بريطانيا: المشروع الفلسطيني وزوجة كلوني.. على رأس أولويات الصحافة

الإعلام الأميركي: بداية عام جديد بأخبار سعيدة وحزينة

TT

رغم اهتمام البريطانيين ببداية عام 2015، اهتم الإعلام البريطاني أيضا بأخبار داخلية وخارجية من المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن، إلى أعداد القتلى في سوريا، وزوجة كلوني المحامية أمل علم الدين، التي تخوفت من اعتقالها في مصر، بسبب دفاعها عن صحافيي «الجزيرة» المعتقلين في مصر.

وقبل أن يطوي عام 2014 صفحته، كتب لبن لينفيليد في صحيفة «إندبندنت» مقال «القيادة الفلسطينية تعاني من أزمة استراتيجية». وقال كاتب المقال إن «تصويت مجلس الأمن الدولي ضد مشروع صاغه الفلسطينيون لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بنهاية عام 2017، وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام أزمة تتلخص بالبحث عن طرق للحفاظ على الآمال المتعلقة بحصول الفلسطينيين على دولتهم، وتأكيد ارتباطه بشعبه، وقال إن القيادة الفلسطينية تعاني أزمة استراتيجية وقراءة في الأزمات المتوقعة وغير المتوقعة التي شهدها عام 2014».

وأضاف لينفليد أن الرئيس عباس أكد مرارا نيته تقديم طلب عضوية للمحكمة الجنائية الدولية، في حال تم رفض المشروع الذي تقدم به الأردن لمجلس الأمن، إلا أنه سيكون غير مستعد الآن للقيام بهذه الخطوة». ونقل لينفيليد عن الصحافي الفلسطيني طلال عوكل من صحيفة «الأيام» الفلسطينية أن «الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية الآن يعني أننا ذاهبون باتجاه صراع مفتوح مع الإسرائيليين»، مضيفا أن «عدم الانضمام لهذه المحكمة يعني أيضا التخلي عن مصداقية رئيس فلسطيني يعاني من قلة شعبية، وليس لديه إنجازات عظيمة يتباهى بها أمام شعبه خلال العشر سنوات التي أمضاها في سدة الرئاسة».

ونشرت صحيفة «إندبندنت» تحقيقا تقول فيه إن موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» يرفضان حجب مئات المنشورات الحاقدة على المسلمين، رغم احتجاج المنظمات المناهضة للعنصرية.

وأشارت «إندبندنت» إلى ارتفاع عدد المنشورات التي تتهم المسلمين بالاغتصاب وبالاعتداء الجنسي على الأطفال، وتشبههم بالسرطان.

ولعل أخطر المنشورات (حسب الصحيفة) تلك التي تدعو إلى إعدام مسلمي بريطانيا، ورغم ذلك لا تزال حسابات متداولي المنشورات مفتوحة على موقعي «فيسبوك» و«تويتر»، ولم تُحجب منشوراتهم أيضا. وتضيف الصحيفة أن إدارة «فيسبوك» تلقت تقارير عن هذه المنشورات، ولكنها أجابت بأن محتواها لا يخالف قواعد النشر على الموقع. وذكرت الصحيفة أن موقع «تويتر» أكد أنه ينظر في جميع التقارير لانتهاك قواعد النشر، التي تمنع الإساءة المستهدفة، والتهديد بالعنف ضد الآخرين.

ونقلت «إندبندنت» عن فياز موغال، مدير منظمة تُعنى بقضايا الأديان قوله إن «فيسبوك» و«تويتر» يتلقيان باستمرار تقارير عن منشورات تدعو للكراهية ضد المسلمين، مضيفا أن مجموعة «بريطانيا أولا» اليمينية المتطرفة تستغل «فيسبوك» و«تويتر» لحملاتها الدعائية ضد المسلمين.

وتابع موغال يقول، في حديثه لـ«إندبندنت»: «لو أن المستخدمين نشروا آراء بمثل هذه الكراهية يدعون فيها (لإعدام) مواطنين بريطانيين من الجنس الأبيض، أو أنهم شبهوا اليهود بالسرطان، لمنعوا من النشر». وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة البريطانية كشفت في أكتوبر (تشرين الأول) عن تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن، بنسبة 65 في المائة، خلال 12 شهرا الماضية. وجاء في حوار صحافي أجرته صحيفة «غارديان» مع المحامية اللبنانية أمل كلوني، زوجة الممثل الأميركي الشهير، أن السلطات المصرية هددتها بالاعتقال في القاهرة. وتدافع أمل كلوني عن أحد صحافيي قناة «الجزيرة» المعتقلين في مصر. وقالت لصحيفة «غارديان» بعد حضورها جلسة المحاكمة إن الصحافيين الـ3 ضحايا عيوب القضاء المصري نفسها، التي وجدتها في تقرير 2014 عن المحاكم المصرية.

وقالت المحامية في حديثها للصحيفة إن السلطات المصرية منعتها من إعلان التقرير في القاهرة: «وقالوا لي: هل التقرير ينتقد الجيش والقضاء والحكومة؟ فقلت لهم: نعم. فقالوا لي: أنتِ مهددة بالاعتقال». ودعت المحامية آمال كلوني في التقرير إلى التخلص من الممارسات التي «تسمح للمسؤولين بانتقاء قضاة معينين لقضايا سياسية معينة»، إلا أن مصادر أمنية مسؤولة بمطار القاهرة أكدت عدم وجود أوامر بالقبض على المحامية الحقوقية «أمل علم الدين» زوجة كلوني، بسبب انتقادات وجهتها للسلطات المصرية.

وقالت المصادر المسؤولة للوكالة الألمانية، أمس (السبت)، إنه من خلال مراجعة جداول الممنوعين من الدخول أو الضبط والإحضار لم يُعثر على اسم «أمل علم الدين» على تلك الجداول، لذلك لا توجد أي موانع من دخولها البلاد دون توقيف». وأشارت إلى أن وضع أسماء المنع أو الضبط والإحضار تأتي بناء على أحكام قضائية أو قرارات من جهات أمنية لتورط أصحابها في أعمال إجرامية، أما الانتقادات أو التقارير الإعلامية فلا تتسبب في ذلك، كما أن السلطات المصرية لا تحذر أحدا أو تهدده بسبب انتقادات وجهها إلى بعض المؤسسات بالدولة، و«هذا ادعاء غير صحيح».

ونشرت «تايمز»، أول من أمس، مقالا تتحدث فيه عن معاناة الشعب السوري بسبب الحرب التي «دمرت كل شيء. وتقول (تايمز): ليس هناك طريقة لكسب المال أفظع من تكديس بشر يائسين في باخرة، وأخذ مدخراتهم كلها ثم، التخلي عنهم وسط مياه البحر في البرد الشديد». وتشير الصحيفة إلى إنقاذ 1200 لاجئ سوري في البحر الأبيض المتوسط هذا الأسبوع.

وتضيف أن هؤلاء اللاجئين ضحايا المهربين المحتالين الذين يتاجرون بالبشر، وضحايا بشار الأسد «الذي يشن حربا على شعبه منذ 4 أعوام». وتدعو «تايمز» في مقالها الدول الأوروبية وبريطانيا تحديدا إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة السوريين، الذين يعيشون إما لاجئين أو نازحين عن مناطقهم بسبب المعارك».

وفي صحيفة «تايمز»، كان هناك أيضا مقال لافت يتناول ظهور علامات تقدم العمر لدى رؤساء الولايات المتحدة بعد مرور فترة بسيطة على توليهم مناصبهم.

وقال التقرير إن الرؤساء الأميركيين يشيخون أسرع مرتين من أقرانهم الذي يعملون في مهن أخرى، وذلك بسبب الإجهاد وضغط العمل وجدول أعمالهم المزدحم.

وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ظهرت عليه أولى علامات تقدم العمر، وغزا الشيب شعره بعد مرور 44 يوما على انتقاله إلى البيت الأبيض، مضيفا أن حلاقه الخاص اضطر إلى تكذيب الشائعات التي اتهمته بصبغ شعر الرئيس بخصلات بيضاء، بغية إظهار للعالم أنه رجل دولة بامتياز.

وألقى التقرير الضوء على دراسة قام بها البروفسور أوشينكسي من جامعة إلينوي في شيكاغو، حيث استخدم برنامجا على الكومبيوتر ليعطي العمر التقريبي لأوباما، مستندا إلى مجموعة هائلة من الصور الفوتوغرافية له، وتوصل أوشينسكي إلى أن أوباما «يبدو أصغر بكثير من عمره الذي قارب 53 عاما».

وأوضح البروفسور أنه بعد دراسة تحليلية للرؤساء الأميركيين الذين ماتوا جراء عوامل طبيعية، مستثنيا منهم 4 رؤساء تم اغتيالهم، فإن الرؤساء الأميركيين يشيخون أسرع مرتين من الرجال العاديين، إلا أنهم يعيشون مدة أطول بسبب التأمينات الصحية.

وفي في الأسبوع الماضي، اهتم الإعلام الأميركي باحتفالات بداية العام الجديد، لكن، طبعا، لم تتوقف الأخبار، السعيدة والحزينة. غير أن غياب الرئيس باراك أوباما وأعضاء الكونغرس عن واشنطن (سيعودون هذا الأسبوع) قلل كثيرا التغطية السياسية.

مع بداية الأسبوع، ورغم انشغال الأميركيين باحتفالات بداية العام الجديد، اهتم الإعلام الأميركي بأخبار خارجية أثارت الانتباه. وخاصة في المواقع الاجتماعية في الإنترنت؛ بسب كثرة التعليقات (عادة، تزيد التعليقات خلال الإجازات). وكانت هناك تعليقات كثيرة من غير أميركيين، مثل خبر سيطرة خفر السواحل الإيطالي على سفينة شحن كان قد خربها وتخلى عنها المتاجرون بالبشر، وسماسرة نقل المهاجرين غير القانونيين. كانت السفينة تحمل ما يقرب من ألف شخص، معظمهم من اللاجئين السوريين. وكانت تواجه خطر تحطمها على صخور الساحل الإيطالي. وبينما دعا البعض في المواقع الاجتماعية إلى أهمية «القانون والنظام»، ومنع دخول غير القانونيين، قال البعض إن هذا «انتقام» الشعوب العربية والإسلامية، وذلك بتخطيط «غزو» أوروبا، رغم أنه غزو اضطراري وعشوائي.

وبدأ الأسبوع أيضا بتغطيات إعلامية أميركية لكوارث خارجية، منها سقوط طائرة تابعة لشركة «أشيا إير»، خلال عواصف رعدية، فوق بحر جاوة، في الرحلة رقم 8501، بعد أن فقدت الاتصال مع مركز المراقبة الجوية. وكانت أقلعت من مدينة سورابايا الإندونيسية في طريقها إلى سنغافورة مع 162 شخصا كانوا فيها.

تابع الحادث تلفزيون «سي إن إن» أكثر من غيره (صار يسمى «تلفزيون الكوارث» لأنه يركز عليها؛ داخليا، مثل الاشتباكات العنصرية، وخارجيا، مثل هذه).

وأيضا، تابع خبر حريق في عبارة كانت تبحر بين اليونان وإيطاليا، وكان فيها 411 راكبا و5 من أفراد الطاقم. كان الاعتقاد أنها عبارة تنقل مهاجرين غير قانونيين، لكن، يبدو أنها غير ذلك، رغم شكوك في أسباب الحريق.

وفي منتصف الأسبوع، عاد النقاش في الإعلام الأميركي عن الصراع (ربما الأبدي في الولايات المتحدة) بين الليبراليين واليمينيين. وذلك بمناسبة وفاة ماريو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، وعمره 82 عاما. قال تلفزيون «فوكس» اليميني إن كومو «لم يكن ليبراليا، بل كان اشتراكيا». في الجانب الآخر، قدم تلفزيون «سي إن إن» الليبرالي سلسلة برامج عنه، منها خطاب حماسي ألقاه عام 1984 في عهد الرئيس ريغان الجمهوري.

ومع إغلاق «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك) لآخر يوم في العام الماضي، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» ما سمته «أسعد خبر في العام»: سجلت البورصة أرقاما قياسية عالية، وللعام السادس على التوالي.