«بي آر نيوز واير».. حيث يتلاقى الإعلام والعلاقات العامة

خدمة لبث البيانات الصحافية بأسلوب وكالات الأنباء.. ومنطقة الشرق الأوسط أبرز اهتماماتها حاليا

TT

وُجدت خدمة «بي. آر نيوز واير» أو «وكالة أنباء العلاقات العامة» لتكون جسرا بين العاملين في مجال العلاقات العامة والصحافيين، وللإيضاح أكثر، فالفكرة قائمة على ملء ذلك الفراغ بين من يقتضي عملهم السعي لنشر بيانات صحافية عن موضوع معين (أي اختصاصي العلاقات العامة) من جهة، والمتحكمين في ما هي الأخبار التي تنشر وكيف يتم فعل ذلك (أي الإعلاميين) من جهة أخرى.

ويأتي هذا الفراغ، كما يدرك الكثير من العاملين على الجهتين، نتيجة أمور عدة.. فإذا كنت صحافيا فلا شك أنك عانيت من اتصالات متكررة ومحاولات لاقناعك بأهمية بيان صحافي أو العمل على قصة معينة من زاوية معينة، أو رسائل البريد الإلكتروني التي تحدثك عن مواضيع لا تعنيك والواضح أنها مرسلة لأكثر من شخص دون تحديد. فيما لو كنت تعمل في مجال العلاقات العامة والتواصل، فلا بد أن اشتكيت أكثر من مرة من إهمال الصحافيين لبياناتك الصحافية، او عدم ردهم على اتصالاتك، أو تلبية الدعوات الى المناسبات التي تقيمها. لذلك، تقدم «بي. آر نيوز واير» (المملوكة من قبل شركة «يونايتد بيزنس ميديا» ذات المقر اللندني) سلة حلول للعاملين في مجال التواصل، فهي تأخذ على عاتقها توصيل البيانات الصحافية إلى عدد كبير من المنافذ حول العالم، وهي كما يوحي اسمها تتخذ من نموذج وكالة الأنباء طريقة لإدارة عملها. فمن يزر مكاتب هذه الوكالة فسيجد تقريبا نفس تركيبة صالات التحرير في المؤسسات الإعلامية، فهناك من يمكن وصفهم بالمحررين الذين يتسلمون المواد الإعلامية وهي في هذه الحالة عبارة عن بيانات صحافية مرسلة من قبل عملاء الخدمة، ليتم الاطلاع عليها وتحريرها وفق ستايل الوكالة (الأمر الذي يسهل فرزها للمتلقي كذلك) وإعادة إرسالها عبر قنوات الوكالة. أما القنوات التي يتم توصيل الأخبار من خلالها، فهي عبر موقع خاص بالخدمة وقائمة بريد إلكتروني، والبث عبر وكالات أنباء وصالات تحرير كبرى مثل وكالتي «رويترز» و«برس أسوسيشين» في بريطانيا وصالة تحرير قناة «بلومبيرغ» الاقتصادية المتخصصة (بموجب اتفاقات خاصة تدفع «بي. آر. نيوز واير» أحيانا مبلغا من المال مقابل استخدام هذه الوكالات لبث أخبارها)، يضاف إلى ذلك بث الأخبار إلى مئات المواقع الإلكترونية. ولا يقتصر عمل الوكالة على ذلك، فحتى الإرسال يتم عبر وسائل مدروسة بحيث ترسل الأخبار بحسب الاهتمامات وليس عشوائيا، كما تقدم لعملائها كذلك خدمتي رصد وتحليل الظهور الإعلامي، عبر مجموعة منتجات مختلفة، وهي بحسب ما يقول القائمون عليها مطلوبة للغاية من قبل العملاء الذين يريدون أن يقيسوا العائد على استثماراتهم (أر. أو. أي). وعلى الرغم من أن هذه الخدمة ليست جديدة، حيث تعود بداياتها إلى نحو 54 عاما، فهي تعيش مرحلة مثيرة للاهتمام، لا سيما بعدما افتتحت اول مكتب لها في العالم العربي قبل عام، حسب ما يقول جيرمي ديرين، مسؤول المبيعات في الوكالة لأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ويضيف جيرمي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دبي، حيث بات يمضي جل وقته أخيرا: «تدشين مكتبنا هنا كان خطوة منطقية»، موضحا أن الوكالة بدأت تحقق أرباحا في عمليات مكتبها بدبي، وهي تسعى لافتتاح مكتب آخر في أبو ظبي بالاشتراك مع شركة «سي. ام. بي» لتنظيم المعارض (المملوكة بدورها من قبل شركة «يونايتد بيزنس ميديا»)، مضيفا، «كما أننا نتطلع صوب البحرين وقطر باهتمام كذلك». أما السعودية، فلها مكانة خاصة لدى «بي. آر. نيوز واير»، فهي ذات قدرات هائلة وتمثل الاقتصاد الأكبر في المنطقة. لذلك يقول جيرمي: الأمر ليس أن المملكة ليست جاهزة لنا، بل العكس.. نحن من هم ليسوا جاهزين بعد، موضحا أن دخول أي سوق يقتضي دراسة وتحضير، وهو ما تم قبل افتتاح مكتب دبي بالمناسبة، حيث بدأت دراسة الجدوى منذ عام 2006 قبل أن يدشن العام الماضي. لكن جيرمي يقول في الوقت نفسه بأن دخول السوق لم يكن سهلا، ويوضح بأن الأمر يتطلب فهما وإدراكا للواقع، فلا شيء أسوأ من أن تحاول فرض ثقافة معينة على ثقافة أخرى حسب ما يقول. ويضيف بأن الشرق الأوسط هي سوق يطغى عليها التواصل عبر الإعلان، وكان ذلك من أبرز التحديات. ويوضح جيرمي بأن ذلك يقتضي أن يكون من ضمن متطلبات العمل شرح كيفية وأهمية التواصل عبر العلاقات العامة للعملاء المحتملين، مضيفا كذلك أنه يرى أن المنطقة بجميع الأحوال تتطور في هذا السياق، مستدلا بالقول بأنه قبل بضع سنوات وحسب لم يكن منصب مسؤول التواصل المؤسساتي شائعا بكثرة في مؤسسات القطاعين الخاص والعام، أما اليوم فهذا المنصب مرغوب، وهناك طلب متزايد على الكفاءات المحلية والأجنبية لملئه. من جهة ثانية، يوضح جيرمي بأن «بي. آر. نيوز واير» وجدت أن خاصيتها التنافسية في المنطقة تكمن حاليا في مساعدة المؤسسات والشركات المحلية على التواصل عالميا ومع الغرب، ويضيف أن ما يساعد في ذلك هو كون عددا كبيرا من هذا الشركات ذات طموح دولي أساسا، فتجدها تشتري حصصا في مشاريع بالغرب، أو تأتي بماركات غربية إلى المنطقة. وذلك يتماشى بجميع الأحوال مع شعار الوكالة الذي يقول: نحن نروي قصتك للعالم. أما الخطوة الثانية في استراتيجية الوكالة، فهي دراسة كيف يمكن تطوير الحلول المحلية في المنطقة، بمعنى أنها تدرس تدشين خدمة باللغة العربية للبيانات الصحافية (لتضاف إلى اللغات التي تبث بها الوكالة حاليا)، إضافة إلى التباحث مع وكالات الأنباء المحلية والمؤسسات الإعلامية حول كيف يمكن أن تتحول إلى ناقل للأخبار التي تبثها الوكالة، وذلك خدمة للعملاء الراغبين في التواصل محليا وليس دوليا.

* الوكالة في نقاط • تأسست عام 1954 في نيويورك. • تبث البيانات الصحافية 24 ساعة. • تبث معدل 100 بيان صحافي من لندن و900 من أميركا يوميا. • لديها مكاتب في 14 بلدا وتبث إلى 135 بلدا. • عدد العملاء بعشرات الآلاف من ضمنها شركات، ووكالات علاقات عامة وحكومات.

• 85 ألف صحافي مشترك في خدمة «بي. آر نيوز واير» للإعلاميين.