قضايا الإعلام والإنترنت.. تاريخ شائك

معركة «غوغل» و«فياكوم» تعيد محاكمة «نابستر» إلى الأذهان

لوغو نابتسر («الشرق الاوسط»)
TT

تعيد قضية «يوتيوب» و«فياكوم» إلى الأذهان قضية اشتهرت في عام 1999، لعلها الأبرز في تاريخ هذا النوع من القضايا. والحديث هنا هو بالتأكيد عن برنامج «نابستر» Napster الذي برمجه «شون فاننغ»، الذي يسمح بمشاركة الموسيقى الموجودة في كومبيوترات المستخدمين، الأمر الذي أغضب شركات إنتاج الموسيقى والفرق الموسيقيّة نفسها، مثل فرقة «ميتاليكا»، خصوصا أنّه استطاع الوصول إلى أكثر من 70 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم عام 2000، قبل أن تُجبَر شركة «شون» على دفع ملايين الدولارات كتعويضات، الأمر الذي أفلس الشركة في النهاية. واشترت شركة «بيرتيلسمان» Bertelsmann الألمانيّة شركة «شون» وحوّلت البرنامج من مجانيّ إلى مدفوع لقاء تحميل الموسيقى، لكنّ البرنامج لم يتعاف من الضرّر الذي لحق بسمعته، وتحوّل محبوه السابقون إلى برامج مجانيّة أخرى.

إلا أنّ برنامج «نابستر» المجانيّ عرّف المتصفحين بمفهوم الموسيقى المجانيّة، وساهم في إطلاق الموسيقى عبر مواقع عديدة، مثل «ماي سبيس» والكثير من مواقع الفرق الجديدة التي تريد شهر نفسها بالسماح للمتصفحين بتحميل بعض الموسيقى أو الألبومات بشكل مجانيّ. وسبقت فرقة «راديوهيد» البريطانيّة المشهورة الآخرين حينما قرّرت طرح ألبوم جديد على الإنترنت في نهاية عام 2007 بشكل مميّز، حيث يمكن تحميله مجانا، أو يمكن للمتصفح دفع أيّ مبلغ من المال يختاره لقاء تحميل الألبوم، ومن دون أيّة فروقات بين الطريقتين من ناحية الجودة. الأمر المفاجئ في هذه المخاطرة الإعلاميّة أنّ الكثير من المستخدمين دفعوا مالا من تلقاء أنفسهم، على الرغم من أنّهم يستطيعون تحميل الألبوم مجانا، وبشكل قانونيّ.

ومن القضايا القانونيّة المربكة قيام اتحاد صناعة التسجيل في الولايات المتحدة الأميركيّة RIAA برفع قضيّة قانونيّة في عام 2005 على امرأة عجوز تبلغ من العمر 83 عاما، متهما إياها بتحميل أكثر من 700 أغنية من موسيقى الـ«بوب» والـ«راب» والـ«روك» في منزلها. والأمر المثير للاهتمام في الموضوع أنّ المرأة كانت قد توفيت قبل تاريخ التحميل المفترض، وأنّها كانت لا تعرف كيف تشغل الكومبيوتر على الإطلاق. لكنّ يجب عدم الافتراض أنّ الاتحاد قد أخطأ، حيث ان ملاحقاتهم القانونيّة المستمرّة أجبرت المستخدمين الذين لديهم خبرات تقنية على سرقة الهويّات الإلكترونيّة الخاصّة بغيرهم عند تحميلهم للموسيقى، الأمر الذي يفسر تحميل العجوز لموسيقى لا يمكن أن تعجبها، حتى لو كانت على قيد الحياة.

هذا ورفع الاتحاد 261 قضية ضدّ فتاة أميركيّة تبلغ من العمر 12 عاما لأنّها فهمت بالخطأ أنّ اشتراك والدتها في برنامج مشاركة الملفات «كازا» Kazaa يعني أنّه بمقدورها تحميل ما تريده من الموسيقى. وطالب الاتحاد تعويضات بمبلغ 150 ألف دولار أميركيّ لقاء كلّ انتهاك لحقوق الملكيّة. وفي خسارة مني بها الاتحاد، قرّرت محكمة أميركيّة في عام 2003 رفض اقفال خدمات شبكات المشاركة، مثل «غروكستر» Grokster و«ستريمكاست» Streamcast، حيث قرّر القاضي «ستيفن وليسن» أنّ هذه الخدمات لا تستطيع التحكم في نوعيّة الملفات التي يشارك بها مستخدموها، ولا يمكن اقفال خدمات تسمح للأفراد بمشاركة ملفات غير تجاريّة، مثل أعمالهم الخاصّة، وأنّ هذه الشبكات أشبه بشركات صناعة ناسخات الأقراص الليزريّة أو ناسخات الأوراق، حيث لا يجوز مقاضاة هذه الشركات لأنّ شخصا ما قام بنسخ برنامج أو قرص موسيقيّ، أو صوّر كتابا أو مجلة تجاريّة.

ومن الأحداث الجديدة الأخرى قيام مجموعة من أعضاء الاتحاد الأوروبيّ بمحاولة تمرير قانون يسمح بمنع رقم الإنترنت الخاصّ بك IP من الدخول إلى الإنترنت مدى الحياة، إن قام أيّ شخص يستخدم جهاز بمشاركة ملفات غير مرخصة أكثر من 3 مرّات. ويمكن الذهاب إلى موقع http://stealth.strangecompany.org للحصول على المزيد من المعلومات حول هذا القانون.

وفازت شركات الموسيقى عام 2004 بدعوى ضدّ موقع «بيورتونز» Puretunes الإسبانيّ بعد شهرين من افتتاحه، الذي كان يبيع الموسيقى الرقميّة، وحصلت على 10.5 مليون دولار أميركيّ، ذلك أنّ الموقع كان يبيع الموسيقى الرقميّة من دون الحصول على تراخيص من الشركات المنتجة لقاء ذلك، وأنّها خدعت المشترين وأوهمتهم بأنّ الموسيقى التي اشتروها قانونيّة ومرخصة. وحصلت الشركات عام 2007 على 222 ألف دولار أميركيّ لقاء تحميل امرأة 24 أغنية (حوالي 9250 دولارا للأغنية الواحدة)، عوضا عن تغريمها 3.6 مليون دولارا. وتجدر الإشارة إلى أنّ اتحاد صناعة التسجيل في الولايات المتحدة الأميركيّة قد رفع أكثر من 20 ألف دعوى قضائيّة بين عامي 2003 و2007، وذلك نتيجة لسياسته الصارمة تجاه القرصنة، إلا أنّ غالبيّة الخاسرين كانوا من الأفراد، وليس الشركات الكبيرة. ووصل عدد المشاركين بالملفات الموسيقيّة في عام 2007 إلى 6.3 مليون مستخدم، كلّ مستخدم يشارك بأكثر من أغنية، وبعضهم يشارك بالآلاف.