ديانا فاخوري: هناك مذيعون يرتكبون مجازر لغوية أثناء قراءتهم لنشرات الأخبار

المذيعة اللبنانية قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تفضل من يتغنى بإلقائها وليس بجمالها

ديانا فاخوري
TT

وصفت ديانا فاخوري مذيعة نشرات الأخبار على تلفزيون (إم تي في) الإعلام الحديث بأنه «يهمش» أصحاب هذه المهنة في الإعلام التقليدي ولا سيما المخضرمين منهم، موضحة بأن هؤلاء هم الذين أسسوا لإعلام اليوم وكانوا وراء تطوره وأنهم بذلوا حياتهم وقدموا جهودهم من أجله.

وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لو خيرت ما بين الإعلام الجديد والتقليدي لاخترت هذا الأخير بالتأكيد لأنه أكثر احترافا ومهنية». أما عما يستفزها عادة فتقول: «ما يستفزني هو من (يستهبلني) أما نقطة ضعفي فهي المسن والطفل معا».

ورأت ديانا فاخوري أن العمل الإعلامي المرئي كان في الماضي أكثر صعوبة، فطريقه شاق وطويل، ويتطلب من صاحبه قطع مراحل عدة قبل ظهوره على الشاشة فأي تسجيل صوتي كان يجب أن يحظى على 100 موافقة وعلى المذيع الخضوع لدروس إلقاء وأخرى لغوية إلى أن يصل شاطئ الأمان ويقف أمام الكاميرا عكس اليوم تماما لأن الأمر صار أسهل وأسرع، برأيها. وتضيف: «اليوم نشهد مجازر لغوية تجري على الهواء من قبل بعض مقدمي نشرات الأخبار أو التحقيقات وهذا أمر معيب».

وديانا التي تفضل من يتغنى بإلقائها وليس بجمالها تعمل في مجال الإعلام منذ نحو عشر سنوات انطلقت في مشوارها هذا من الصحافة المكتوبة والتي تعتبرها ركيزة وأساس كل ما هي عليه اليوم، مؤكدة أن الإعلام المكتوب هو أصعب من غيره ويتطلب مستوى مهنيا عاليا للاستمرارية فيه ولكنه بنفس الوقت يمكن أن يطمر صاحبه ويدفنه تحت الأرض ولذلك انتقلت إلى الإعلام المرئي وقالت: «إثر تخرجي في الجامعة (كلية الإعلام) بدأت في عملي الصحافي متمرنة وأذكر أول موضوع دونته في هذا المجال ووقعته باسمي (عام 2003) كان حول معضلة اقتصادية محورها مشكلة بعض التعاونيات التي أفلست واضطرت إلى إقفال أبوابها فتبنيت هذا الملف على مدى عام كامل وكنت سعيدة كوني استطعت الإضاءة على المشكلة بموضوعية وتطلب مني الأمر جهدا ومتابعة كبيرين وما زلت أحتفظ حتى بهذه المقالات التي شكلت أولى خطواتي في المهنة».

وعن كيفية انتقالها إلى الإعلام المرئي قالت: «ليس هناك من سبب محدد دفعني للانتقال إلى عالم المرئي ولكني بالمجمل وجدت أنه علي التطور لا سيما وأننا نعيش عصر الصورة وكنت أتشوق لأن أبرز طاقتي ولأن يتعرف إلي الناس كون الإعلام المكتوب يبقي صاحبه مغمورا إلى حد ما». وتضيف: «كنت أسعى إلى الشاشة الصغيرة لأنها جواز سفر سريع إلى الشهرة التي أحبها ولكنها لا تسكنني فكل منا في هذه المهنة يحب أن يكون معروفا فعندما قرأت اسمي لأول مرة على مقالتي الصحافية أحسست وكأنني ملكت الدنيا فكيف إذا ظهرت على الشاشة؟ وهكذا كان وانتقلت إلى محطة تلفزيون (المستقبل) حيث عملت كـ(ريبورتر) ولكن اليوم الأول الذي داومت فيه وللأسف لم يكن أسعد أيام حياتي، بل العكس تماما لأنه شهد اغتيال الرئيس رفيق الحريري فكان يوما أسود فشعرت بأني وجه (نحس) لا سيما وأنه تم التداول بعدها مباشرة بإمكانية إقفال المحطة فخفت أن تضيع مني أول فرصة تلفزيونية، ولكن شاءت الظروف أن تستمر المحطة في العمل وهكذا أكملت مشواري وقمت بأول ريبورتاج مصور عن شركة كهرباء لبنان، ومن بعدها شاركت في تقديم الملاحق المباشرة، فوقفت أمام مبنى السراي الحكومي أذيع بيان الرئيس فؤاد السنيورة حول مقتل صديق عمره الرئيس الحريري وشكل لي ذلك حجر مدماك في عملي المرئي».

وتؤكد الإعلامية اللبنانية أنها يوما لم تتخذ من إعلامي ما مثالا لها أو حاولت تقليد إحداهن لا بل أرادت دائما أن تتفوق على نفسها وقالت: «نعم كنت أتابع جيزيل خوري ونجوى قاسم ومارسيل غانم، ولكني كنت أعتمد على نفسي في كل شيء ولا أريد أن أبالغ أو أن أتهم بالغرور إذا قلت إن هناك من يقلد ديانا فاخوري اليوم لأنني لم أشبه أحدا غيري».

وتحدثت عن الحساسيات التي لاقتها في بداياتها في إطار العمل بين زملائها وقالت: «كما في أي مجال آخر فالعامل الجديد لا يلقى الترحيب بل التهكم كونه مبتدءا والآخرون أصحاب الخبرة يحاولون محاربته ولكني هجمت و(طحشت) وركضت وتابعت عملي متحدية الآخرين ونفسي معا لأثبت مكاني».

واليوم تشارك ديانا فاخوري في قراءة نشرة الأخبار الرئيسية على قناة (إم تي في) وتصف عملها بالجميل، وبالصعب أيضا لا سيما عندما يتطلب منها مداخلات مباشرة على الهواء مع إعلامي أو سياسي موجود على أرض الحدث وتقول: «أعمل أربعة أيام في الأسبوع ما بين الست والثماني ساعات يوميا ولا أجد وقتا كافيا لحياتي الخاصة لأنني في أيام فراغي أنشغل في التحضير لإطلالاتي التلفزيونية وللرياضة والسباحة أو الاسترخاء على البحر مع عائلتي».

ولكن من ينافسها من زملائها على الشاشة الصغيرة؟ ترد مبتسمة: «زميلي فادي شهوان ينافسني فعندما أكون إلى جانبه في نشرة الأخبار أشعر بأنني أرتقي معه إلى الأعلى، نظرا لمهاراته وخبراته في هذا المجال». وتتابع: «كلهم فيهم الخير ولكل محطة نجمها فهناك مثلا سمر أبو خليل في (الجديد) وديما صادق في (إل بي سي) ونجاة شرف الدين في (المستقبل) أما الإعلامي الذي يجذبني بشكل عام وأحب أسلوبه في العمل فهو مارسيل غانم».

وترى أنه على المراسل الصحافي أن يتخصص في مواضيع معينة، لأن ذلك يخوله بأن يكون الأفضل في تحقيقاته فلا يضيع بمداخيل القضايا الأخرى التي يتناولها غيره أيضا، فموضوع الإرهاب مثلا يلزمه من هو مطلع عليه وليس ريبورتر اجتماعي أو اقتصادي.

وتؤكد دينا فاخوري بأنها لم تعد تتابع مواقع الإعلام الإلكترونية لأنها صارت تهتم بالقيل والقال أكثر من الأخبار السياسية أو الموضوعية وأنها تكتفي بمتابعة الأخبار عبر رسائل الخبر العاجل على جهازها المحمول أو عبر عملها في التلفزيون. أما عن النصائح التي تقدمها لمن يرغب في دخول مجال الإعلام فتقول: «هي نصائح ضرورية أبدأها بالمثل القائل في الإعلام إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، وثانيا من يدير أذنه للثرثرات فإن الفشل سيكون حليفه وأخيرا أن لا يحاول تقليد أو التأثر بأحد. «أما عن إمكانية تقديمها برنامج سياسي خاص بها قالت: «هناك إمكانية لذلك على أن يكون مميزا لا يشبه أي برنامج حواري سياسي نشاهده اليوم».