أخطاء الصحافيين وتصويباتها في تقرير مركز «بوينتر» الأميركي

تصحيحهم لأخبارهم أول دليل على مصداقيتهم

TT

من وقت لآخر يصدر مركز «بوينتر»، التابع لصحيفة «سانت بيترسبيرغ تايمز» في سانت بيترسبيرغ (ولاية فلوريدا) تقارير عن مصداقية الصحافيين الأميركيين، وغير الأميركيين، خاصة في مجالات مثل: تحري الخبر، توثيق الخبر، مصادر الخبر، وأيضا، تصحيح الخبر. ويقول المعهد إن تصويب الصحافيين لأخطائهم هو أول دليل على مصداقيتهم. وهنا، يعتمد المعهد على الصحف التي تنشر تصويبات، ويناقش الفروقات بين تصويب وتصويب.

* هجوم بنغازي أول مثال في التقرير هو خبر هجوم إرهابيين على القنصلية الأميركية في بنغازي، في ليبيا، قبل سنة ونصف السنة تقريبا، حيث قتل السفير الأميركي لدى ليبيا، وثلاثة من مساعديه. أثار الهجوم ضجة كبيرة في واشنطن، خاصة تبادل الاتهامات بين إدارة الرئيس باراك أوباما، وهيلاري كلينتون (وزيرة خارجيته في ذلك الوقت) وقادة الحزب الجمهوري في الكونغرس، والذين ضغطوا على أوباما وكلينتون لتشكيل لجنة تحقيق. وفعلا، تشكلت اللجنة، وحققت، وأصدرت تقريرا بأن شرطة أمن وزارة الخارجية الأميركية لم يقصر (وبالتالي، برأ التقرير هيلاري كلينتون).

لكن برنامج «60 دقيقة»، في تلفزيون «سي بي إس»، أذاع «خبطة صحافية»، مصدرها خبير الشؤون الأمنية ديلان ديفز، كذبت تقرير الخارجية. في وقت لاحق، تأكد أن الخبطة كانت كذبة. وذلك لأن ديفز، وأيضا تلفزيون «سي بي إس»، لم يكشفا معلومات مهمة، منها:

أولا: كان ديفز تعاقد مع الخارجية الأميركية للاشتراك في حماية سفاراتها وقنصلياتها.

ثانيا: كتب ديفز كتابا عن الموضوع، وأرسله إلى دار «سايمون آند شوستر» للنشر (كان يريد أن تكون المقابلة التلفزيونية معه دعاية لكتابه).

ثالثا: كذب ديفز في حديثه مع تلفزيون «سي بي إس». وكذب في مسودة كتابه. وجاء دور تلفزيون «سي بي إس» لتصويب هذه الأخطاء. وعن هذا، قال تقرير مركز «بوينتر»: «كان أول خطأ هو في التصويب نفسه، حيث صدر بيان أنكر الخطأ في الخبر. وكان ثاني خطأ هو منع المسؤولين في البرنامج من الحديث إلى الصحافيين عن الخبر. وكان ثالث خطأ هو تشكيل لجنة تحقيق داخلية تحت إشراف جيف فيغار، مدير الأخبار الذي يشرف على البرنامج».

* اسم الصحيفة وأشار تقرير معهد «بوينتر» إلى تصويب صحيفة «كورنيكل هيرالد» الكندية خطأ في اسم الصحيفة نفسها في عدد اليوم السابق. سمت الصحيفة نفسها «كروينيكل هيرالد» وعندما صوبت الخطأ، كررت الخطأ. ليس ذلك فحسب، بل إن الخبر كان عن فوز الصحيفة بست جوائز صحافية محلية.

* جيمس بوند وهناك اعتذار مجلة «بيبول»: «يوم 16 سبتمبر (أيلول)، نشرنا مقابلة (خاصة) مع السير روجر مور (الذي لعب دور جيمس بوند في أفلام الجاسوسية الشهيرة). وقال فيها إنه، في حياته الحقيقية، عاشر نساء أكثر من جيمس بوند في الأفلام. الآن، نحن نوافق على أن السير روجر لم يتحدث معنا. نحن نعتذر لأي إحراج أو مشاكل نفسية بسبب هذا. ونحن وافقنا على دفع تعويض مالي، ودفع التكاليف القضائية..».

* صورة امرأة وهناك اعتذار صحيفة «تورونتو ستار» الكندية: «يوم 23 أبريل (نيسان)، نشرنا خبرا بأن عضو البرلمان مارغريت بيست سافرت إلى المكسيك لقضاء إجازة طبية، ومع الخبر صورة لها. الآن، نعتذر، ونقول إن الصورة لم تكن خلال إجازتها هذه، ولكن الصورة من صفحتها في (فيسبوك)، من إجازة كانت قامت بها عام 2008. نعترف بأننا لم نلتزم بمبادئنا الأخلاقية الصحافية..».

* أين الحب؟

وهناك تصويب صحيفة «تامبا باي تايمز» (تصدر في نفس منطقة معهد «بوينتر» في ولاية فلوريدا): «نشرنا جزءا من حوار عن فيلم «ستار وورز» (حروب النجم)، فيه أن المذيع سأل صحافية «هل تبحثين عن الحب في الأماكن الخطأ؟» لكن، الحقيقة هي أن المذيع سألها «هل تبحثين عن الحب في الديران؟ (مكان في الفضاء الخارجي أشار إليه الفيلم). نحن نعتذر عن الخطأ، والذي سببه جهل الصحافي الذي نقله بتفاصيل الفيلم..».

* «نيويورك تايمز» اعتذار من صحيفة «نيويورك تايمز»: «يوم الأحد الماضي نشرنا مقابلة مع المخرج السينمائي مورغان سبيرلوك، تحدث فيها عن فيلمه (مانسون)، ونحن قلنا إن الفيلم عن تشارلز مانسون، الهيبي المشهور الذي قتل نجمة سينمائية في هوليوود، وهو الآن في السجن المؤبد. الحقيقة هي أن الفيلم عن الرجال الذين يتجملون مثل النساء. وقلنا، أيضا، إن اسم الشركة السينمائية هو (سايكو) - اسم فيلم مشهور - الحقيقة هي أن اسم الشركة هو (سيكو)».

* «أسوشييتد برس» أما «أسوشييتد برس» فنشرت «يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول)، نشرنا خبر هجوم على مكتب عضو في الكونغرس قام به ناشطون يؤيدون إصدار قانون يسمح بتعاطي مخدر (ماروانا). الحقيقة أنهم ناشطون يدعون لنظافة البيئة. ويشنون حملة على شركة (مونسانتو) التي تتاجر في بذور المحاصيل، ويتهمونها بتصنيع بذور غير صحية..».

* اعتذار «نيويورك تايمز» «نشرنا يوم 20 سبتمبر (أيلول) نعيا للياباني هيروشي ياموشي، رئيس شركة (نينتندو) للألعاب الإلكترونية، جاء فيه أن فيديو لعبة (سوبر ماريو) هو عن أخوين يعملان في مجال تنظيف المراحيض. الحقيقة هي أنهما يعملان في مجال إصلاح المراحيض..».

* «واشنطن بوست» «يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول)، في تقرير عن قاعدة غوانتانامو، نشرنا أن ضابط البحرية الأميركية روبرت دوراند (ضخم). كان يجب أن نقول إنه (صاحب عضلات كبيرة)».

* روايات دعارة صحيفة «نيويورك تايمز»: «يوم الاثنين، في خبر عن المنافسات الانتخابية في ولاية كولورادو، نشرنا أن بيرني هيبرين، الذي يشترك في المنافسة، يتخصص في تأليف روايات عن الدعارة. في الحقيقة، هو عضو مجلس بلدية في الولاية. غير أن جاكسين بيبز، التي اشتركت في المنافسات، ثم انسحبت، كانت تكتب روايات عن الدعارة، ثم تحولت إلى سياسية..».

* هوارد كيرتز هوارد كيرتز واحد من أشهر الصحافيين المتخصصين في أخبار الصحافة. كان مشهورا في صحيفة «واشنطن بوست»، ثم تقاعد، وبدأ يتعاون مع مؤسسات صحافية، منها تلفزيون «سي إن إن»، وموقع مجلة «نيوزويك» الذي تحول إلى موقع صحيفة «ديلي بيست». لكن، مؤخرا، فصلته الصحيفة، واتهمته بنشر أخبار غير صحيحة. ويبدو أن هناك سببا آخر هو عداء شخصي مع تينا براون، الصحافية الأميركية البريطانية التي ترأست تحرير صحف أميركية مهمة، وهي الآن رئيسة تحرير صحيفة «ديلي بيست». قالت إنها فصلت كيرتز ليس فقط لأنه ينشر أخبارا كاذبة، ولكن، أيضا، لأنه لا ينشر تصويباتها.

بعد فصله، كتب كيرتز في صفحته في موقع «تويتر»: «حاولت تينا براون إنقاذ مجلة (نيوزويك). وفشلت. والآن، تحاول إنقاذ صحيفة (ديلي بيست)». وسارعت تينا براون، وردت عليه «كذبة أخرى. ألم أفصلك لأنك كتبت سلسلة أكاذيب؟..».