رابطة الإعلام الأجنبي في لندن تحتفل بعامها الـ 120

الصحافة العربية كان لها بصمة كبيرة في تاريخها.. وصحافي عربي يشغل منصب نائب رئيس منذ العام الماضي

حسني إمام (تصوير حاتم عويضة)
TT

في قلب العاصمة البريطانية لندن، يقع مركز «رابطة الصحافة الأجنبية» بـ FPA، التي تحتفل هذا العام بالذكرى الـ 120 لتأسيسها، والتي كانت شاهدا على إنجازات الكثير من الصحافيين والمؤسسات الأجنبية المقيمة في لندن.

يقول حسني إمام، نائب رئيس الرابطة منذ العام الماضي ومراسل وكالة الأنباء الكويتية في العاصمة البريطانية، إن الاحتفال، بالإضافة إلى كونه احتفاء بالتعددية التي تتميز بها لندن وبقدرة هذه الرابطة على تسهيل التواصل بين صحافيي أكثر من 70 بلدا مقيمين في البلاد، هو بالتأكيد احتفاء بالصحافة العربية التي وُجدت منذ بداية القرن العشرين. ويضيف إمام، وهو من مخضرمي الصحافة العربية المغتربة، حيث وفد إلى المملكة المتحدة منذ بداية الثمانينات آتيا من يوغوسلافيا حيث عمل مراسلا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، التي بدأ معها قبل ذلك في مصر، أن لندن برزت بشكل خاص في السبعينات من القرن الماضي، عندما اتخذت مجموعة من المطبوعات «العربية ـ الدولية»، وعلى رأسها صحيفة «الشرق الأوسط»، من هذه المدينة مقرا لها، وباشرت الصدور منها، وتلا ذلك قدوم مؤسسات إعلامية كبرى (وإن عاد بعضها إلى العالم العربي اليوم)، مثل صحيفة «الحياة» ومجموعة «إم بي سي» التلفزيونية.

ورابطة الصحافة الأجنبية تلعب دورا لافتا منذ عام 1888، لتكون جسما يمثل الصحافيين الأجانب العاملين، وتقدم لهم التسهيلات اللازمة لإتمام عملهم، إضافة إلى دورها الطبيعي كمركز لإقامة الندوات والمؤتمرات والمعارض، ومن أبرز الأمثلة على ذلك حفل توقيع كتاب رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» السابق عرفان نظام الدين، الذي تم في مقر الرابطة أخيراً.

لكن الرابطة في عيدها الـ 120، تواجه أزمة مالية بحسب ما يقول إمام، فهو يوضح أن وزارة الخارجية البريطانية أوقفت تمويلها السنوي الذي كان معتمدا للرابطة، وباتت تمول فقط المشاريع الخاصة والدورات التدريبية. وتعمد الرابطة حاليا إلى الاستفادة من تأجير صالاتها للفعاليات، بالإضافة إلى الرسوم التي تستوفيها من المشاركين (تفرض رسما قدره 180 جنيها استرلينيا، ولديها نحو 700 مشترك، مما يعني دخلا سنويا قدره نحو 126 ألف جنيه سنويا). من جهته أوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» بأن وزارته أوقفت بالفعل تمويل رابطة الصحافيين الأجانب الذي كان يبلغ 120 ألف جنيه استرليني سابقا على خلفية مشكلة إدارية في الرابطة في ذلك الوقت لكنها أعادت التمويل منذ العام 2006. وأضاف المتحدث «عدنا للتمويل، ولكن وفق معايير وشروط محددة كتبت فيها مذكرة تفاهم مع الرابطة» وبموجب الاتفاق الجديد لا تمول الخارجية تكاليف المبنى او رواتب الموظفين، ولكن تمول مشاريع معينة تتقدم بها الرابطة من ضمن ميزانية الخارجية للبرامج المختلفة. وأوضح المتحدث: «من أهدافنا أن تصبح الرابطة مكتفية ذاتيا في تمويل نفسها وتحصل على استقلال كامل عن الخارجية البريطانية». وعلى الرغم من ذلك، تستمر الرابطة في تنظيم الفعاليات المختلفة، وعلى رأسها جوائز الصحافة الأجنبية السنوية (التي رعتها لسنوات عدة جريدة «الشرق الأوسط»)، والمؤتمرات المختلفة كان آخرها مؤتمر نظمته الاثنين الماضي عن تغطية العراق في الذكرى الخامسة للحرب الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة والتحالف الذي شكلته عام 2003.

وهنا يرى حسني إمام أنه على الإعلاميين العرب المقيمين في لندن بذل المزيد من الجهود والاستفادة من الجو العام الذي توفره العاصمة البريطانية. فهو يقول «لا بد من استغلال التسهيلات الموجودة هنا من مصادر ومراكز أبحاث»، ومن جهة ثانية يضيف «وأيضا التواصل مع الآخرين والاستفادة من التنوع الإعلامي الذي لا مثيل له سوى في القلة من المدن الأخرى».