المغربية إيمان لحراش من الإذاعة إلى متخصصة في الأخبار الاقتصادية

مذيعة «سكاي نيوز عربية» لـ «الشرق الأوسط»: البداية كانت قصة عن المهربين عبر الصحراء

إيمان لحراش
TT

إيمان من أصغر مذيعي الأخبار عمرا في «سكاي نيوز عربية». عملت قبل انتقالها إلى «سكاي نيوز عربية» مقدمة للأخبار الاقتصادية في قناة «روسيا اليوم» الناطقة باللغة العربية.

تولت إيمان تغطية التطورات السياسية الأخيرة في دول عربية عدة، بينها تونس ومصر واليمن. كما غطت الأخبار الاقتصادية الإقليمية والدولية، مثل أزمة منطقة اليورو. كما تملك إيمان خبرة في العمل الإذاعي، إذ سبق لها أن عملت في إذاعات عدة في المغرب.

وإيمان مغربية وخريجة المعهد العالي للإعلام والاتصالات في الرباط، وهي تتقن اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية.

* كيف بدأت حياتك المهنية كصحافية، وهل أصبحت عند لحظة معينة على يقين بأنك اخترت الوظيفة الصائبة؟

- لطالما كنت ولا أزال متأكدة من اختياري للصحافة. كان الأمر واضحا بالنسبة لي منذ البداية. التحقت بمعهد الإعلام والاتصال في الرباط حيث تخصصت فيما بعد في مجال السمعي البصري، وقد جمعت أثناء دراستي خبرة لا بأس بها، من خلال التعاون مع بعض الصحف اليومية، ومن ثم العمل بدوام جزئي مع بعض الإذاعات الخاصة بالمغرب. مباشرة بعد التخرج، في 2010، التحقت بقناة «روسيا اليوم» كمحررة أخبار وبعدها كمذيعة اقتصاد. وآخر محطة لي، قناة «سكاي نيوز عربية».

* ما أول قصة صحافية كتبتها؟ ومتى نشرت؟

- أنجزت تحقيقا عن تهريب السلع من شرق المغرب، حيث تروج بضائع إسبانية وجزائرية عبر الصحراء، إلى الوسط والغرب عبر القطار، وكيفية إفلات المهربين من المراقبين سواء بالتحايل أو بالرشوة. ما زلت أحتفظ بنسخة من ذلك العدد، ذلك أنني كنت فخورة جدا به. أما عن التلفزيون، فبصراحة لا أذكر، لكن بداياتي في المجال تزامنت مع انطلاق شرارة ما يسمى بالربيع العربي، وتغطيتي للثورتين التونسية والمصرية، حتى أصبحت ملمة بشؤون البلدين.

* ما القصة التي تأملين أن تكتبيها قريبا؟

- حاليا، ومن دون تفكير، سوريا، ومن على الأرض.

* من كان قدوتك في الإعلام؟

- لا أستطيع الحديث عن قدوة أو اسم واحد فقط، منذ الصغر، ومن خلال والدي، كنا نتابع الأخبار في القنوات العربية، والمحلية وكذلك الفرنسية على مدار اليوم، هذا علما أنني كنت أحلم بأن أكون مذيعة أخبار وصحافية، لذلك فقد تشبعت بعدد من المدارس والأساليب. يعجبني مثلا أسلوب مهند الخطيب في إدارة الحوار، كذلك منتهى الرمحي، وكنت أتابعها من أيام «الجزيرة»، في القناة الفرنسية الثانية، أجد أن دافيد بوجادا (pujadas) لا يعلى عليه.

* من كاتبك المفضل محليا وعالميا؟

- أقرأ كل ما أجده أمامي من افتتاحيات ومقالات رأي. لا أتفق دائما مع كاتب ما ولا أختلف معه دائما، حسب المواضيع المناقشة وزوايا التطرق لها.

* من الشخصية الإعلامية المثل الأعلى في الإعلام المرئي والمسموع في بلدك؟

- لأكون صريحة، لا أتابع كثيرا القنوات المغربية، فهي بحاجة لمزيد من التطوير لتلحق بباقي القنوات العربية، وأقصد تلك التي تعمل على صعيد إقليمي. فهي لم تخرج بعد من عباءة الإعلام الرسمي الحكومي التقليدي مع ذلك، لطالما أحب متابعة برنامج «مباشرة معكم» الذي يقدمه جامع كلحسن، سواء من ناحية المواضيع التي يتطرق لها والتي تلامس المواطن، أو أسلوب الحوار وإتاحة الفرصة للجميع ليعبر عن رأيه.

* كيف تنجحين في تقسيم وقتك بين كتابة المقالات، وإدارة إحدى المجلات أو البرنامج الذي تقدمينه وتقديم الأخبار؟

- أنشر أحيانا بعض المقالات على موقع «سكاي نيوز عربية»، على سبيل المتعة، لأنني أحب ترويض قلمي وكذلك لأزيل أي حاجز قد ينجم عن الموضوعية المطلوبة في تقديم الأخبار ومحاورة الضيوف، فمن خلال المقال، أقول للمتابع من على الشاشة، بأنه أنا أيضا لدي رأي، وها هو ذا.

* ما عدد ساعات العمل التي تقضينها خلال الأسبوع؟ وهل ذلك يترك لك الكثير من الوقت لكي تقضيه مع الأسرة؟

- أعيش لوحدي بالإمارات، لذلك، كلما كانت ساعات العمل أكثر كان أحسن.. أحب عملي لدرجة لا توصف، لكن في الوقت ذاته على الإنسان أن يعيش حياته بالموازاة مع عمله. حتى وإن لم تكن الأسرة مجتمعة معي، فنحن على تواصل بشكل يومي، وهذا لا يمنع من توفير بعض الوقت للأصدقاء وللهوايات، وحتى للجلوس مع الذات.

* هل لديك فريق عمل خاص يساعدك بشأن البرامج التلفزيونية وفي المجلة (الأخبار)؟

- طبيعة الأخبار تفرض على الجميع، من مدير القناة لمدير الأخبار ورئيس التحرير إلى المحررين والمراسلين، والتقنيين وغيرهم، العمل كيد واحدة على النشرة وكل نشرة، كل حسب اختصاصه. نجتمع بشكل يومي لنحدد الخطوط العريضة لليوم، وبعدها أناقش مع رئيس النشرة أهم الأخبار التي سنركز عليها، وكذلك المقابلات خلالها، لتوكل إلي مهمة التحضير لهذه المقابلات.

* ما رأيك في الإعلام الجديد؟ وهل سيحل محل القديم؟

- أنا من الجيل الجديد، إن صح القول، وقد كبر على هذه التقنيات الحديثة، ولا أجد فيها تبريرا ذلك أنني من مستهلكيها بشكل دائم. ومما لا شك فيه أن الذي لا يستطيع التكيف مصيره الزوال، وقد شهدنا بالفعل عددا من المهن التي اندثرت.

أما بالنسبة للإعلام، فأجد أنه سيبقى اسمه إعلاما سواء كان أثير الإذاعة أو شاشة التلفزيون أو من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها.. فهو أساسا خدمة لا غنى عنها بالنسبة للناس أكثر منه مهنة. وقد أصبحنا نرى أن لكل القنوات مثلا، باعتبار أنني أعمل في هذا المجال، لديها حسابات على «تويتر» و«فيس بوك» و«يوتيوب».. وتروج لها وتنشط بها، بحيث تأخذ بعين الاعتبار أن تسجل السبق الصحافي على شاشتها كما على كل هذه الوسائل للحصول على أكبر قدر ممكن من المتابعة، في المقابل، أصبحنا نرى اعتماد الكثير من القنوات على شرائط فيديو تنشر على الإنترنت من أماكن يصعب الدخول إليها أو الوصول إليها في الوقت المناسب، وتعتمد كمصدر.. إذن فهي علاقة تكامل برأيي.

* هل تعتقد أنه من المهم على نحو خاص أن يكون لديك صحافيون متخصصون لتغطية أخبار معينة، مثل أن تكون لديهم معرفة خاصة بتنظيم القاعدة أو أفغانستان أو العراق؟

- الإعلام الحديث يقوم على أساس المراسل المتحرك. فاليوم تجده يغطي حدثا في مصر وغدا في العراق.. لا فرق. فالصحافي المهني يستطيع أني يغطي أي شيء ومن كل مكان، دون أن يعني ذلك أن يكون ملما بكل شيء. هذا مستحيل. بأمانة، لا أحبذ فكرة التخصص، فهي مع الوقت قد تنعكس على موضوعيته. فالصحافي في النهاية إنسان وقد تختلط عليه الأمور، لذلك عليه دائما ترك مسافة ليرى الأمور أشمل. كما أن خلق خلايا متخصصة داخل غرفة الأخبار مثلا، من شأنه أن يؤدي لانقسام العاملين بها، وخلق تكتلات وأحزاب داخل القناة، وهذا يضرب بروح العمل الصحافي، الذي هو أساسا عمل جماعي.

* ما المدونة أو الموقع الإلكتروني الذي تحرصين على متابعته؟

- هناك الكثير من المواقع التي أتابعها، سواء كانت تابعة للجرائد المحلية والعربية والدولية بشكل يومي، وذلك بحكم وظيفتي، وضرورة اطلاعي على أكثر من وجهة نظر.

* ما النصيحة التي تقدمينها للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟

- أن يؤمنوا بأنفسهم، بقابليتهم وقدرتهم على التطور، وبالاستماع لنصائح الأكبر خبرة منهم.

* ما الشروط التي يجب توافرها في أي صحافي كي يستطيع العمل بجانبكم؟

- ربما من بين أبرز مميزاتي، التكيف والقدرة على العمل مع أي كان، كيفما كان أسلوبه أو شخصيته. الشرط الوحيد: المهنية.

* هل تستطيعين أن تصفي لنا ما الذي يعنيه أن تكون صحافيا أو إعلاميا ناجحا؟

- أن أكون إعلامية ناجحة هو أن أكون إنسانة ناجحة. الأمر مترابط بالنسبة لي.. أنا مهووسة عمل نوعا ما، لأنني أعرف أنني ما زلت في البدايات، ولا يزال أمامي الكثير لأكون نفسي ومكانة خاصة بي.

* في رأيك، ما أنجح قصة إخبارية قدمتها حتى الآن؟

- ما أقدمه اليوم أحسن مما قدمته بالأمس وأقل مما سأقدمه غدا.