نهاية الـ «دي في دي»؟

انشغلت الاستديوهات وشركات الإعلام بمعركة نظام الأقراص المستقبلي عن الانتباه بأن السوق يتجه صوب الإنترنت

فاز نظام بلو راي من سوني بمعركة نظام الدي في دي المستقبلي.. لكن هل يفوز بالمعركة على الانترنت بعد ذلك («الشرق الأوسط»)
TT

اخيرا تحقق النصر في حرب الـ «دي في دي». فلماذا اذن لم يحدث الترحيب الكافي بما حدث؟

لعلنا نتذكر ما حصل في الثمانينات، ساهم انتصار نظام «في اتش اس» على نظام بيتاماكس في تطوير سوق مربح. واصبح الـ «دي في دي» الذي طرح في الاسواق في التسعينات كمنجم ذهب وأكبر بكثير، حيث مثل 60 في المائة من ارباح الاستديوهات في السنوات الاخيرة، طبقا لما ذكره المحللون. وتعتبر شركات الاستديوهات العملاقة الـ «دي في دي» ذات الجودة العالية منجم ذهب آخر.

الا ان انتصار نظام سوني المعروف باسم «بلو راي» ذات الجودة العالية على منافسه توشيبا المعروف باسم «اتش دي» يخفي مشكلة تواجه الاستديوهات: انخفاض سوق اقراص الفيديو. فقد انخفضت المبيعات الداخلية بنسبة 3.2 في المائة في العام الماضي الى 15.9 مليار قرص وهو اول انخفاض في المبيعات في تاريخ اقراص الفيديو. ولذا بدلا من الاحتفاء بنظام «بلو راي» - الذي لا يزال في طور النشوء – فقد اسرعت الاستديوهات بتقديم سلسلة من المبادرات تهدف الى دعم السوق. وبعض هذه الجهود مثل اضافة مميزات تفاعلية جديدة وتغييرات في كيفية الترويج للاقراص، تهدف الى منع انكماش السوق اكثر من ذلك. الا ان شركات الاعلام تقدم ايضا تقنيات يأملون في انها ستحل المهمة الاكثر صعوبة وهي تشجيع السوق على النمو وتأخير اختفاء الـ «دي في دي».

وتجدر الاشارة الى ان انخفاض مبيعات الـ «دي في دي» ترجع لعدة اسباب من بينها زيادة عدد البرامج والافلام المطروحة على دي في دي والمنافسة على الوقت الذي يقضيه الانسان للترويح عن نفسه. ولكن ربما تعتبر الانترنت هي اكبر عدو. فقد حدت شركات التكنولوجيا من سوق الـ «دي في دي» بزيادة عمليات تنزيل البرامج والافلام. فبرنامج «ايتيونز» التابع لشركة ابل للكومبيوتر يقدم 500 فيلم. وفي الشهر الماضي بدأت في نظام تأجير الافلام، بينما تروج شركات الاتصالات مثل تايم وورنر وكومكاست نظام النطاق العريض السريع باعتبارها قادرة على تنزيل برامج ضخمة. وتواجه الاستديوهات ذلك التطور التكنولوجي بأفكار تكنولوجيا جديدة. فقد بدأت شركة فوكس للقرن العشرين نظاما جديدا اطلقت عليه اسم «النسخة الرقمية» ويحتوي الـ «دي في دي» على قرص آخر رقمي للعمل. ويمكن للمستهلك تنزيل الملف على جهاز الكومبيوتر الخاص به في خمس دقائق – في وقت اقل بكثير من تنزيله عبر الانترنت – ثم يمكنه مشاهدة العمل على الكومبيوتر او وتنزيله على الايبود.

وذكر توم ادامز مؤسس شركة ادامز ميديا ريسارتش ان وضع ملفات رقمية مع الفيديو «يمكنه سحب البساط من تحت اقدام شركات الانترنت».

الا ان المحلل في ذلك المجال جون فريمان، يرى الجهود بأنها مجرد تكتيكات عرقلة. وعلى الرغم من ان النسخ الالكترونية هي «خطوة للامام»، فإن تلك الخطوة تكاد تشبه اعتراف هوليوود بأن منتجاتها توقفت عن الزيادة. واليوم توجد ملفات رقمية على الاقراص، وعدا تنزيل جماعي للافلام مباشرة من الانترنت. وتجدر الاشارة الى ان المتاعب بكل انواعها الصغيرة والكبيرة بدأت تؤثر في سوق اقراص الفيديو في عام 2005. فأولا بدأت مبيعات البرامج التلفزيونية على اقراص الفيديو في الانخفاض بعدما فقدت شعبيتها. ثم بدأت الاسعار في الانخفاض مع انخفاض الطلب العام. كما ان المعركة بين العديد من المشاركين تسويق «دي في دي» - شركات الاجهزة والاستديوهات وشركات البيع – بخصوص نوعية نظام الفيديو عالي الجودة الذي سينتشر، نشرت نوعا من التردد في اوساط المستهلكين.

المبيعات العالمية لأقراص الـ «دي في دي» لا تزال في زيادة وبعض الأطراف لا تريد الاعتراف بأن النمو الداخلي قد انتهى. وقال بوب تساباك، رئيس وحدة الترفيه المنزلي في وولت ديزني: ان أفلام مثل «قراصنة الكاريبي» جذب عددا كبيرا من المشاهدين. وقال ان مبيعات أقراص بلو راي ستساهم في نمو نشط لهذه المجموعة بنهاية العقد الحالي. أما رونالد ساندرز، رئيس وورنر هوم فيديو، فقد قال انه لا يوجد من يشعر بالقلق إزاء الفرار المفاجئ للمستهلكين. ويقول محللون ان أقراص بلو راي ستعيد الزخم لسوق أقراص الـ «دي في دي»، إلا ان ثمة خلافا حول السعر والوقت. وأشار روبرت هيبليم في هذا الجانب قائلا: لا تزال هناك كثير من المخاوف في سوني بيست باي وبلوكبستر من احتمال الفشل في تحقيق مستوى نجاح الـ «دي في دي». وقال مسؤول في شركة مايكروسوفت انها ستوقف انتاج مشغلات دي في دي بشاشات ذات دقة عالية لألعابها على نظام Xbox 360. فيما قال مسؤول في شركة توشيبا حول فشلها في انتاج مشغلات دي في دي بشاشات ذات دقة عالية ان هذا القطاع. وقال جودي سالي، نائبة مدير قسم تسويق الـ «دي في دي» في اميركا، ان المستهلكين لا يشعرون بصورة عامة بالتجديدِ. وأضافت قائلة ان المنافس الأكبر لهم هو ان المستهلكين يبدو عليهم الاقتناع. مديرو الاستوديوهات لا يتفقون مع وجهة النظر هذه ويشيرون الى النتائج التي توصلوا اليها من خلال بحوثهم. على سبيل المثال، تشير تقديرات فوكس الى ازدياد مبيعات أقراص بلو راي الى حوالي مليار خلال هذا العام، مقارنة بـ170 مليون العام الماضي. وقال تشابيك ان نمو بلو راي سيلعب دورا اكثر من مجرد تغطية الخسائر.

*خدمة «نيويورك تايمز»