روبرت تومسون من «ذا تايمز» اللندنية إلى «وول ستريت جورنال» الأميركية

قطب الإعلام العالمي مردوخ يراهن على رجله القوي مجددا

روبرت تومسون خلال حوار سابق مع «الشرق الأوسط» (تصوير: حاتم عويضة)
TT

في آخر التغيرات التي تشهدها صحيفة «وول ستريت جورنال» الاقتصادية الأميركية منذ أن وضع قطب الإعلام العالمي، روبرت مردوخ، يده عليها ضمن صفقة استحواذ شركة «نيوزكورب» التي يرأسها على مجموعة «داو جونز» في ديسمبر الماضي، عين الأخير «رجله القوي» روبرت تومسون كرئيس تحرير للصحيفة الأميركية، وذلك بحسب ما أعلنت المجموعة بالأمس. وكان تومسون، المولود عام 1961، تولى رئاسة تحرير صحيفة «ذا تايمز» اللندنية بين عامي 2002 و 2007 وشهدت الصحيفة في ولايته تطورا لافتا في مجال التغطية الاقتصادية وموقعها الإلكتروني، إضافة إلى تحولها إلى الحجم الصغير بعد تخليها عن الحجم الكبير التقليدي (برودشيت). لذلك لم يكن مستغربا أن يعتبر تومسون بحسب ما يرد في التقارير الإعلامية منذ فترة أحد أكثر مستشاري مردوخ ثقة وقربا. وبدا واضحا منذ ديسمبر الماضي أن مردوخ يهيئ تومسون لتكرار نجاحه في التايمز مع الوول ستريت جورنال، حيث عينه كناشر للأخيرة. قرار التعيين ذلك تلاه بعد فترة وجيزة وتحديدا في أواخر إبريل الماضي خبر استقالة ماركوس براوكلي الذي لفه الغموض، لا سيما وأنها جاءت بعد أقل من سنة له في منصبه وتفاوتت الآراء حينها بين من اعتبر انه يخضع لضغوط تدفعه للاستقالة، وبين قائل انه يستقيل لأنه مستاء للغاية من وضع الصحيفة التي شهدت تغيرات عدة منذ خضوعها لسيطرة مردوخ، الذي كان أعلن أن «وول ستريت جورنال»، وهي صحيفة اقتصادية متخصصة، ستصبح أكثر شمولية، وستهتم أكثر بالسياسة وأخبار الحكومة ومجال الترفيه. وتعتبر إضافة التغطية الرياضية جزءا من هذه الاستراتيجية فيما يبدو.

وكانت «وول ستريت جورنال» تغطي الجانب التجاري المتعلق بالرياضة، وأضافت الصحيفة ايضا أقساما مثل Personal Journal وعددا خاصا بعطلة نهاية الاسبوع. إلى ذلك أقدمت أخيرا على جعل النسخة الأميركية من الصحيفة متوفرة في لندن جنبا إلى جنب مع النسخة الأوروبية. ولعل المطلوب من تومسون هو عكس ما فعله في التايمز، فعليه الآن نقل صحيفة اقتصادية متخصصة إلى متعددة الاهتمامات، ووقعت كل هذه التغيرات رغم وجود «لجنة مستقلة» تعمل كحاجز بين مردوخ والصحيفة لضمان استقلاليتها، وكان ذلك ضمن الشروط التي سبقت الصفقة. من جهته كان تومسون أوضح في حوار سابق مع «الشرق الأوسط» أن مردوخ لا يتدخل تحريريا في صحفه، مضيفا حول علاقته به عندما كان رئيسا لتحرير «تايمز» بأنه «لم يحدث على الاطلاق ان تحدث معه (مردوخ) بخصوص قصة نشرت.. ولن يحدث ذلك. هو يفهم هذا تماما، وهو يترك لي الحرية اللازمة للوصول الى النتائج التي أريد في مجال الرأي... وأريد أن أجد الاشياء التي لا يحسبها له كثيرون هو حجم استثماره في الصحافة عالية الجودة في مختلف انحاء العالم، وأنا اعتقد ان النظريات تطغى على الحقائق فيما يتعلق بنيوزكورب (الشركة التي يرأسها مردوخ)».

من جهتها اعتبرت متحدثة باسم «داو جونز» في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» بأن المجموعة لا تعليق إضافيا لديها في الوقت حالي حول تعيين تومسون، وجاء ذلك ردا على سؤال حول ما اذا كان يعتبر التعيين تدخلا من قبل مردوخ بحد ذاته، وعن الأهداف المرجوة في المرحلة المقبلة. وجاء في البيان الصحافي الذي ارسلته المتحدثة بأن تومسون سيشرف على قسم الأخبار في وول ستريت جورنال مع الاحتفاظ بمنصبه كناشر، إضافة إلى عمله كمشرف على خدمات الوكالات الإخبارية التابعة لداو جونز كذلك. ونقل البيان عن روبرت مردوخ وصفه تومسون بأنه «صحافي ذو مسيرة مذهلة، كمراسل اقتصادي ودولي ورئيس تحرير، مما يجعله مناسبا تماما للمنصب».