مزيد من الزيت على «نار» الحرب الإعلامية بين الغرب والصين

بكين تطالب «سي إن إن» بالاعتذار عن تصريحات مسيئة.. وأغنية تشبه الإعلام الغربي بـ«بروباغندا هتلر»

لقطة من الكليب الصيني الذي يتهم الإعلام الغربي بتشويه الحقائق («الشرق الأوسط»)
TT

تشكلت خلال الأيام القليلة الماضية غيوم جديدة في سماء الأجواء المشحونة التي تعيشها الصين مع الإعلام الغربي والتي تتزايد بشكل ملحوظ مع التركيز الإعلامي الذي تحظى به البلاد مع اقتراب موعد الأولمبياد المزمع عقده في الصين في الصيف المقبل. فأمس أعلنت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أنها «لم تكن تقصد أي إهانة حين قال أحد معلقيها إن الصينيين غوغاء وأن منتجاتهم رديئة». وكان المعلق السياسي جاك كافرتي قد أدلى بهذه التعليقات في وقت سابق من الشهر الجاري خلال برنامج «ذا سيتيوشن روم» الشهير الذي تبثه الشبكة الأميركية. ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانج يو، قولها «شعرنا بالصدمة وندين بشدة هجوم مذيع سي.ان.ان البغيض على الشعب الصيني».

وتابعت «كافرتي استخدم الميكروفون ليشوه سمعة الصين والشعب الصيني وانتهك على نحو خطير اخلاقيات التغطية الصحافية».

وكان كافرتي قد قال في البرنامج، الذي عرض في 14 إبريل (نيسان) ان الولايات المتحدة تستورد بضائع رديئة مطلية بالرصاص (بنسبة مرتفعة)»، وتابع «انهم نفس مجموعة الغوغاء الموجودين خلال الاعوام الخمسين الماضية». من جهتها اعتبرت شبكة «سي إن إن» أنها «لم تكن تقصد توجيه أي إهانة للشعب الصيني، وأنها تعتذر من أي شخص فهم التعليقات بذلك الشكل». وأضاف متحدث باسم الشبكة في رسالة إلكترونية وجهها لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «نحن شبكة تغطي الأخبار بطريقة عادلة ومنصفة، ولكننا، كجزء من تغطيتنا، نستضيف بعض المعلقين الذين يقدمون آراء تولد نقاشا»، مضيفا «وبهذه المناسبة نود التوضيح بأن جاك كافرتي كان يعطي آراء حول الحكومة الصينية وليس الشعب الصيني، وبأنه (جاك) سبق ان وجه آراء ناقدة ضد حكومات عدة، من بينها الحكومة الأميركية وقادتها». وقد نقل موقع «يو تيوب» الإلكتروني جزءا من حلقة برنامج «سيتيوشن روم» التي تظهر تعليقات جاك كافرتي، وقد حظي الكليب بنحو 77 ألف مشاهد حتى ساعة إعداد هذا التقرير أمس. وبالحديث عن «يو تيوب» فإن كليبا آخر متعلقا بالعلاقات الإعلامية بين الصين والغرب يلاقي رواجا كذلك. فقبل أيام تناقلت وسائل الإعلام خبر انتشار كليب غنائي لفريق غنائي صيني يدعى «مو رونغكسان» لأغنية تدعى «لا تتشبهوا كثيرا بالسي إن إن»، وهو عبارة عن أغنية تدعي أن الإعلام الغربي يشوه الحقائق ويبالغ فيما يخص تغطية أحداث التيبت، ويتضمن الكليب لقطة تظهر الدكتور بول جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، مختومة بشعار «سي إن إن».

اللافت أن التلفزة الرسمية في الصين وضعت هذا الكليب على موقعها الرسمي على الانترنت. وسألت «الشرق الأوسط» المتحدث باسم «سي إن إن» حول الانتقادات المتزايدة من قبل الصين للاعلام الغربي وحول كيف تقيم الشبكة نفسها تغطيتها لأحداث التيبت، لكنه أوضح بأن «سي إن إن» لا ترغب في ادلاء المزيد من التعليقات.