كارل روف يثير ضجة إعلامية بعد حديثه عن إصابة هيلاري كلينتون بـ«تلف دماغي»

تساؤلات حول علاج استمر لأكثر من 30 يوما مع فترات نقاهة متقطعة

TT

في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2012 سقطت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة الرئاسية في الانتخابات المقبلة هيلاري كلينتون مغشيا عليها في بيتها في واشنطن دي سي، بحسب التقارير الطبية. وعانت كلينتون من تجلط دموي خلف أذنها اليمنى في المنطقة الفاصلة بين الجمجمة والدماغ. ومكثت في المستشفى لما يقارب 30 يوما، وتلت ذلك فترات نقاهة متقطعة، وبعد أن استعادت عافيتها خرجت للعلن وهي ترتدي نظرات سميكة يرتديها عادة من يصاب بالظروف الصحية الحرجة نفسها التي مرت بها.

حالة كلينتون الصحية جلبت حينها تعاطفا شعبيا وحتى سياسيا داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ولكن كل هذه القصة التي تجلب التعاطف تحولت هذه الأيام لتكون القصة الصحافية الأشهر والأكثر تداولا هذه الأيام بعد أن قال كارل روف، المستشار والمخطط الجمهوري الشهير، في مؤتمر صحافي نقلته جريدة «نيويورك بوست» مع تساؤل حول أن كلينتون تعاني من تلف المخ، ما يعني أن خلايا المخ متضررة وغير قادرة على العمل.

وعلى الرغم من نفي روف أنه تلفظ بالتشخيص «تلف في المخ» فإنه ظهر في حديث مع قناة «فوكس» الأميركية وأصر على أن كلينتون لم تكن صريحة فيما يخص حالتها الصحية، وأشار إلى أنها اضطرت للدخول في مرحلة علاجية استمرت لأكثر من 30 يوما، وظهرت بعدها وهي ترتدي تلك النظارات التي لا يرتديها سوى المصابين بأضرار في الدماغ، وطالبها بأن تكشف عما حدث. وأضاف أنها لم تكن أبدا صريحة عن وضعها الصحي.

السبب الذي دفع روف لإحداث هذه الضجة الإعلامية المثيرة للجدل هو محاولة منه للتقليل من حظوظها في الانتخابات الرئاسية التي ستلعب فيها المنافس الديمقراطي الذي من الصعب هزيمته من قبل الحزب الجمهوري المتطلع لاستعادة البيت الأبيض. تشخصيها بـ«تلف في المخ» سيجعلها تبدو غير مؤهلة صحيا لتكون الرئيس المقبل الذي يجب أن يكون في كامل قواه البدنية والذهنية، وهو يحتل المنصب الأهم في الولايات المتحدة الأميركية، وربما العالم.

تصريحات روف المخطط لها بعناية أثارت سخط الديمقراطيين، وكان أولهم زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي ظهر في أحد المؤتمرات وهو يقول: «إنهم اتهموها في البداية بأنها ادعت أنها أصيبت بالإغماء، وهم الآن يقولون إنها مصابة بتلف دماغي». بعض الجمهوريين تحدثوا في وقت سابق عن هذا الادعاء حتى لا تخضع للمساءلة فيما يخص قضية الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية. خطة روف كانت تهدف إلى زرع هذه الفكرة في وسائل الإعلام وجعلها مثار السؤال والتداول، وتحويلها إلى قصة يرددها الناس، وهو الأمر الذي نجح فيه باقتدار. الأمر الذي زاد من فاعلية هذه القصة هو التناول الإعلامي المكثف لها، حيث اتخذ الصحافيون مواقف إما مؤيدة أو معارضة لتصريحات روف. المذيع الشهير في محطة «سي إن إن» جوف كنغ وصف تصريح روف بـ«الصادم والمزعج». الجمهوري الشهير نيوت غينغريتش هاجم روف على تصريحاته واصفا روف بأنه يمثل النوعية السيئة من المستشارين للجمهوريين، مشيرا إلى أن تركيزه على القضايا الشخصية سيرتد سلبا على الحزب الجمهوري.

البيت الأبيض تدخل عبر متحدثه الرسمي جاي كارني الذي قال إن روف هو آخر من يعرف بالحقائق، مشيرا إلى قصة رفضه لفوز أوباما بإعادة الانتخاب رغم معرفة الجميع بذلك.

فريق كلينتون قام بالرد على روف بالقول بـأنه يحصل على الحقائق بالطريقة الخاطئة. يبدو أن روف أرادها منذ البداية ضجة إعلامية تتسع يوما بعد آخر، وقد حقق هدفه بنجاح.