«بي بي سي» تستخدم طلاب مدرسة لندن للاقتصاد غطاء من أجل إعداد برنامج عن كوريا الشمالية

ألحقت ضررا بسمعة الكلية الجامعية ونزاهتها الأكاديمية

TT

طالبت مدرسة لندن للاقتصاد «بي بي سي» بعدم بث حلقة برنامج «بانوراما» الاستقصائي عن كوريا الشمالية الذي سيذاع يوم الاثنين المقبل. وقالت الجامعة إن مراسل برنامج «بانوراما» جون سويني تظاهر بأنه أحد المشاركين في رحلة لبعض طلابها في مرحلة الدكتوراه إلى كوريا الشمالية لكي يقوم بتصوير تقريره من هناك بشكل سري داخل البلاد. وقضى مراسل برنامج «بانوراما» ثمانية أيام في كوريا الشمالية لإنجاز البرنامج، وكان يرافقه كل من زوجته وأحد المصورين.

وأشارت المدرسة إلى أنه «قد تلحق أفعال (بي بي سي) ضررا خطيرا بسمعة مدرسة لندن للاقتصاد ونزاهتها الأكاديمية وقد تضر بشكل جدي بإمكانية قيام طلبة وكادر الجامعة التدريسي بدراسات مشروعة في كوريا الشمالية، وربما في بلدان أخرى تسود فيها الشكوك في شأن استقلالية العمل الأكاديمي، وتدعم مدرسة لندن للاقتصاد أن مبدأ الصحافة الاستقصائية يصب في المصلحة العامة، وتقدر عمل الصحافيين في المناطق الخطرة في العالم، لكننا لا يمكن أن نتغاضى عن استخدام اسمنا، أو استخدام طلابنا كغطاء لمثل هذه النشاطات».

وقال متحدث باسم «بي بي سي»: «نحن ندرك أنه بسبب إمكانية التسبب بزيادة المخاطر على الرحلة، ينبغي إبلاغ الطلبة مسبقا أن صحافيين ينوون السفر معهم، لكي يتمكنوا من اتخاذ قرارهم فيما إذا كانوا يريدون المضي فيها».

وأضاف: «لقد أبلغوا بهذه المعلومات، كما ذكروا بها ثانية، في وقت مناسب يجعلهم قادرين على تغيير خططهم إذا أرادوا. وحذر الطلبة بوضوح بشأن مخاطر السفر إلى كوريا الشمالية مع وجود صحافي وسط جماعتهم».

وشدد المتحدث على القول: «شمل ذلك تحذيرا بشأن خطر الاعتقال والاحتجاز وأنهم قد لا يسمح لهم بالعودة إلى كوريا الشمالية في المستقبل».

وقالت الجامعة في رسالة إلكترونية أرسلتها إلى طلبتها وكادرها التدريسي، إن شخصين آخرين يعملان لحساب «بي بي سي» ذهبا في هذه الرحلة أيضا. وشددت على أن إدارة الجامعة لم تكن على معرفة مسبقة بالزيارة.

وتقول الجامعة إن جون سويني تظاهر بأنه أحد المشاركين في رحلة لبعض طلبتها إلى كوريا الشمالية. وأضافت الجامعة في رسالتها: «لم يوضح للطلبة في أي لحظة سابقة للرحلة أن فريق (بي بي سي) المؤلف من ثلاثة أشخاص قد خطط لاستغلال هذه الرحلة كغطاء لفيلم وثائقي كبير سيعرض في برنامج (بانوراما)».

وأضافت: «قد تلحق أفعال (بي بي سي) ضررا خطيرا بسمعة مدرسة لندن للاقتصاد ونزاهتها الأكاديمية وقد تضر بشكل جدي بإمكانية قيام طلبة وكادر الجامعة التدريسي بدراسات مشروعة في كوريا الشمالية، وربما في بلدان أخرى تسود فيها الشكوك في شأن استقلالية العمل الأكاديمي».

وتابعت الجامعة: «تعلم مدرسة لندن للاقتصاد أن مبدأ الصحافة الاستقصائية يصب في المصلحة العامة، وتقدر عمل الصحافيين في المناطق الخطرة في العالم، لكننا لا يمكن أن نتغاضى عن استخدام اسمنا، أو استخدام طلبتنا غطاء لمثل هذه النشاطات». وقالت مدرسة لندن للاقتصاد، إن المدير العام لـ«بي بي سي» اللورد هول رفض طلبها بعدم بث البرنامج وتقديم اعتذار كامل إلى مدرسة لندن للاقتصاد عن قيام كادر «بي بي سي» باستخدام المدرسة وسمعتها الجيدة كوسيلة للخداع.

وفي موقعه على الإنترنت، أشار برنامج «بانوراما» إلى أن الصحافي جون سويني قضى ثمانية أيام بشكل سري في كوريا الشمالية لإنجاز البرنامج. وقال الموقع: «شهد سويني الذي تنقل من العاصمة بيونغ يانغ إلى الأرياف والمنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع كوريا الجنوبية، مشهدا كئيبا يصعب وصفه بالكلمات، وأناسا غسلت أدمغتهم لثلاثة عقود ونظاما يبدو سعيدا في إعطاء انطباع بأنه سائر نحو معركة نهاية العالم (أرمجدون)».

وقال سويني إن الطلبة أبلغوا مرتين بأن صحافيا سيرافقهم وأنهم قد يواجهون خطر الاعتقال، بيد أنه أقر بأن مدرسة لندن للاقتصاد لم تبلغ مسبقا بشأن نشاطات «بي بي سي».