هل انتهت معركة تحديد نظام الـ «دي في دي» المستقبلي؟

تفضيل استديوهات وارنر بروذرز لـ «بلو راي» من سوني صفعة في وجه أقراص «اتش دي» المنافسة

بعد سنوات من التطوير بات واضحا ان المستقبل سيكون لاحد نظامي «بلو راي» او «اتش دي دي في دي» الفائقي الجودة (خدمة كي ار تي)
TT

تكاد حرب الـ «دي في دي» فائق الجودة تشارف على الانتهاء، فقد مال صراع هوليوود حول أي من التقنيتين ستحل محل ال دي في دي التقليدي في صالح شركة سوني هذه اليوم. بعدما قررت شركة وارنر بروذرز اختيار اقراص «بلو راي» بدلا من النظام المنافس «اتش دي – دي في دي»، وتكاد تكون هذه المعركة نسخة مكررة لمعركة نظام «في اتش اس» مع بيتاماكس في الثمانينات. وهذه المرة يبدو ان منتج سوني هو الذي انتصر.

وقال ريتشارد دوهرتي مدير الابحاث في مجموعة «انفجنيرينغ غروب» وهي شركة ابحاث تسويق في سيفورد بولاية نيويورك «الرأي الغالب في القطاع هو ان ذلك يقر اختيار نظام «بلو راي».

ويقف وراء قرار وارنر بروذرز المخاوف المنتشرة في القطاع بخصوص سوق التسلية المنزلي الضعيف الذي الحق اضرارا كبيرة بسوق السينما في السنوات الاخيرة مع انتشار القرصنة والمنافسة من العاب الكومبيوتر والانترنت، والتكلفة المتزايدة التي اثرت على الارباح. ويتكهن المحللون بأن مبيعات الـ «دي في دي» المحلي قد انخفضت بنسبة 3 في المائة في العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيا الى التشويش في الاسواق بسبب الاطر المختلفة المتوفرة في الاسواق. الا ان ذلك لا يعني ان «اتش دي دي في دي» قد انتهى. فكل من «بارامونت بيكترز» و«يونيفرسال بيكترز» لديهما عدة عقود للاستمرار في اصدار افلامهما بالاضافة الى «دريم وورك» للرسوم المتحركة. وستستمر وورنر بروذرز وهي جزء من مؤسسة تايم وورنر، في اصدار افلامها على النظامين حتى نهاية شهر مايو.

الا ان تأييدها لنظام بلو راي يعني ان ورنر بروذرز وهي اكبر مشارك في سوق التسلية المنزلي العالمي الذي يصل حجمه الى 42 مليار دولار، يعني انه من المستحيل على «اتش دي في دي» استرداد قوة الدفع التي حصلت عليها في البداية.

وبينما لا تهم تفاصيل الصراع بين النظامين الا العاملين في ذلك المجال، فإن نتائج تنعكس على المستهلك. فالمستهلك ممتنع عن شراء اجهزة فائقة الجودة في انتظار الافلام المتوفرة. وتشتكى محلات البيع بالتجزئة من انها مضطرة لتوفير مكان في محلاتها لثلاثة انواع من دي في دي. كما اجل قطاع السينما الاستفادة من سوق جديد جذاب قيمته مليارات الدولارات. وتباع الاقراص عالية الجودة بسعر يزيد 25 في المائة اكثر من الاقراص العادية.

وقال باري مايير الرئيس التنفيذي لوورنر بروذرز «ان التركيز على نظام واحد امر شعرنا بأنه ضروري لصحة القطاع».

وبالاضافة الى سوني، يوجد كونسورتيوم من شركات صناعات اليكترونية اخرى تدعم «بلو راي». وبالنسبة لسوني يعتبر قرار وورنر فرصة لإعادة كتابة التاريخ: فقد تراجع وضع الشركة بالنسبة لنظام بيتاماكس في اسواق المستهلكين في الثمانينات، حيث اختفى تدريجيا من الاسواق لأن المستهلك لم يجد كميات كافية من الافلام تعمل على نظام بيتاماكس لأن معظم الاستديوهات طرحت افلامها على نظام في اتش اس.

ومع دعم وورنر لنظام بلو راي اصبح يسيطر على 70 في المائة من السوق حيث تطرح كل من وولت ديزني وفوكس للقرن العشرين وام جي ام وسوني افلامها على نظام بلو راي. وستطرح وورنر بروذرز بعض افلامها الكبرى في العام الحالي على نظام بلو راي.

وذكرت شركة توشيبا في بيان لها انها «تشعر بالدهشة» و«بالاحباط» من قرار وورنر. واضاف البيان اننا «سنقيم التأثيرات المحتملة لهذا البيان مع الشركات الاخرى الشريكة في «اتش دي دي في دي». وقد بذلت كل من توشيبا وسوني جهدا كبيرا لضم وورنر بروذرز لصفها. فقد بعثت توشيبا بيوشهيدا فوجي المسؤول التنفيذي المسؤول عن نظام «اتش دي دي في دي» لاستديوهات وورنر ثلاث مرات في الشهور الاخيرة. بينما ضغطت سوني على وورنر ضغطا اكبر فقد بذل هورد سترينغر الرئيس التنفيذي لسوني جهدا كبيرا لإقناع جيفري بوكس الرئيس التنفيذي الجديد لتايم وورنر.

وتجدر الاشارة الى ان المال كان موضوعا في المنافسة. فقد عرضت توشيبا دفع حوافز ضخمة لوورنر لكي تختار نظامها، مثلما دفعت لبارامونت ودريم ووركس 150 مليون دولار على شكل حوافز مالية، طبقا لمديرين تنفيذيين لديهما معلومات عن المحادثات، ولكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتهما.

وتجدر الاشارة الى ان ايهما افضل تقنيا كان موضوعا للنقاش الحاد في هوليوود والدوائر الاليكترونية لسنوات. فأجهزة «اتش دي دي في دي» ارخص كثيرا من اجهزة بلو راي، الا ان اقراص بلو راي ذات قدرة تخزينية اكبر وقدرة متقدمة على الحماية ضد القرصنة.

وقد تعرض المستهلك لضغوط تسويقية كبيرة من الجانبين خلال فترة العطلات الاخيرة. فوول مارت في اطار حملة ترويجية كان يبيع اجهزة توشيبا بسعر 100 دولار. وردت سوني وشريكها في البيع «بست باي» على ذلك بتخفيض اسعار اجهزة بلو راي، ولكن ليس على نفس المستوى. وبالرغم من ذلك فقد حققت بلو راي تقدما في المنافسة منذ شهر اغسطس. فقد تفوقت مبيعات الافلام المطروحة على نظام بلو راي اكثر من نظام «اتش دي دي في دي» بنسبة 2 الى1.

* خدمة «نيويورك تايمز)