي تحب قراءة الكتب والمسرح ولعب الكرة الطائرة، ولكن علم الآثار هو عشقها الأول وذلك منحها احترام الثقافة اليونانية، ولم تكن تحلم فيكي يوما ما، أن تصبح صحافية على الرغم من أنها كانت محررة نشيطة في الصحيفة المدرسية، وفي السنة الثانية من المرحلة المتوسطة أجادت كتابة وإعداد التقارير الغنية بالمعاني اللغوية، وعندما حصلت على شهادة علم الآثار، قالت لزميلاتها أعطوني جهاز تسجيل لأني سأكون صحافية، وفي غضون أشهر قليلة، التحقت بقسم الاتصالات والإعلام، في جامعة أثينا وهكذا بدأت رحلة كبيرة وسامية في مجال الصحافة.

وقالت فيكي إنها دخلت عالم الصحافة وهي طالبة في الكلية عام 1993، ونجحت في اجتياز الكثير من التقارير والمقابلات في المجلات الرئيسية، ومن ثم جاء دور التلفزيون التي برعت فيه خلال عدة قنوات تلفزيونية، سواء في الأقاليم أو في التلفزيون الحكومي في العاصمة أثينا.

كما عملت فيكي في صحف ومجلات دولية ونشرت تقارير وأخبار في مدام فيغارو، ماري كلير.. إلخ. ومحطات الإذاعة، وشبكات التلفزيون ورئيسة تحرير، ومستشارة في الإذاعة ومقدمة برامج في القنوات التلفزيونية («ميجا»، «تيمبو»، «ستار»، «أنتنا»، «راي 2»، «لا 7»)، وحاليا هي رئيسة تحرير والمستشارة العلمية لبرنامج «المتاحف» في قناة «إيت 1» الحكومية اليونانية ورئيسة تحرير مجلة «كرونوس بلاس».

وفي ما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

* ما شعورك عند نشر أول تقرير صحافي باسمك؟

- شعور بالفرحة كان عام 1993، لأنني عانيت كثيرا وأعدت كتابته 7 مرات ليخرج بالطريقة المطلوبة، وكان قبل ذلك كتبت تقرير ولكن رئيس التحرير أخبرني بأنه لا يصلح للنشر ولكنه يصلح ليكون قصة روائية، ولذلك كان أول نشر لعمل قمت به له تأثير نفسي كبير، وأعطاني الاستمرار في النجاح.

* كيف شعرت عند أول مرة تقف فيها أمام عدسة الكاميرا؟

- خلال الدقائق الأولى كنت أرتعش وأشعر بقلق ليس له نظير، لأنني كان تفكيري في أن اليونان كلها تشاهدني، ولكن انتهزت فرصة الإعلانات لأراجع نفسي وأتمالك شعوري وكأني أكلم شخصا واحدا فقط لا يتحرك ممثل في الكاميرا، وبعدها كل شيء كان على ما يرام واستعدت الثقة بنفسي وانطلقت بقوة.

* ما معنى السعادة بالنسبة لك في مجال الإعلام؟

- تسليط الأضواء على قصة جديدة، وامتلاء الفراغات في كل لحظة.

* ما السمة الرئيسية لشخصيتك؟

- طبيعتي عدم الاستقرار، لا أصمت أبدا، أتحدى نفسي باستمرار لاجتياز أشياء جديدة للوصول إلى أهداف صعبة.

* ما الشيء الذي تعتبرينه خطأ أساسيا عندك؟

- التسرع واتخاذ قرارات مؤلمة في بعض الأحيان.

* ما آمالك في الحياة؟

- أريد بقدر المستطاع تقديم شيء إيجابي للمجتمع والوطن، وكما تعلم فإن اليونان مولد الديمقراطية وذات حضارة تاريخية عريقة، ولذلك أريد أن أكز على ذلك وأوصل رسالة صداقة وسلام لكل الشعوب.

* من هي الشخصية التاريخية التي تنظرين إليها بأن تكون مثلك الأعلى؟

- لا أحد، لأن كل شخصية تتشكل مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الفترة التي تعيش فيها، لذلك على كل شخص أن يحدد هويته الخاصة به.

* من هم الأبطال في الوقت الراهن من وجهة نظرك؟

- النساء في دول العالم الثالث الذين يقاتلون من أجل حقوقهم، والأطفال الأفارقة المتضررون من الجوع والمرض والعطش وقلة التعليم وعدم التثقيف، وهؤلاء المتطوعون الذين يتحدون الحروب والمعاناة والظروف البائسة ويقدمون المساعدة للآخرين.

* لماذا قررت العمل في الصحافة والإعلام؟

- أنا بدأت العمل في الآثار، ولكن عندما أتيحت لي الفرصة للعمل في الصحافة، وجدت التواصل مع الناس والمجتمع، فشعرت أني ولدت من أجل هذا العمل للتعرف على المجتمعات والثقافات والشعوب والشخصيات الفقيرة، وحتى الشخصيات العامة.

* ما نصيحتك للصحافيين المبتدئين؟

- قبل كل شيء يكون لديهم المعرفة، والقراءة، والجرأة، والحقيقة، وأن يكونوا عمليين ومفيدين في عملهم الإعلامي أو الصحافي.

* هل هناك تنافس في الإعلام اليوناني؟

- نعم، الشاشة مغرية، ولذلك كل شخص يريد ويحاول أن يثبت شخصيته ويفرض نفسه.

* هل يؤثر الإعلام اليوناني على السياسة، أم أن السياسة اليونانية تؤثر على الإعلام؟

- الإعلام يؤثر على السياسة والسياسة تؤثر على الإعلام، فعندما يكون المقال أو التقرير قويين يؤثران على مجرى السياسة، وهناك أيضا بعض القرارات السياسية المعلنة أو غير المعلنة التي بدورها تؤثر على الإعلام.

* برأيك هل أسهم الإعلام اليوناني في تخفيف الأزمة التي تواجهها البلاد أم في زيادتها؟

- نعم، أسهم في زيادتها، لأن الإعلام عندما يتحدث عن إفلاس وانهيار الدولة، هذا يزيد من الأزمة وفقدان الثقة في الأسواق.

* لو أتيحت لك الفرصة للعمل إعلاميا في دولة عربية، ما ردك؟

- سأذهب على الفور، لأنني لم أزر أي دولة عربية قبل ذلك، وسأكون سعيدة لكسب خبرات جديدة ومشاهدة تقاليد وعادات مختلفة عن اليونان، كما أن الصحافي ليس له وطن محدد، وليس من المفضل أن يقبع في مكان واحد فقط.

* ما الكتاب المفضل لديك؟

- جميع كتب الفيلسوف أفلاطون.

* ما الهواية المفضلة لديك؟

- الكتابة، والسفر والترحال للحصول على المعرفة والمعلومات الواقعية.

* ما شعارك في الحياة؟

- ابتسم للحياة لتكون سعيدا.

* في الفترة الأخيرة، توجهت إلى العمل الخيري، ما رأيك؟

- نعم، بحكم دراستي في تاريخ الآثار، أرتبط كثيرا بالمجتمعات والحضارات، وإن وراء كل قطعة أثرية حكايات طويلة، قد تكون قصة حب أو قد تكون مأساة، ولذلك أنا أحب أن يكون العالم متحدا، وأن يعم السلام والصداقة كل الدول.

* كم تقريبا عدد القنوات التلفزيونية اليونانية، وهل تفضلين القنوات الخاصة أم الحكومية؟

- لا أعرف بالتحديد عدد القنوات ولكن هي بالعشرات في أثينا، وفي كل إقليم بعيد عن العاصمة يوجد 3 أو 4 قنوات، عموما هي عددها كثير جدا، مثلها مثل الصحف، ولا توجد حاجة لهذا الكم من القنوات والصحف في اليونان، وأفضل مشاهدة البرامج العملية والمفيدة بغض النظر عن تبعية القناة.