المسافة تتضاءل بين «فوكس نيوز» ومنافسيها

التنافس يزداد بين القنوات الإخبارية الأميركية لكون هذه السنة.. انتخابية

نجم سي ان ان الاعلامي الاميركي اندرسون كوبر
TT

من المقرر الإعلان عن نتيجة المسح الذي تم إجراؤه حول ترتيب المحطات الإخبارية التي تستحوذ على أعلى نسب مشاهدة خلال أوقات الذروة الأسبوع المقبل. وتكشف النتائج أن قناة «فوكس نيوز» استحوذت على النسبة الأكبر من المشاهدين الذين تتراوح أعمارهم بين منتصف العشرينات ومنتصف الخمسينات، وهي الفئة التي ينصب عليها الاهتمام الأكبر من قبل الجهات التي تعرض إعلاناتها خلال النشرات الإخبارية، حسبما أشارت التقديرات الصادرة عن مركز نيلسن لأبحاث الإعلام. في المقابل، اجتذبت قناة «سي إن إن» عددا كبيرا للغاية من المشاهدين خلال الأشهر الأولى من العام وذلك في الأيام التي شهدت إجراء الانتخابات التمهيدية بين مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة والعديد من المناظرات الرئاسية، الأمر الذي جعلها تتقدم على «فوكس نيوز» للمرة الأولى منذ ست سنوات. إلا أن التقدم والتراجع الذي اتسم به ترتيب «فوكس نيوز» على مدار الأشهر القليلة الماضية يخفي وراءه توجهاً سلبياً بالنسبة للقناة، خاصة في وقت تستعد القناة لتغطية الحملات المرتبطة بالانتخابات العامة، فرغم أن القناة احتلت المرتبة الأولى بين نظيراتها على امتداد قرابة العقد وشكلت قوة سياسية في حد ذاتها، شهدت «فوكس نيوز» تراجع تفوقها والمسافة الفاصلة بينها وبين قناة «سي إن إن» خلال العام الانتخابي الحالي، إلى جانب نجاح كل من «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» في زيادة أعداد مشاهديهما بمعدلات دراماتيكية. وتكشف الأرقام أنه خلال الأشهر الخمس ونصف الشهر الأول من عام 2004، وهو آخر عام انتخابي، كان عدد مشاهدي «فوكس نيوز» ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و54 وقت الذروة أكثر من ضعف عدد مشاهدي «سي إن إن» ـ حيث جاءت الأعداد 530.000 مقابل 248.000 طبقاً لتقديرات مركز نيلسن لأبحاث الإعلام. أما هذا العام حتى منتصف يونيو، نجحت «سي إن إن» في تقليص الفجوة بينها وبين «فوكس نيوز» واجتذبت عدداً متكافئاً تقريباً من المشاهدين المنتمين إلى هذه الفئة العمرية لما اجتذبته «فوكس نيوز» ـ حيث بلغ عدد مشاهدي «سي إن إن» قرابة 420.000 مقابل 440.000 لـ «فوكس نيوز». علاوة على ذلك، نجحت «سي إن إن» في إضافة 170.000 مشاهد آخرين إلى عدد مشاهدي فترتها المسائية، مقارنة بالسنة الانتخابية الماضية، بينما خسرت «فوكس نيوز» حوالي 90.000، وذلك طبقاً لما ورد عن مركز نيلسن لأبحاث الإعلام. كما تمكنت «إم إس إن بي سي» من إضافة 181.000 مشاهد إلى جمهورها من هذه الفئة. من ناحيته، أشار «سكوت ريد»، المخطط الاستراتيجي التابع للحزب الجمهوري والذي اضطلع بإدارة حملة «بوب دول» الانتخابية عام 1996، إلى أنه: «لا أعتقد أن فوكس تراجعت، وإنما أعتقد أن إم إس إن بي سي وسي إن إن نجحتا فحسب في الارتقاء إلى مستوى الحدث بصورة أكثر إبداعاً بكثير وباستضافة ضيوف أفضل ووضع خرائط أكثر جاذبية وتنظيم برامج حوارية تقوم على قدر اكبر من التفاعل». وفي الوقت الذي ما تزال قناة «فوكس نيوز» تحظى بأكبر نسبة مشاهدة بشكل عام بين القنوات الإخبارية ـ حيث اجتذبت خلال العام الجاري في المتوسط 2 مليون مشاهد في كل من ليالي الأسبوع ما عدا السبت والأحد، مقارنة بـ1.3 مليون مشاهد لـ «سي إن إن» و805.000 لحساب «إم إس إن بي سي» ـ تراجع الزخم الخاص بها بشكل ملحوظ، خاصة بالقياس على امتداد السنوات القليلة الماضية. في المقابل، ارتفع إجمالي معدلات مشاهدة كل من «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» في وقت الذروة بنسبة تجاوزت 50% خلال العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. أما نسبة مشاهدة «فوكس نيوز» فقد ارتفعت بنسبة 10% فقط، طبقاً للأرقام الصادرة عن مركز نيلسن لأبحاث الإعلام. من جانبها، رفضت «دانا كلينجوفر»، المتحدثة الرسمية باسم «فوكس نيوز»، طلبات قُدمت إليها هذا السبوع للتعليق على معدلات نسبة مشاهدة القناة واستراتيجيتها للفترة المقبلة. من ناحية أخرى، من الواضح أن امتداد التنافس الديمقراطي لفترة زمنية طويلة، وتجاوزه السباق الجمهوري المناظر بعدة شهور، كان له تأثير سلبي على قناة «فوكس نيوز»، التي تميل بشكل معلن تجاه التيار اليميني في برامجها التي تعرض وقت الذروة، مثل «أوريلي فاكتر» و«هانيتي آند كولمز». وبينما تفتقر القناة إلى برامج حوارية ترتبط بالحزب الديمقراطي، تمكنت «سي إن إن» من اجتذاب 8.3 مليون مشاهد للمناظرة التي أذاعتها للمرشحين الديمقراطيين في 31 يناير (كانون الثاني)، ما يزيد على معدلات المشاهدة المعتادة في وقت الذروة بمقدار بأكثر من ستة أضعاف. وبالمثل، في ليالي الانتخابات التمهيدية الكبرى بين المرشحين الديمقراطيين ـ والتي تركزت في معظمها في الشهور الأولى من العام ـ اجتذبت «سي إن إن» أعداداً أكبر من المشاهدين عن «فوكس نيوز»، في الوقت الذي احتلت «إم إس إن بي سي» في بعض الأحيان المرتبة الثانية. وعلى امتداد الأشهر الثلاثة السابقة، ومع ضمان «باراك أوباما» نيل بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي له في الانتخابات الرئاسية، انخفضت معدلات المشاهدة للقنوات الثلاث، وجاءت الخسارة الأكبر للمشاهدين من نصيب «سي إن إن» (35% تقريباً) مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من العام ذاته، وذلك تبعاً لتقديرات مركز نيلسن. من جانبه، أشار «كارل فورتي»، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة «فريدمز ووتش» المحافظة، إلى أنه: «أعتقد أن المشاهدين الديمقراطيين أكثر ميلاً لمشاهدة سي إن إن. في الوقت ذاته، لم تجر أي انتخابات تمهيدية فيما يخص الحزب الجمهوري من 5 فبراير (شباط)، ولم تجر الكثير من الأحداث على الجانب الجمهوري لتجتذب الجمهوريين إلى التغطية السياسية».

بيد أن الاهتمام بالحملة الانتخابية الديمقراطية لا يشكل بمفرده تفسيراً كافياً للنضال الذي تخوضه «فوكس نيوز» على امتداد السنوات القليلة الماضية للحفاظ على صدارتها، والمكاسب التي حققها منافسوها، ذلك أنه من الواضح أن «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» نجحتا بصورة ما من السير على نهج العديد من الخطوات المميزة لـ «روجر أيلز» مؤسس ورئيس قناة «فوكس نيوز»، من حيث التركيز على الآراء الحادة القوية والرسومات البيانية المتألقة واستضافة الشخصيات الكبرى. وفي هذا الصدد، أكد «بوب كيري»، رئيس مؤسسة «نيو سكول» في مانهاتن والسناتور الديمقراطي السابق عن نبراسكا، أن: «ما سيقوله أيلز تعليقاً على ذلك، أنهم يتبعون ريادتنا، وهي مقولة تحمل بعض الصواب». وأضاف «كيري» أنه من خلال إضفاء قدر أكبر من الجاذبية والترفيه، نجحت «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» في خلق وضع أفضل بكثير لهما عن «فوكس نيوز» مكنهما من اجتذاب الناخبين الشباب، خاصة من تابعوا سباق الترشح الرئاسي الديمقراطي للمرة الأولى. في تلك الأثناء، بدا أن الضيوف الذين تستضيفهم «فوكس نيوز» يواجهون صعوبة في الحديث بالشكل الملائم أمام الكاميرا، فعلى سبيل المثال، اعترفت «فوكس نيوز» ثلاث مرات في أقل من ثلاثة أسابيع بالحديث عن «أوباما» بصورة غير لائقة، تمثلت في وضع إعلان رئيس على الشاشة في 12 يونيو (حزيران) أشار إلى زوجة «أوباما»، «ميشيل»، بالقول إنها «طفلة أم»، وفي وقت سابق اعتذر أحد كبار مذيعي القناة «إي. دي هيل» عن استخدامه لفظ «إرهابي» في وصف أحد الأحداث في إطار حشد لأنصار «أوباما». كما أبدت «ليز تروتا»، المحللة بالقناة أسفها الشديد على إطلاقها نكتة حول احتمالات اغتيال «أوباما».

*خدمة «نيويورك تايمز»