ليليان ناعسي لـ«الشرق الأوسط»: لقائي بفيروز كان واقعا أجمل من الحلم

الإعلامية اللبنانية .. من شاشة «الأوربت» إلى الإذاعة «ملعبها المفضل»

الإعلامية ليليان ناعسي
TT

ليليان ناعسي إعلامية وإذاعية لبنانية، معروفة بهدوئها وثقافتها وأسلوب تقديمها الطبيعي، بدأت عملها الإعلامي وهي لا تزال على مقاعد الدراسة، استهلت مشوارها المهني من إذاعة جبل لبنان لتنتقل بعدها إلى قناة الـ«إم تي في» اللبنانية، واليوم لا تزال تشارك في تقديم برنامج «عيون بيروت» الناجح على قناة «أوربت»، وعلى الرغم من حبها للعمل التلفزيوني فإن الإذاعة كانت دائما ملعبها المفضل فعادت إليها من جديد بعد انضمامها إلى أسرة إذاعة «البلد إف إم» التابعة لعائلة صحيفة «البلد» اللبنانية، وتقوم حاليا بإعداد وتقديم برنامج «صباح البلد»، كما تقدم برنامجا أسبوعيا على أثير إذاعة لبنان الرسمية.

* كيف بدأت حياتك المهنية كإعلامية؟

- بدأت في العمل الصحافي والإعلامي عن طريق الصدفة، بعد حصولي على وظيفة، خلال الإجازة المدرسية، للرد على المكالمات الهاتفية في إذاعة جبل لبنان، وكنت حينها في سن الـ16 من العمر، ليكتشف بعدها القائمون على البرامج صوتي الإذاعي، وهذه كانت نقطة تحول حقيقية في مسيرتي المهنية، ساعدتني إلى الوصول إلى التلفزيون ورسم مستقبلي المهني.

* هل أصبحت عند لحظة معينة على يقين بأنك اخترت الوظيفة الصائبة؟

- لطالما أحببت العمل في المجال التلفزيوني والإذاعي، ولم أفكر في أي لحظة من حياتي في التحول إلى أي عمل أو مهنة أخرى، العمل الإعلامي لا يمكن تعلمه، بل يجب أن يتحلى المرء بالمواصفات الإعلامية بالفطرة، ثم يأتي دور الدراسة والجامعة لتعزيزها وصقلها.

* ما أول برنامج قدمتِه؟

- في الإذاعة قدمت برنامجا بعنوان «المجتمع امرأة»، كان مخصصا لمقابلة النساء اللبنانيات الفاعلات في المجتمع، أما بالنسبة للتلفزيون، فأول برنامج قدمته كان على شاشة تلفزيون الـ«إم تي في» بعنوان «بدون موعد»، قابلت فيه الكثير من الفنانين اللبنانيين والعرب.

* ما أهم محطة في مسيرتك الإعلامية؟

- عندما قابلت السيدة فيروز، وصفت ذاك اليوم بعبارة «واقع أجمل من الحلم»، فلم تكن مقابلة عادية، لأنها اختارت حفنة من الصحافيين لزيارتها في منزلها، وطرح الأسئلة عليها من دون تدوين الأجوبة كتابة أو تسجيلا، فكانت هذه من أهم المحطات التي أعتز بها في حياتي، إضافة إلى مقابلة فنانين عمالقة مثل زياد الرحباني والراحلة وردة الجزائرية.

* ما حلمك الإعلامي الذي تودين تحقيقه قريبا؟

- أود الانفراد بتقديم برنامج تلفزيوني، فأنا سعيدة بمشاركة 3 مذيعات وصديقات في تقديم البرنامج الناجح «عيون بيروت» التي تقدمه قناة «أوربت»، ولكني في نفس الوقت أحب الانفراد بتقديم برنامج يسمح لي بالغوص في طرح الأسئلة على ضيف مهم.

* من كان قدوتك في الإعلام؟

- الإعلامي الراحل رياض شرارة والمذيعة غابي لطيف.

* من كاتبك المفضل محليا وعالميا؟

- عربيا، أقرأ للكاتب اللبناني أمين معلوف وأحب كتابه «صخرة طانيوس» وأحب أيضا كتابات إميلي نصر الله، وأحببت كتابها «طيور أيلول» وأحب أيضا أسلوب الكاتبة أحلام مستغانمي وقرأت لها كتابي «ذاكرة الجسد» و«فوضى الحواس». ومن الكتاب العالميين، أحب الكاتب البرازيلي باولو كويلو.

* من الشخصية الإعلامية، حسب رأيك، الأصلح كمثل أعلى يحتذى في الإعلام المرئي والمسموع في لبنان؟

- برأي لا تزال الإعلامية سعاد قاروط العشي من أهم الشخصيات الإعلامية في لبنان، كما أن ماغي فرح شخصية إعلامية فريدة من نوعها.

* كيف تنجحين في تقسيم وقتك بين التلفزيون والإذاعة؟

- أوقات عملي في الإذاعة لا تتعارض مع نمط عملي في التلفزيون، فبرنامجي الذي أقدمه على إذاعة «صوت البلد» هو برنامج صباحي، في حين أن عملي في تقديم برنامج «عيون بيروت» هو من نوع «التوك شو» أقدمه فترة ما بعد الظهر.

* ما عدد ساعات العمل التي تمضينها خلال الأسبوع؟ وهل ذلك يترك لك الكثير من الوقت لكي تمضيه مع الأسرة؟

- أقضي 18 ساعة في الأسبوع في تقديم برنامجي الإذاعي الصباحي، بالإضافة إلى 15 ساعة في الأسبوع أمضيها في تقديم برنامجي التلفزيوني. هذا هو واقع حياتي، اعتدت عليه، وأعشقه ولو أنه يتطلب مني الاستيقاظ باكرا، والعمل في أكثر من مكان في يوم واحد، كنت أفضل لو كنت أستطيع تمضية الوقت بشكل أكبر مع والدتي لكي أستريح من معاتبها اليومية، أما بالنسبة لعائلتي الصغيرة المؤلفة من زوجي وابني الوحيد سيزار، فأنا أقضي معهما أوقاتا كافية بالنسبة لابني المشغول بحياته الخاصة، فهو في الثالثة والعشرين من العمر.

* هل لديك فريق عمل خاص يساعدك في إعداد برنامجيك التلفزيوني والإذاعي؟

- أتولى عملية إعداد وتقديم برنامجي الإذاعي بنفسي، في حين يتولى فريق كامل من المحترفين إعداد برنامجي التلفزيوني.

* ما رأيك في الإعلام الجديد؟ وهل – في رأيك – سيحل محل الإعلام التقليدي؟

- الإعلام الإلكتروني مهم وسيأتي اليوم الذي يحل فيه مكان الإعلام التقليدي، ولكني لا أزال تقليدية بعض الشيء، وأفضل قراءة الصحف بطبعتها الورقية.

* هل في رأيك أنه من المهم، على نحو خاص، وجود الصحافي المتخصص بتغطية أخبار معينة، مثل أن تكون لديه معرفة خاصة بتنظيم القاعدة أو أفغانستان أو العراق؟

- الصحافي المتخصص عملة نادرة في العالم العربي، وهذا ما نجحت فيه صحيفة «الشرق الأوسط»، فكلما كان الصحافي على دراية بالموضوع الذي يناقشه استطاع الخروج بمادة إعلامية دسمة، فلا يمكن أن يناقش صحافي أو إعلامي غير مضطلع على الموضوع الذي يحاور فيه ضيفه وأن ينجح في تقديم معلومات جديدة إلا إذا كان متخصصا.

* ما المدونة المفضلة أو الموقع الإلكتروني المفضل بالنسبة لك؟

- في لبنان أتابع موقع «النشرة»، و«بصراحة»، و«ريل فايس تايم».

* ما نصيحتك للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟

- أنصحهم باختيار الإعلام، فقط إذا كانوا يعشقون هذا المضمار ويريدون الاستمرار فيه، فالصحافة هي فعلا مهنة المتاعب، ويجب أن تعشقها حتى تمتهنها وتستمر فيها، وأعتقد أن الصحافة المكتوبة هي من أصعب أنواع الصحافة على الإطلاق.

* هل تستطيعين وصف ما تعنيه عبارة الصحافي الناجح أو الإعلامي الناجح؟

- الصحافي الناجح هو الصحافي المهني والصريح الذي يستطيع في الوقت عينه أن يكون موضوعيا، وأحب الصحافي الجريء الذي يعرف حدوده في التعامل مع الغير.

* في رأيك، ما أنجح قصة إخبارية قدمتها حتى الآن؟

- أقدم حاليا فقرة في برنامجي الإذاعي أتابع فيها يوميات المواطن اللبناني، وأعتقد أنها مهمة جدا في المرحلة الحالية التي يمر بها لبنان، لأننا نلقي الضوء في هذه الفقرة أيضا على الجهود التي يقدمها أفراد الجيش اللبناني الذين يستحقون كل تقدير، لا سيما في ظل الأحداث المأساوية التي طالت أخيرا هذه المؤسسة الشريفة.