مذيع تلفزيون أميركي «يبيع جلده»

مرضه حوله من أسمر لأبيض.. فاستقطب مشاهدين جدداً وقصته من أفضل الكتب مبيعا

يبدو طبيعيا في الاستوديو بعد وضعه لطبقات من المكياج («الشرق الأوسط»)
TT

قبل ان يلاحظ مشاهدو «فوكس 2» التي تبث من مدينة ديترويت في ولاية ميشغان ما حدث، تحدث «ليي توماس» مقدم البرامج الترفيهية والصحافي في القناة، عن حكاية تحوله من «مذيع اسود الى مذيع أبيض». ولم يكتف بذلك بل كتب كتاباً بعنوان «التحول الى أبيض.. ذكريات التغيير»، صدر عن دار «مومنتوم» للكتب ويعتبر حالياً من أكثر كتب الدار مبيعاً التي حددت سعره بـ15 دولاراً.

كان توماس (40 سنة) اسمر اللون ببشرة صافية لكن عندما بلغ من العمر 25 سنة اصيب بمرض يطلق عليه «فتليغو» وهو مرض يؤدي الى تغييرات جذرية في لون الجلد، واستطاع توماس ان يخفي حكاية هذا المرض 15 سنة، حيث مارس مهنته كصحافي ومقدم برامج وظل ناجحاً، اما الآن فإن جلده تحول في أجزاء عديدة الى أبيض بحيث اصبح يطل على المشاهدين بوجه تغطيه طبقات من المساحيق لانه يحاول تغطية المساحات البيضاء على وجهه خاصة قرب عينيه، لكن يديه سوى تعلق الامر بالكف او الذراع تحولتا تماماً الى اللون الابيض بحيث لم تعد هناك إمكانية لتغطيتهما. واول مرة اكتشف توماس انه مصاب بهذا المرض ، عندما ذهب الى حلاق من أجل قص شعره استعداداً لظهوره في برنامج فكاهي، ولاحظ ان جزءاً من شعر رأسه تحول فجأة الى لون ناصع البياض. ثم بعد ذلك ظهرت بقعة بيضاء فوق كفه واخرى قرب فمه، وعندما ذهب الى الطبيب ابلغه بالتشخيص الطبي للحالة. يقول توماس «انني رجل اسود اتحول الى ابيض ويمكن للناس ان يلاحظوا ذلك بوضوح». ويضيف «اذا كنتم اعتدتم على مشاهدتي خلال سنوات فانكم ستلاحظون ان يدي تحولت الى اللون الابيض».

وسبب تحول توماس الى اللون الابيض هو تعرض الخلايا التي تفرز لون الجسم الى مرض يتسبب في خلل وظيفي بحيث تصبح غير قادرة على فرز اللون الأصلي للجلد، وهو مرض قريب الشبه من مرض «البرص» الذي يتسبب في بقع بيضاء في جميع انحاء الجسد، ويعتقد كثيرون انه هو نوع من أنواع مرض البرص.

يرى توماس أن جسده قد خانه، لكنه لا ينكر انه استفاد من ذلك على مستويين، اولاً عندما كتب هذه التجربة في كتاب يحكي تفاصيل ما حدث له وكيف تعايش مع وضع استثنائي، وبدا وكأنه «يبيع جلده» في هذا الكتاب، اما المستوى الثاني فإن كثيرين راحوا يشاهدون البرامج التي يعدها توماس، وأصبحت حكاية جلده تستقطب الكثير من الاسئلة، بل وأدت الى الترويج الى قناة لم تكن معروفة على نطاق واسع. ويوجد حوالي مليوني شخص في الولايات المتحدة لديهم اختلالات في لون أجسامهم، وهو رقم لا يستهان به، واصبح كثيرون من هؤلاء يشاهدون قناة «فوكس 2» ومشاهدة صحافي ومذيع اصبح مثلهم. ولم يكن الاميركيون قد سمعوا حتى التسعينات من قبل بكلمة «فتليغو» وهي لفظة تعني دمار الجينات التي تمنح اللون للجلد، عندما اصاب هذا الخلل في الجسد المغني مايكل جاكسون، الذي تحول بدوره الى رجل «شبه ابيض». وعلى الرغم من ان هذا المرض ليس فتاكاً، لكن بسبب تداعياته النفسية فان كثيرين يختارون حياة العزلة. لكن توماس بدلاً من ذلك اختار ان يشارك مشاهديه في جميع التفاصيل، بما في ذلك الوقت الطويل جداً الذي تستغرقه عملية طلاء وجهه بالمساحيق ليعود «اسود» كما كان أو على الأقل يميل الى السواد.

وعادة ما يضع مذيعو التلفزيون ومقدمو البرامج مساحيق تهدف بالدرجة الاولى الى امتصاص أضواء الاستديو القوية وفي بعض الاحيان تغطية التجاعيد، بيد ان ليي توماس يذهب في كل مرة سيظهر فيها على الهواء الى غرفة الماكياج من اجل تسويد وجه اصبح أبيض. وكان ليي توماس قد انطلق مع شبكة التلفزيون الحالية عام 1997 ببرنامج ترفيهي يستهدف العاملين في صناعة السيارات في ديترويت، ثم انطلق من هذا البرنامج ليصبح أحد المميزين في تقديم برامج المنوعات. وعندما اتضح انه يفقد لون جسمه، اعتقدت «دانا هاهن» نائبة رئيس الاخبار ان توماس ربما يترك عمله، لكنها شجعته ان يروي قصته للمشاهدين. وقالت هاهن «كان ليي صديقاً لنا جميعاً وكنا نريد مساعدته» لكن المحطة لم تكن تعرف ان تحوله من اللون الاسمر الى الابيض لن يجعله شهيرا فقط بل يستقطب المزيد من المشاهدين للقناة.