مدينة دبي للإعلام توقف بث «الفيحاء» وتشدد على أنه لأسباب تعاقدية

مدير المدينة: المسألة قانونية وليست آيديولوجية > القناة: لا تعليق

TT

بعد شهور على تحذيرات كانت وجهتها مدينة دبي للاعلام لقناة «الفيحاء» العراقية، أوقفت المدينة بث القناة بالفعل وذلك بعد رفض تجديد رخصتها بسبب «خرق الأخيرة شروط العقد الذي كان بين الطرفين» وذلك وفق ما علمت «الشرق الأوسط» من متحدث باسم المدينة اوضح ان قناة الفيحاء منحت ترخيصا لكي تبث من مدينة دبي للاعلام فيما هي تبث من امارة عجمان، وبالتحديد من استديوهات قناة عجمان. وهو ما يعني ان القناة كانت تريد البث من دبي فيما تضع استديوهاتها في عجمان (على الارجح بسبب انخفاض كلفة الاستئجار هناك مقارنة بدبي) وهو ما اعترضت عليه مدينة دبي الاعلامية.. الا ان شائعات عدة في الوسط الاعلامي حاولت جعل الموضوع يبدو وكأنه مذهبي أو طائفي باعتبار ان القناة العراقية موصوفة بأنها «شيعية».

على كل حال أغلقت القناة وتوقفت عن البث منذ اكثر من اسبوع، وفي الوقت الذي يؤكد مسؤولو مدينة دبي الاعلامية أن قرارهم هو قرار اداري تماما، نفوا ما تردد من وجود أي اعتبارات مذهبية في مسألة عدم تجديد رخصة القناة ورفضهم السماح لها بالبث من جديد من دبي.

ووفقا لموقع قناة الفيحاء الالكتروني فقد قطعت مدينة دبي للإعلام بث قناة الفيحاء، بعد امتناع السلطات الاعلامية عن الموافقة على التجديد لإجازة بثها «دون الإبلاغ عن أسباب عدم تمديد رخصة البث التي يتم تجديدها سنويا لكل القنوات الفضائية».

وتعود قصة منع قناة الفيحاء من البث إلى ثمانية أشهر مضت حين برر محمد الطائي مدير الفيحاء العراقية هذا الخرق التعاقدي بضيق المساحة التي منحتها المدينة الإعلامية في دبي للقناة خلال حديث سابق مع «الشرق الأوسط» قال فيه «لم نعترض على المكان لأننا لو اعترضنا عليه فلن نحصل على الرخصة لكننا طالبنا بعد ذلك بتخصيص مساحة أكبر، أجابونا في المدينة بأنه لا توجد مساحة أكبر، فإما نرضى بالمكان الأول (الغرفة والصالة) أو لا مكان».

ولكن الطائي رفض هذه المرة الرد على تساؤلات «الشرق الأوسط» حول خطوة القناة المستقبلية بعد قرار الإغلاق، متحفظا عن التعليق على خطة القناة للبث من جديد ومن أين ستبث، ومضيفا ان أي تصريح له سيكون موجودا على موقع القناة الالكتروني. وبحسب الموقع فإن القناة ستعود قريبا إلى البث من جديد بعد أن يتم نقل أجهزة المحطة الجديدة الى العراق، وأن القناة لم تخالف قوانين وضوابط الاعلام المتعارف عليها كما انها لم تخالف ضوابط الاتفاقية أو شروط العقد بينها وبين مدينة دبي للاعلام «رغم ان محاولات الاغلاق تكررت اكثر من مرة».

إلا أن محمد الملا مدير مدينة دبي للإعلام أكد لـ «الشرق الأوسط» أن الخلاف مع الفيحاء الفضائية دار فقط حول المخالفات التعاقدية التي ارتكبتها القناة مع إدارة المدينة «الفيحاء كانت تعلم مسبقا قبل توقيع العقد مع إدارة المدينة بالمساحة التي تم تخصيصها لها ولم يبدوا أية اعتراضات بهذا الخصوص، وقد تلقت الفضائية العراقية ستة تنبيهات بضرورة انتقالها إلى مدينة دبي للإعلام من مقرها في منطقة استديوهات عجمان التي قامت بالاستئجار فيها هناك، كون عقد الأخيرة كان مع مدينة دبي للإعلام فلا بد أن تبث القناة من المدينة نفسها وعلى هذا ينص العقد».

وحول ما تردد بأن الضغوط التي تلقتها الفيحاء الفضائية والإجراءات التي قد يصفها البعض بالتعسفية كانت بسبب أن الأخيرة «قناة فضائية شيعية»، قال الملا ان إدارة المدينة لم تتدخل يوما في أي محتوى وسيلة إعلامية سواء كانت مطبوعة أم مرئية وقال «مدينة دبي للإعلام تحوي قرابة 450 مطبوعة و145 قناة تلفزيونية فهل اشتكى احد من أية تدخلات لإدارة المدينة في سياسة أية قناة أيا كانت؟ نحن نحترم كافة الاَراء ومسألة الخلط بين المخالفات القانونية لشروط أية عقود بين المدينة وأية وسيلة إعلامية والخط الآيدولوجي لهذه القناة مسألة مستبعدة تماما بالنسبة لنا»