مراسلة «فوكس» في لندن: أتمنى مقابلة الرئيس الروسي.. بعد أن كنت زميلة ميدفيديف في الجامعة

إيمي كيلوغ جالت العالم من موسكو إلى طهران بحثا عن قصص فريدة

المراسلة أيمي كيلوغ
TT

تعتبر إيمي كيلوغ إحدى أبرز الإعلاميات الأميركيات في العاصمة البريطانية، ولكنها تتخذ من لندن منطلقا لتغطية أحداث من بغداد إلى موسكو. ومنذ أن التحقت بقناة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية عام 1999، جالت كيلوغ العالم لتغطي الأخبار لمحطة أميركية تجذب 2.07 مليون مشاهد بحسب «معهد نيلسون للبحوث الإعلامية». وكيلوغ تتمتع بخصال عدة جعلتها تنجح في مجال عملها، أبرزها رغبتها المتواصلة في التعلم من الآخر وطرح الأسئلة على كل من تلتقيهم سعيا للتعرف على كل ما هو جديد. كما أنها تتقن اللغات الروسية والإسبانية والفرنسية، مما يساعدها في تغطياتها الموسعة التي لا تنحصر فقط في لندن، بل شملت رحلات عمل إلى دول مختلفة، منها العراق وإيران وإيطاليا وروسيا. وتحدثت كيلوغ لـ«الشرق الأوسط» عن تجربتها وعن طبيعة عملها، مشددة على أن خصالا مثل التعاطف مع الآخر ضرورية ليكون الصحافي دقيقا في نقل أحداث من أبعد البقاع في العالم إلى مشاهديها. وفيما يلي نص المقابلة:

* كيف بدأت العمل صحافية؟ وفي أي لحظة تأكدت من أنك اخترت المسار الصحيح؟

- أنا أحمل درجة جامعية في الدراسات الروسية والشرق أوروبية. وكانت تغييرات هائلة وتاريخية تجتاح هذا الجزء من العالم مع انتهاء دراستي العليا، فبدا عالم الصحافة ملائما لي. لكن حصلت على موطئ قدم لي في هذا المجال عندما أتيحت لي الفرصة للعمل باحثة في برنامج «صباح الخير يا أميركا»، ولم أمنح فرصة كبيرة للاستفادة من معرفتي بروسيا والدويلات التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق. ولكن عندما وظفتني قناة «فوكس نيوز» لأكون مراسلة لها في موسكو عام 1999 أدركت أنني نجحت في تحقيق طموحاتي المهنية والشخصية.

* ما أول قصة إخبارية أعددتها - سواء أكانت مكتوبة أم مصورة؟

- كان أول عمل لي كصحافية في سكرانتون بولاية بنسلفانيا عام 1992. ولكن الحقيقة أنني لا أتذكر تحديدا موضوع أول قصة لي، لكني قدمت سلسلة كبيرة من التقارير الإخبارية المحلية، بدءا بسبات الدببة أسفل المنازل في بوكونوس، إلى الجرائم والأحداث المحلية. والتقيت خلال رحلاتي هناك أشخاصا رائعين.

* ما القصة التي تطمحين إلى تغطيتها قريبا؟

- دائما ما أسعد بالعودة إلى روسيا وأتمنى أن أنال الفرصة لإجراء مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد حضرت بالفعل فصلا دراسيا في الجامعة التي درس فيها الرئيس السابق (رئيس الوزراء الحالي) ديمتري ميدفيديف، وأعتقد أننا كنا زملاء رغم أننا لم نلتق. ولم يوافق الكرملين على طلباتي بلقاء ميدفيديف بشأن كيفية تغير المشهد الروسي منذ أن كنا في الجامعة معا، وأعتقد أنه كان من الممكن أن تكون مقابلة جيدة! عدا ذلك، فأنا أتوق للعودة الآن إلى إيران بعد انتخاب رئيسها الجديد (حسن روحاني). وأنا دائما ما أبحث عن قصص جيدة في العالم العربي، وخاصة تلك التي تغطي شبابا يتقدمون في مجال عملهم وفي مجتمعاتهم، كما أبحث عن فرص للقاء صناع القرار.

* من كاتبك المفضل: المحلي والدولي؟

- بالنسبة للمقالات الخاصة بمواضيع محددة، فأنا أحب توماس فريدمان (من صحيفة «نيويورك تايمز») ورولا خلف (من صحيفة «فايننشيال تايمز») ونسرين علوي (كاتبة إيرانية - بريطانية). وكنت أشد المعجبين بريتشارد بيستون، محرر الشؤون الخارجية في صحيفة «التايمز» اللندنية، الذي توفي في وقت مبكر من العام الحالي والذي أشتاق إليه كثيرا. كان صديقا حميما وكان يتمتع بعقل بارع.

* كم عدد الساعات التي تقضينها في العمل أسبوعيا؟ وهل يترك لك ذلك وقتا كافيا لحياتك الشخصية؟

- خلال فترات العمل المعتاد، ربما أعمل أربعين ساعة أسبوعيا في المكتب. لكني عندما أكون في مهمة صحافية أو أتعامل مع حدث إخباري متطور، تمتد ساعات العمل لما هو أكثر من ذلك. ونظرا لأنني أعد تقارير للمشاهدين في الولايات المتحدة، عادة ما يكون وقت إرسال المواد متأخرا، بالنظر إلى اختلاف التوقيت. والحقيقة أن كل الصحافيين، خاصة الذين يغطون مناطق جغرافية كبيرة وملفات عدة، يقضون جل أوقاتهم في متابعة الأحداث حول العالم، وغالبا ما يكون ذلك في أوقات الراحة. هناك الكثير من الوقت بالنسبة للحياة الخاصة. لكنه ليس بالضرورة في الوقت الذي تريده. والتغيير الفجائي للمواعيد بات جزءا من حياة كل صحافي.

* ما أكثر القصص التي تفتخرين بتغطيتها؟

- أعتقد أن القصص الإخبارية التي أفخر كثيرا بها كانت بعض القصص التي قمت بها في إيران قبل بضع سنوات. أنا دائما ما أسعد بقدرتي على إظهار الوجه الإنساني للأشخاص الذين تدخل حكومتهم في صراع مع الولايات المتحدة أو الغرب. أعتقد أنني كنت قادرة على القيام بذلك في بضع مناسبات. وهذه قصص لم تكن لها أجندة محددة، بل مجرد تجارب من حياة يومية لأناس عاديين.

* هل يمكن الاعتماد على «الإعلام الاجتماعي»؟ وهل يمكن أن يحل «الإعلام الجديد» محل «الإعلام التقليدي»؟

- «الإعلام الاجتماعي» رائع لتميزه ومتابعته للظواهر الحديثة، لكنه في الكثير من الأحيان يتطلب المزيد من التدقيق في الأخبار. وآمل ألا تستبدل وسائل الإعلام التقليدية بشكل كامل، وأن تكون هناك مساحة كبيرة للجميع.

* ما المدونة أو الموقع الإخباري الأفضل بالنسبة لك؟

- لائحة غاري سيك «الخليج 2000» وموقع مجلة «فورين بوليسي» الإلكتروني.

* ما النصيحة التي تقدمينها للصحافيين الشباب الذين يدخلون مهنة الصحافة؟

- ينبغي على الصحافيين الشباب أن يعلموا، في خضم هذا العمل الدؤوب والتغطية الإخبارية المتواصلة على مدار الساعة في عصرنا هذا، أن الضغوط التي سيتعرضون لها للعمل في سرعة وكفاءة ينبغي ألا تمنعهم من التدقيق في صحة المعلومات بشكل وثيق.

* من مثلك الأعلى في الصحافة؟

- أنا معجبة بالكثير من الصحافيين، لكن أفضلهم هم الذين يهتمون بالناس العاديين المتضررين من الأحداث، مثل الصحافية ماري كولفين التي توفيت بصورة مأساوية وهي تغطي القتال في سوريا العام الماضي.

* ما الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها كل صحافي؟

- الفضول. التعاطف. خفة الظل.