ياهو ودبليو بي بي.. شراكة استراتيجية

تسعى لدفع قطاع الإعلان على الإنترنت إلى آفاق أوسع وجعله أكثر ربحية

مبنى شركة ياهو في أميركا («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت شركة «ياهو» يوم الجمعة الماضي عن شراكة مع مجموعة «دبليو بي بي» للإعلانات، وستمنح هذه الشراكة عملاء المجموعة عددا أكبر من مواقع الإنترنت يمكنهم توجيه إعلاناتهم إليها. وبحسب الصفقة، سيمكن لآلاف من أصحاب المواقع الذين يستخدمون خدمة مزاد «ياهو» الإعلانية لبيع مساحات على مواقعهم، من الوصول مباشرة لعملاء «دبليو بي بي». وفي المقابل، سيقوم هؤلاء العملاء بتقديم إعلاناتهم لزوار الموقع عن طريق تقنية توفرها شركة «24/7 ريل ميديا» التابعة للمجموعة. وسيتمكن عملاء المجموعة من الاستفادة من كمية المعلومات التي ستكون المجموعة قادرة على جمعها عن سلوك وطبيعة مرتادي المواقع الموجودة على خدمة المزاد في «ياهو»، التي يطلق عليها «رايت ميديا»، وستعزز هذه المعلومات من قاعدة بيانات العملاء الخاصة بـ«جروب إم»، وهي هيئة تخطيط ومشتريات تابعة لـ«دبليو بي بي». وتقول هيلاري سكنيدر، وهي نائبة الرئيس التنفيذي بـ «ياهو»: «هذه الصفقة من شأنها مساعدة الكيانات التابعة لمجموعة «دبليو بي بي» على شراء مساحات للدعاية الرقمية على شبكة الإنترنت بشكل أفضل». وتأتي هذه الصفقة في وقت مهم بالنسبة لـ «ياهو» التي رفضت عرض شركة «مايكروسوفت»، وتواجه «ياهو» معركة بالوكالة من قبل كارل إكان، المستثمر الذي كان يحاول دفع عملية بيع «ياهو» لـ «مايكروسوفت». وكان المسؤول التنفيذي الأول بمجموعة «دبليو بي بي» مارتن سورل قد قال الأسبوع الماضي في مقابلة شخصية: إنه قد شعر بخيبة الأمل لأن «مايكروسوفت» و«ياهو» لم تصلا إلى اتفاق. وأضاف سورل: «يحب أي عميل أن يرى السوق متوازنة، فلا أحد يحب الاحتكار. والبحث في الولايات المتحدة يتميز بعدم الاتزان. وهذا ما تقدمه «ياهو» ومايكروسوفت، حيث تقدمان المزيد من التوازن».

وربما تتجاوز طموحات سورل وشركته مجرد أن يتمتع عملاء المجموعة بمواقع شركة «ياهو»، لتصل طموحاته إلى مواقع شركة «مايكروسوفت» أيضا. وتكمن فكرة الشراكة في الجمع بين الخبرة التقنية التي تتمتع بها «24/7 ريل ميديا»، التي تدير الإعلانات على صفحات الإنترنت ذات الصلة، مع النطاق الكبير الذي تغطيه «رايت ميديا»، وهي شركة إعلانات تابعة لـ«ياهو».

وكلما كبرت شبكة «24/7»، زادت احتمالية الوصول إلى المستخدمين الذين تريدهم، ومن ثم تصبح أكثر قدرة على توصيل إعلانات معينة لهم، وبعد هذا يأتي دور «جروب إم»، التي ستكون قادرة على جمع المزيد من البيانات عن ما يقوم به متصفحو الإنترنت عندما يشاهدون إعلانا. ويقول روب نورمان، وهو المسؤول التنفيذي الأول في «جروب إم إنتراكشن» المسؤولة عن عملية الشراء الإلكترونية الخاصة بـ«جروب إم»: «نؤمن بأننا سنكون أكبر قدرة على تنظيم حملات توافق رغبات العملاء».

فعلى سبيل المثال، إذا كانت «جروب إم» تعمل لصالح شركة سيارات، فإنها ستعرف من خلال بحثها أن من يزورون موقع الشركة قد يستجيبون لعرض معين لإحدى السيارات. وسيجد من يزور موقع شركة السيارات «كوكيز» (Cookies)، حيث يمكن لـ«24/7» عن طريقها التعرف الى مرتادي الموقع، عن طريق تعقب الـ«كوكيز» عندما يزورون مواقع أخرى. وبعد هذا يمكن لـ«جروب إم» تقديم عروض للإعلان نيابة عن عميل السيارة، ويمكن لتقنية «24/7» إظهار الإعلانات أمام المستخدمين المناسبين – ممن زاروا موقع السيارة في الماضي – خلال تصفحهم المواقع الأخرى خلال شبكة «ريل ميديا». وتسعى مجموعة «دبليو بي بي» من خلال هذا الأمر، إلى تعزيز قدرات شركاتها القائمة، والاستثمار في شركات تقنية أخرى (فقد حصلت «جروب إم»، على سبيل المثال، على حصة أقلية في «إنفيدي تكنولوجيز»، التي تستهدف الإعلانات على القنوات الأرضية والفضائية). وأخيرا، تمكنت من الاستحواذ على شركات مثل «24/7 ريل ميديا»، التي دفعت فيها 649 مليون دولار قبل عام. وقد فكرت «دبليوبي بي» في كيفية التنسيق مع الخدمات التي تنافس «رايت ميديا» التابعة لـ«ياهو» مثل شبكة الإعلانات «درايفمب» التابعة لـ«مايكروسوفت». ويقول نورمان، من «جروب إم»: «ليس من المستبعد أن تقوم «24/7» بمشروع مشابه مع «درايفمب»، فالعملاء يريدون الوصول إلى أفضل نطاق من السلع الموجودة في السوق، تحت أفضل ظروف ممكنة».

* خدمة «نيويورك تايمز»