صحافيون عراقيون يتحدثون عن تجاربهم

TT

بعد خمسة اعوام على سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، تحررت الصحافة العراقية من هيمنة الدولة، لكنها سرعان ما وقعت في فخ الفوضى وباتت غالبيتها رهينة مواقف الاحزاب المختلفة، فضلا عن الشبهات التي تحوم حول مصادر تمويلها وما يتعرض له الإعلاميون من قتل وتهديدات. ويقول هاشم حسن استاذ كلية الاعلام في جامعة بغداد: «ناضلت في زمن النظام السابق من أجل تأسيس صحافة ليبرالية، توقعت بعد الاجتياح تحقيق التغيير السياسي، واصدار مطبوعة بكل حرية، لكن ما يحدث مشابه للفوضى وسباق ماراثوني لصحافة متعددة الاتجاهات».

بدورها، تعتبر الصحافية ايناس محمد، 30 عاما، قائلة لوكالة الصحافة الفرنسية «انه في الوقت الحالي، هناك شفافية في بعض الامور التي يريدون الكشف عنها حتى يقال اننا نعيش في مرحلة ديمقراطية، وفي الوقت ذاته يخفون ما يشاءون». وتوضح «هناك انتشار للفضائيات، لكن للاسف هي غير مهنية، بل للتجارة، ويقوم عليها اشخاص بعيدون عن الاعلام الحقيقي».

وتابعت الصحافية التي لا تظهر في تقاريرها التلفزيونية لاسباب امنية: «اغامر في عملي لاننا نتعرض لاتهامات حول مصادر تمويل القناة، حيث اعمل والكثير من القنوات تتلقى تمويلا مشبوها على ما يبدو».

اما الصحافي احمد التميمي، 39 عاما، مراسل احدى الوكالات الاجنبية فيقول: «كانت مشكلة الصحافي تكميم فمه، لم يكن يستطيع اسماع صوته نتيجة الاضطهاد والسيطرة الامنية، الا ان الاوضاع تغيرت بعد سقوط النظام، وبات الصحافي يتمتع بمساحة واسعة من حرية التعبير، لم تعد هناك خطوط حمراء».

ويشبه التميمي الذي غطى اعمال العنف في بغداد خلال السنوات الماضية المرحلة التي تبعت سقوط النظام السابق بـ «فقاعة الصابون لكننا تجاوزناها لنرجع الى واقع اكثر مرارة من السابق».

ويوضح ان «العقاب الاكبر للصحافي كان السجن ابان النظام السابق، لكنه اصبح حاليا الهدف المفضل لكل الجماعات المسلحة، بحيث يدفع حياته ثمنا لكتاباته، اذا انتقد جهة حزبية مرتبطة بجماعة تعتبر العمل الصحافي بحد ذاته سببا كافيا للقتل». ويتابع ان «المحنة الاخرى التي تواجه الصحافيين العراقيين هي اعتبار الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة والسلفيين واخرى شيعية ان الصحافي العامل مع وكالة اجنبية جاسوس، وهذا مبرر لقتله». ويضيف التميمي «شاهدنا العديد من الزملاء يتساقطون واحدا تلو الاخر، لقد اصبح الوضع حرجا، اخفي عملي مع الوكالات الاجنبية خوفا من التعرض للقتل او الخطف. فالعمل في مجال الصحافة في العراق مشابه للسير وسط حقل الغام».